"المحاريب القبرية" هى محاريب خشبية صغيرة تتصل بالمعتقدات الشيعية، حيث عثر عليها فى حفائر الفسطاط تحت رأس المتوفى فى قبره ولعلها إشارة إلى أن صاحبها ملازم على الصلاة مدوام على العبادة.
وكان المسلمون الشيعة فى العصر الفاطمى يستخدمون محاريب صغيرة لوضع الجباه عليها عند السجود، وكان معظم هذه المحاريب يعلق بخيط فى رقبة أصحابها، أو توضع فى الجيب وتستخدم عند الصلاة، وتوضع تحت رأس صاحبها عند دفنه بعد الوفاة، وعثر على الكثير منها فى مقابر الفسطاط موضوعة تحت رأس المتوفى، ولهذا أطلق بعضهم عليها أسم "قبرية" ويطلق عليها لدى المسلمين الشيعة فى لبنان “السجدة”.
و"المحاريب القبرية" منهم من اعتبر أنها صنعت بغرض الزينة لتعلق على الجدران الداخلية فى المنازل، أو أنها صنعت للتبرك بها فى هذه المنازل، كما يرى البعض أنها كانت توضع أمام المصلى فى المنزل فلا يقطع أحد صلاته، وأن الفاطميين كانوا يعتقدون بأن الصلاة لاتصح إلا أمام محراب حقيقى.
وبلغ تقديس الشيعة لهذه المحاريب حتي اتخذوها مرافقة لهم في حياتهم وملازمة لهم في رقادهم.
والصورة لمحراب خشبى صغير أو قبرية مستطيل مدبب فى أعلاه موجود بمتحف الفن الإسلامي - وهى السمة المميزة لمثل هذه المحاريب - وعلى الحافة الخارجية للوجه كتابة بارزة بالخط الكوفى تتضمن البسملة وأسم : محمد وعلى والحسن والحسين وباقى أسماء أئمة الشيعة الإسماعيلية كالتالى :
بسم الله الرحمن الرحيم محمد وعلى والحسن والحسين وعلى ، ومحمد وجعفر وموسى وعلى ومحمد وعلى والحسن الحجة العالم.
وبأسفله شريط داخلى بداخل عقد المحراب لقوله عز وجل "إن الدين عند الله الإسلام" ثم دائرة بداخلها شهادتى التوحيد ونصها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وعلى جانبى الدائرة عند القاعدة أسم "محمد" على اليمين، وعلى اليسار أسم "على" وبقاعدة المحراب إطار نصه "المهدى صلوات الله عليهم أجمعين"