في الذكرى الـ 49 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، قال الرقيب أول عز الدين أبو طالب على عاشور، أحد أبناء كفر الشيخ الذى شارك فى حرب الاستنزاف وأكتوبر والعديد من العمليات الخاصة، إنه كل عام مع حلول ذكرى حرب أكتوبر يتبادر إلى ذهنه الكثير من الذكريات المحفورة عن أيام النصر، وكل معركة خاضها أثناء الحرب.
انضم للقوات المسلحة فى ٦ نوفمبر ١٩٦٩، وشارك فى حرب أكتوبر ضمن كتائب الصاعقة/ مظلات وهى الكتيبة ٨٥ مظلات التابعة للواء ١٥٠، وذلك بعد تدريب شاق للغاية خاضه رجال القوات المسلحة استعدادا لمعركة النصر
وأوضح أبو طالب فى حديثه لـ«البوابة نيوز» إنه انضم للقوات المسلحة فى ٦ نوفمبر ١٩٦٩، وشارك فى حرب أكتوبر ضمن كتائب الصاعقة مظلات وهى الكتيبة ٨٥ مظلات التابعة للواء ١٥٠، وذلك بعد تدريب شاق للغاية خاضه رجال القوات المسلحة استعدادا لمعركة النصر.
وأضاف: «شاركت فى الحرب ضمن مجموعة كانت مهمتها الإنزال خلف خطوط العدو فى اليوم الأول للحرب، وذلك بهدف إحداث شلل فى قوات العدو ومنع وصول قوات الإمداد إلى الخطوط الأمامية، إلا أنه فى اللحظة الأخيرة تم إلغاء تنفيذ المهمة بتوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة".
وتابع: «ما لا ينسى أن شارون رصدت له مكالمات عبر اللاسلكى يقول لقيادة العدو «ارحمونى أنا لا أقاتل جنود بل أحارب أشباح.. ارحمونى من قائد المظلات المجنون»، وبفضل خفة الجندى المصرى والتسليح الخفيف «رشاشات وآر بى جى» نجح أبطالنا فى اصطياد دبابات العدو واحدة تلو الأخرى عن طريق الكمائن.
وأكمل: «اشتبكنا مع الدبابات بالسلاح الأبيض.. وكان الجندى يقفز على الدبابة ويذبح قائد الدبابة وينتقل لمحاربة دبابة أخرى، وهو الأمر الذى كان أشبه بالعمليات الانتحارية، إلا أن ذكاء الجنود المصريين والمقاتلين بمختلف رتبهم أنهم استغلوا بطء تحرك قوات العدو نتيجة لاستخدامهم الدبابات وانقضوا عليهم ليجسدوا بطولات غير مسبوقة، ومنعناهم من دخول الإسماعيلية بمعارك بطولية فى قرية أبو عطوة وجبل مريم».
وأردف قائلا: «من المعارك التى لا ينساها أبدًا المواجهات بعد ثغرة الدفرسوار فى منطقة أبو سلطان وجبل مريم وجبل حميدة، فكانت لدينا معلومات باختراق ٧ دبابات من العدو لمنطقة الدفرسوار، فتوجهنا للتعامل معها إلا أنه بمجرد وصولنا إلى الموقع وجدنا أكثر من ٣٠٠ دبابة على الأرض، فأبلغنا القيادة العامة للقوات المسلحة على الفور، وتمت إعادة تشكيل الخطة من جديد بناء على المعلومات الجديدة.. شارون وصل إلى هذه المنطقة ومعه نحو ٢ فرقة مدرعة و٢ فرقة دبابات ولواء مظلات، بهدف السيطرة على المنطقة تمهيدًا للاستيلاء على الإسماعيلية، وهذه ما وجدناه على أرض الواقع بعدما تسللنا أنا وأحد المقاتلين إلى مطار الدفرسوار».
ويضيف أبو طالب: «بالطبع كان هناك شهداء فى السرية الثالثة التى واجهت ببطولة قوات العدو بقيادة الشهيد عبد الرءوف حلمى، حيث اشتبكت مع العدو فى منطقة الجناين، واستشهد معظم أفراد السرية، وتمت إعادة تجميع الكتيبة، وتحركنا إلى منطقة أنشاص لإعادة ترتيب الصفوف ورصد الخسائر وموقف الذخيرة، ثم تحركنا إلى معسكر الجلاء يوم ١٩ أكتوبر، وكان أسرع تجميع كتيبة فى ظل الخسائر فى الساعات الأولى، وتحركنا إلى جبل مريم وجبل الشيخ حميدة بالإسماعيلية».
ولفت أبو طالب إلى أن سرعة التحرك إلى جبل مريم وجبل الشيخ حميدة أفسد مخططات العدو بالتحرك نحو الإسماعيلية، وأبلغ العقيد عبد المنصف، قائد الكتيبة، الرئيس السادات مباشر أنه لن تمر قوات العدو نحو الإسماعيلية إلا على جثته وجثة جنوده الأبطال، موضحا أنه شارك فى إحدى المعارك فى مواجهة ٣ دبابات ومجموعة من قوات العدو، ونجحنا أنا والمقاتل محمد إبراهيم فى تدمير دبابتين من أصل ٣ وإلحاق خسائر كبيرة بجنود العدو، ونجحنا فى تأمين إحدى القرى التى لو تمكن العدو من السيطرة عليها لكان الطريق ممهدا أمامه لدخول الإسماعيلية».
وتابع الرقيب أول: «وردتنا الأوامر بالتراجع وتأمين القرية ودخلنا فى مواجهات طوال الليل الأمر الذى حول رمال المنطقة بأكملها من اللون الأصفر إلى اللون الأسود بسبب القذائف المتتالية والقصف المدفعى والطيران، وتكبد العدو خسائر كبيرة فى المواجهات فقتل من قواته سرية مظلات بالكامل، وتراجعت قواته إلى قرية أبو عطوة، لتجد قوات الصاعقة التى ألحقت بهم خسائر أكبر حيث واجهتهم الكتيبة ١٣٣ صاعقة تنتظرهم ومنعوهم من دخول الإسماعيلية واستمرت الاشتباكات حتى يوم ٢٢ أكتوبر».
تجدر الإشارة إلى أن «ثغرة الدفرسوار» أو الثغرة هو مصطلح أُطلق على اختراق مجموعة من قوات العدو لمنطقة كانت تقع بين الجيشين الثانى والثالث الميدانى امتدادًا بالضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت سببًا فى تغيير خطط القوات لمسلحة المصرية والتعامل بقوة مع قوات العدو التى داهمت مطار الدفرسوار وحاولت الوصول إلى الاسماعيلية، إلا أن بطولات المقاتلين المصريين لقنتهم درسًا لم ينسوه فى الشجاعة والمثابرة والتخطيط.
وقال الرقيب عاشور،عن تفاصيل المعركة الشهيرة التى شارك فيها، أنه تم تجنيده فى حرب الاستنزاف عام ١٩٦٩، فى سلاح المظلات، السرية الأولى كتيبة ٨٥، اللواء ١٥٠، بجبل مريم وحميده،وتم بداية اشتباكهم فى الحرب يوم ١٦ أكتوبر، لصد العدو عن دخول واحتلال مدينة الاسمياعيلية، بعد تسلله من خلال ثغرة الدفرسوار، واستمر القتال فيها حتى ٢٢ أكتوير.
ويضيف الرقيب مظلات صاعقة عزالدين عاشور، أن كتائب المظلات، نجحت فى منع دخول شارون وقواته لمدينة الاسماعيلية بقصد احتلالها، لدرجة أنه صرخ فى الجهاز، أغيثونا من قائد المظلات المجنون، فى إشارة إلى اللواء إسماعيل عزمى.