حكايات من مختلف محافظات مصر عن حرب أكتوبر، لأولئك الأبطال الذين ضحوا بحياتهم وأرواحهم وروت دمائهم تراب هذا الوطن الغالي.
في ذلك السياق نجد العميد محمد عبد المنعم يوسف مواليد يناير ١٩٥١من القاهرة وبالتحديد المعادي، حصل على الثانوية العامة سنة ١٩٦٩ والتحق بالكلية الحربية في مايو سنة١٩٧٠.
يقول "عبدالمنعم" في حديث لـ"البوابة نيوز"، سافرت السودان لمدة سنة، لأن الكلية كانت مقسمة إلى فرعين أحدهم في القاهرة والآخر في السودان، وبعد ذلك رجعنا من السودان في إبريل ١٩٧١ وأكملنا سنه أخرى في القاهرة، وتخرجت برتبة ملازم في ٣٠ مارس ١٩٧٢ سلاح المشاة، ثم بعد ذلك التحقت علي الكتيبة ٣٣٥ اللواء ١١٢ مشاه الفرقة ١٦.
وأضاف "عبدالمنعم"، أنه أثناء قيام حرب أكتوبر كنت ضابط برتبة ملازم، وكنا موجودين في منطقه تسمى "سابيوم" علي القناة، استعداداً ليوم العبور، وقمنا بعدة تدريبات قبل الحرب في مناورات تشبه المعركة ، حتى يعلم كل منا دوره في الحرب، ولم نكن نعرف متى سنعبر قناة السويس ونسترد أرضنا من العدو الاسرائيلي، إلي أن فوجئنا باستعدادات غير عادية علي طول الجبهة ولكن في سرية تامة.
وتابع "عبدالمنعم": إلي أن جاء يوم السادس من أكتوبر وعلمنا أننا سنقوم بعبور قناة السويس، وأبلغني قائد السرية أننا سنعبر الساعة الثانية والثلث، مشيراً إلى أنها كانت فرحة غير عادية بعد سماع هذا الخبر، ولم نصدق أن المعركة ستبدأ إلا عندما شاهدنا طائراتنا تعبر القناه الساعة الثانية وخمس دقائق، كانت الفرحة لا توصف وتعالت الأصوات "الله أكبر" تلك الكلمة التي زلزلت الأرض، ولم تمضي دقائق حتى سمعنا وشاهدنا الحرائق والنيران تشتعل في المواقع الاسرائيلية.
وأوضح "عبدالمنعم" : أنه بمجرد رؤية هذه النيران عرفنا أن الطيران دمر المواقع الاسرائيلية، وبعد حوالي ١٠ دقائق شاهدنا الطائرات تعود بعد أداء مهامها، وبدأت المدفعية في قصف مواقع النقط القوية علي طول الضفة الشرقية للقناة، وبعدها مباشرة حملنا القوارب وأنزلناها في القناة وبدء عبور قوات المشاة ودارت عجلة الحرب.
وأشار "عبدالمنعم"، إلي أن أسرته لم تكن تعلم شيئاً عن الحرب، ففي فترة الحرب لم يكن هناك أي اتصال بيني وبين أسرتي، ولكن بعد عودتي في أول اجازة بعد الحرب استقبلنا الجميع استقبال الأبطال، متابعا استشهد زملائي في الكتيبة وهم الرائد حمدي عرفة والنقيب ماجد زيدان والملازم ابراهيم عواد والملازم سعيد طعيمه والملازم عبد العال والجندي علاء عبد العال رحمهم الله، وكنا نعامل الأسرى معاملة حسنة إلي أن نقوم بتسليمهم للمخابرات الحربية.
وأوضح : تكرمت كثيراً وآخر تكريم كان في الندوة التثقيفية للقوات المسلحه رقم ٢١، وحصلت علي درع القوات المسلحة، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي عمل في مصر مالم يعمل في ٦٠ سنة من مشاريع ومدن جديده وتطوير السكك الحديدية ولا نستطيع حصر جميع المشروعات التي أنشأت في عهده فهو نقل مصر لمرحلة جديدة.
وتابع: ومن خلالكم أطالب أن يتم تدريس أبطال أكتوبر للطلبة، سواء التعليم الجامعي أو ما قبله، لأنهم أقدر الناس على توصيل المعلومات الصحيحة ذات التفاصيل العميقة عن الحرب.
"هدهد سيناء"
وصفه المدعي العام العسكري الإسرائيلي «عوزي زاك» "هدهد بئر العبد" و قال إن شبكته من أخطر شبكات الجاسوسية التي كشفتها في إسرائيل، فاستطاعوا نقل معلومات أمنية إلي الاستخبارات العسكرية المصرية.
قام بزرع أخطر شبكة تجسس في تل أبيب، وفجر قطاراً اسرائيلياً، لذلك أعلنت اسرائيل عن تقديم آلاف الدولارات مكافأة لمن يرشد عنه، وبعد اعتقاله قام الاحتلال بتعذيبه.
وفي ذلك يقول صدام شلاش أحد أبنائه، أنه رغم مفارقة والدي الحياة في 2005، إلا أنه ما زالت قصص البطولات تروى عنه تملأ في قرية السلام بمحافظة شمال سيناء.
وأضاف "صدام"، أن والده كان يعمل في مهنة البناء، وقام هو ومجموعة من المجاهدين برصد تحركات العدوان الإسرائيلي، و التقوا ضباط المخابرات الحربية الذين قاموا بتدريب المجاهدين و تأهيلهم .
وتابع "صدام": قام الاحتلال بتعذيب والدي وذلك بإطلاق النار عليه فأصيب في فكه و لسانه و تم أسره وقضي خمس سنوات داخل السجون الإسرائيلية، وقضت المحكمة الإسرائيلية بسجنه 39 عاماً.
قال عنه القاضي باروخ أغروس: «لقد اختار ضباط المخابرات المصرية رجالاً من أبناء سيناء توسموا فيهم الفراسة، و دربوهم علي تمييز الأسلحة و الوصف الجيد الدقيق لكل ما يشاهدونه، و هو ما جعل من «منظمة سيناء» التي تكونت من هؤلاء الرجال شيئاً يستحق أن يعمل له ألف حساب.
ولم تنس القوات المسلحة أبناءها فقد تم الضغط علي إسرائيل للإفراج عنه، و منحه السادات نوط الامتياز من الدرجة الأولي.