الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نصر عبده يكتب: عندما قال الرئيس: «أو مَن تبقَّى من الرجال»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 كنتُ دومًا أستمتعُ بحكايات والدي -رحمه الله- عن حرب أكتوبر، وكان دائمًا ما يتباهى ويتفاخر بأنه ابن من أبناء القوات المسلحة، الذين شاركوا في حرب العِزة والنصر، وحققوا لنا الكرامة والشرف.

كنت أجلس بالساعات، لا أملُّ ولا أكلُّ من سَرد قصص الأبطال، وكيف واجهوا هذا العدو الغاشم، وكيف كسروا وحطَّموا الأساطير التي روَّجها عن نفسه بأنه يملك جيشًا لا يُقهر. كان أبي دائمًا يؤكد لي أن مصر محفوظة برعاية الله، وأنه لا ينسى أبدًا أن هتاف «الله أكبر.. الله أكبر»، زلزل قلوب العدو، وأرجف فرائسهم، وأربَك حساباتهم.

 لقد تشرفتُ بحضور الندوة التثقيفية التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بنجاح واقتدار كعادتها دائمًا، وتوقفت عند كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة لأبطال معركة «أبو عطوة» حينما قال لهم: «أهلًا وسهلًا، لينا عظيم الشرف إن إحنا نلتقى ونشوفكم، وكل الناس في مصر يشوفوا الناس، يشوفوا الرجال أو مَن تبقى من الرجال، اللي قدموا لبلدنا الكرامة والعزة والنصر والشرف دون مقابل»، واستوقفتني جملة: «أو من تبقَّى من الرجال»، فهؤلاء الأبطال -أمدَّ الله في عمرهم- سيأتي الوقت الذي سنفقدهم جميعًا، وهذه سُنَّة الحياة؛ فالموت حق على الجميع؛ لذا وَجَب علينا جميعًا أن نُجالسهم ونستمع إليهم، ونسجل ما يقولون، فسيأتي الوقت الذي نتمنى فيه لو فعلنا هذا.

وكثيرًا ما تحدثتُ عن تكريم هؤلاء الأبطال في كل محافظة، بل في كل حي أو مدينة، أو قرية، فمن يحب وطنه عليه أن يعرف بهم الجميع، ويعلن أن هؤلاء مَن دافعوا عن الأرض والعِرْض، أن هؤلاء تاج على الرءوس، لهم منا كل التحية والتقدير والإجلال.

هيا بنا نُكرمهم في كل مكان، هيا بنا نُعرِّفهم بالأجيال الجديدة، هيا بنا نُنظِّم لهم ندوات في المدارس والجامعات يحكون للطلاب والتلاميذ ماذا حدَث في أكتوبر؟ وكيف كان النصر إرادة وطن؟ وماذا قدَّم الشعب المصري البطل حتى يتحقق النصر المبين؟ هيا بنا نُعلم أبناءنا أن نصر أكتوبر عيد مجيد، يجب أن نحتفل به بالفعل، عيد نصنع له طقوسًا، نجلس مع أبنائنا ونعرفهم معنى نصر أكتوبر، وكيف ضحَّى أبطال القوات المسلحة حتى يُكتب لنا، وكيف تحدوا الصعاب وحققوا المستحيل، وهزموا عدوًّا متغطرسًا، تعجرف على الجميع، في ملحمة عسكرية أذهلت الخبراء والأكاديميات العسكرية.

هيا بنا نُعلمهم أن أرض مصر مقدسة، وأن تلك الرمال طاهرة، حارب عليها الأبطال الأشاوس، خاضوا أقوى المعارك التي عرفها العالم، فتسلَّحوا بالإرادة والقوة والعزيمة، وأخذوا من إصرارهم سلاحًا، ومن إيمانهم عتادًا، ومن وحدتهم درعًا، ومن تماسكهم وحبهم لوطنهم سيفًا، يقطعون به أعناق كل مَن يعتقد -ولو للحظة- أن أرض مصر مستباحة، ويشهرونه في وجه كل معتدٍ آثم.

علِّموا أبناءكم أن أبطال مصر، يستحقون التكريم، وأنهم كلما سمعوا أو رأوا أحدًا منهم فعليهم أن يقفوا لهم إجلالًا وتقديرًا وإعزازًا.. علِّموهم كما قال الرئيس: "شوفوا ثمن الكرامة بيتعمل إزاي؟ لا بيتعمل بالكلام ولا بالشعارات، بيتعمل بالدم والتضحيات وفضل باقي حتى الآن". علِّموا أبناءكم أن مصر تستحق التضحية والعطاء والفداء، علِّموا أبناءكم أن يُردِّدوا دومًا: «تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».