تشهد حكومة ليز تروس البريطانية حالة من الفوضى بعد أن رفضت رئيسة الوزراء اعتماد ميزانية جديدة لتهدئة الأسواق، فيما اتهم وزير الداخلية النواب بمحاولة الانقلاب ضد تروس.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن حكومة ليز تراس تخلت عن خطتها لخفض الضرائب للأعلى دخلا بنسبة ٤٥٪ فى تحول وصفته بـ"المهين"، بعد تمرد المحافظين المتزايد على السياسة ورد الفعل المضطرب من الأسواق.
وظهر عدم الانضباط فى جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، حيث اقترح وزيران، هما روبرت باكلاند وبينى موردونت، أنهما لم يدعما فكرة خفض الفوائد.
وشرعت تروس وكواسى كوارتنج وزير الدولة للأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية، إلى جولة من المقابلات الإعلامية تهدف إلى نقل رسالة مفادها أنهما غير متأثرين أو مرتبكين بما يجري، ورغم ذلك ، فقد تسببا فى مزيد من الارتباك حيث قالا إن خطتهما المالية متوسطة الأجل ستؤجل إلى ٢٣ نوفمبر المقبل، على الرغم من أن مصادر حكومية أكدت أنه سيتم طرحها لمحاولة طمأنة الأسواق.
وقالت الصحيفة البريطانية إنه بالإضافة إلى الفوضى فى حزب المحافظين فإن سويلا برافرمان، وزير الداخلية، اتهم نواب الحزب "بالقيام بانقلاب وتقويض لرئيسة الوزراء بطريقة غير مهنية لإجبارها على إلغاء أعلى ضربية للدخل.
ويقول نواب المحافظين: "نحن حزب واحد، وتم انتخاب «تروس» لقد حصلت على تفويض جاد منا وتحدثت عن التخفيضات الضريبية طوال الصيف، إنها تقول ما تفعله".
كما أعرب النواب عن غضبهم من اقتراح النائب برافرمان بـ"انقلاب" ضد تروس، وقال دوبل النائب عن سانت أوستل ونيوكواي: "إن القيام بما نعتقد أنه صحيح لناخبينا ليس "انقلابا" أو غير مهني، بل إنه واجبنا البرلماني، إذا كان هذا هو النهج الذى يتخذه مجلس الوزراء، فنحن فى وقت وعر". وقال "هور"، رئيس اللجنة المختارة لأيرلندا الشمالية: “تمثيل الناخبين ليس انقلابا".
وأكد جرانت شابس، رئيس الحزب السابق ووزير الحكومة السابق، على خطورة الوضع الذى تواجهه "تروس" حيث اقترح أن لديها أياما عشرة لتحويل دفة قيادتها. وذكر مراسل إذاعة "بودكاست": "إن العشرة أيام المقبلة هى فترة زمنية حرجة، لدى "تروس" ولديها خطاب تلقيه بعد أيام قليلة صعبة للغاية، لقد جعلت النواب يتكاتلون عليها".
وكانت تروس قد أكدت أن خطتها المالية ستنشر فى نوفمبر المقبل قائلة فى تصريحات لـ جى بى نيوز: "لدينا تاريخ ٢٣ نوفمبر، هذا هو الوقت الذى سنحدد فيه توقعات مكتب مسؤولية الميزانية، ولكن أيضا الخطة المالية المتوسطة الأجل".
وأضافت: “ما فعلناه هو أنه كان علينا اتخاذ إجراءات عاجلة للغاية للتعامل مع القضايا التى نواجهها-خطة الطاقة والتضخم وتباطؤ الاقتصاد العالمي، لقد تعاملنا مع ذلك- الآن نريد أن نضع خططنا لخفض الديون كنسبة من الناتج المحلى الإجمالى على المدى المتوسط”.
ودعا ميل سترايد، رئيس لجنة الخزانة، إلى نشر توقعات أوبر على الفور وتقديم خطط الحكومة إلى نهاية أكتوبر، قبل اجتماع لجنة السياسة النقدية فى بنك إنجلترا للنظر فى أسعار الفائدة.
وفى مقابلة مع جى بى نيوز، اقترح كواسى كوارتنج أيضا أن الميزانية المصغرة قد تم تقديمها فى أعقاب الضغوط الناتجة عن وفاة الملكة.
"كان لدينا أمة فى حالة حداد، وبعد ذلك، حرفيا بعد أربعة أيام من الجنازة كان لدينا ميزانية صغيرة"، هكذا قال كوارتنج، "لقد كانت بيئة عالية السرعة والضغوط.
وظهرت أيضا علامات توتر على تروس أثارت الدهشة بعد رفضها أن تقول فى مقابلة مع سكاى نيوز إنها تثق فى كوارتنج.