الأربعاء 06 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

"المراغي" يحذر من إضافات ليست من السيرة النبوية

……
……
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في منتصف فبراير من عام 1935 كتب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأسبق محمد مصطفى المراغي مقدمة لكتاب "حياة محمد" للمفكر والسياسي الراحل محمد حسين هيكل.

وأشاد شيخ الأزهر بطريقة هيكل في كتابه، محذرا من التعاطي غير الدقيق مع السيرة النبوية، فقد أضيف إليها ما ليس منها، وفق مقدمة الشيخ المراغي.

واستعرض هيكل في كتابه "حياة محمد"، السيرة النبوية بأسلوب راق وحديث، يخاطب القراء المعاصرين والمتلقى غير العربى وغير المسلم أيضا، وخلاله يحاول تفسير ظواهر مثل الوحى والنبوة وجبريل والملائكة، ويقف طويلا عند بعض القصص الشائكة.

وجاء في مقدمة المراغي: "منذ وجد الإنسان على الأرض وهو مشوق إلى تعرُّف ما في الكون المحيط به من سنن وخصائص،وكلما أمعن في المعرفة ظهرت له عظمة الكون أكثر من ذي قبل، وظهر ضعفه وتضاءل غروره. ونبي الإسلام صلوات الله عليه شبيه بالوجود. فقد جدَّ العلماء منذ أشرقت الأرض بنوره يتلمسون نواحيالعظمة الإنسانية فيه، ويتلمسون مظاهر أسماء الله جلَّت قدرته فيعقله وخُلقه وعلمه. ومع أنهم استطاعوا الوصول إلى شيء من المعرفة، فقد فاتهم حتى الآن كمال المعرفة؛ وأمامهم جهاد طويل،وبُعد شاسع، وطريق لا نهاية له.

والنبوة هبة الله لا تُنال بالكسب؛ لكن حكمة الله وعلمه قاضيان بأنتمنح للمستعد لها والقادر على حملها. الله أعلم حيث يجعل رسالته. ومحمد أُعِدَّ لأن يحمل الرسالة للعالم أجمعه، أحمره وأسوده، إنسه وجنه، وأعِدَّ لأن يحمل رسالة أكمل دين، ولأن يختم به الأنبياء والرسل، وليكون شمس الهداية وحده إلى أن تنفطر السماء وتنكدر النجوم، وتُبدل الأرض غير الأرض والسموات.

عصمة الأنبياء في التبليغ وأداء أمانة الوحي قضية فرغ العلماء منها؛ فليس للأنبياء فضل الاختيار في التبليغ وأداء الأمانة بعد طبعهم بخاتم النبوة واختيارهم لها. وهذا التبليغ نتيجة حتمية للنبوة لا مردَّ لها، غير أن الوحي لا يلازم الأنبياء في كل عمل يصدر عنهم وفي كل قول يبدر منهم؛ فهم عرضة للخطأ، يمتازون عن سائر البشر بأن الله لا يقرُّهم على الخطأ بعد صدوره، ويعاتبهم عليه أحيانًا.

وسيرة محمد صلوات الله عليه وعلى آله كسائر العظماء أُضيفَ إليها ما ليس منها، إما عن حب وهوى وحسن قصد، وإما عن سوء قصد وحقد. غير أنها تمتاز عن سير العظماء جميعهم بأن منها شيئًا كثيرًا ضمه الوحي الإلهي وضمن حفظه القرآن المطهر، وشيئًا كثيرًا رُوي على لسان الحفاظ الثقات من المحدِّثين، وعلى هذه الأسس الصحيحة يجب أن تبنى السيرة، وأن يستنبط العلماء منها حِكَمَها وأسرارها ودقائقها، وأن تحلَّل التحليل العلمي النزيه، ملاحظًا فيذلك ظروف الوسط وحال البيئة ونواحيها المختلفة من عقائد ونظم وعادات.