تترقب أسواق النفط إنتفاضة قوية جديدة نحو تغيير الأسعار لأعلى بعد الانخفاض الكبير الذي أعلنته منظمة الأوبك+ فى حجم الإنتاج، فى ظل تراجعات كبيرة فى الأسعار مع توقعات بتراجع الطلب في ظل التباطؤ الاقتصادي والتضخم الذي يعصف بالأسواق.
فيما تنتظر الأسواق رد فعل واشنطن على قرار الخفض الذي يرى الرئيس الأمريكي أنه لم يكن ضروريًا، حيث اتهم المجموعة أنها لم تراع الظروف العالمية وأن القرار جاء ليصب في مصلحة روسيا.
ورفع بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس توقعاته لسعر نفط برنت للربع الأخير بمقدار 10 دولارات للبرميل إلى 110 دولارات، وفقًا لملاحظة من العديد من المحللين.
وقال داميان كورفالين، رئيس أبحاث الطاقة، لتلفزيون بلومبيرج: "كل التطورات التي شهدناها على جانب العرض في هذه المرحلة تمهد إلى حد كبير الطريق لما نعتقد أنه سيكون أسعارًا أعلى في نهاية هذا العام".
يأتي التعديل نتيجة لقرار أوبك + بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا اعتبارًا من نوفمبر، وتشير المذكرة إلى أن أوبك + تخطط لخفض الإنتاج بمقدار 2 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل انخفاضًا حقيقيًا قدره 1.2 مليون برميل يوميًا مقارنة بتوقعات البنك لشهر نوفمبر.
وقال بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس، إنه من المرجح أن يرتفع السعر أكثر إذا تم الالتزام بخطة الإنتاج واستمرت أوضاع السوق في التحسن.
يعتقد جولدمان ساكس إن الخفض منطقي، وإن كان استثنائيًا، لأنه يزيد من إيرادات مجموعة النفط بأقل قدر من التضحية بالأرباح المستقبلية.
وقال محللو مورجان ستانلي بمن فيهم مارتين راتس في مذكرة: "سيجد خام برنت طريقه إلى 100 دولار للبرميل أسرع مما توقعنا من قبل بعد تحرك أوبك +".
وقالوا: "إن الخفض يهدد بتضييق الأسواق بشكل كبير، على الرغم من أن الكثير يعتمد على كيفية أسعار إنتاج النفط الروسي بمجرد دخول حظر الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ".
رفع البنك توقعاته لخام برنت من 5 دولارات إلى 100 دولار للأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023، مع الحفاظ على توقعاته دون تغيير للأرباع الثلاثة المقبلة.
وقال محللون من بينهم جيوفاني ستونوفو في مذكرة: "إن من المتوقع أن تشهد سوق النفط مزيدًا من التشديد وأن سعر خام برنت سيتقدم فوق 100 دولار خلال الأرباع المقبلة".
سوف يتحد خفض أوبك + مع الحظر الأوروبي على الواردات الروسية، والنهاية المحتملة لإصدارات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من احتياطيات النفط الاستراتيجية، وزيادة الطلب من التحول من الغاز إلى النفط هذا الشتاء للضغط على السوق.
قال وارن باترسون، رئيس الإستراتيجية في ING Groep NV في سنغافورة، إن هذه الخطوة كافية لتغيير التوازن للعام المقبل، مما يدفع السوق إلى نقص في عام 2023 بأكمله.
وقال إن هناك جانبًا صعوديًا واضحًا لتوقعات البنك لبرنت عند 97 دولارًا للبرميل للعام المقبل.
ومع ذلك، يُنظر إلى المزيد من عمليات التحرير من الاحتياطيات الاستراتيجية الأمريكية على أنها ممكنة، على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون لها تأثير محدود فقط.
وقال محللون من بينهم فرانشيسكو مارتوتشيا وإد مورس في مذكرة إنه في حين أن التخفيض كبير على الورق، ولكن الخفض الفعال سيكون أصغر بكثير لأن المجموعة فشلت بالفعل في الوصول إلى حصصها.
وأضافوا أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية على أوبك + إذا أضرت بالنشاط الاقتصادي والطلب على النفط أكثر.
