ينعي العديد من الإيرانيين عشرات المراهقين والشباب، وسط الاحتجاجات المستمرة، مع ظهور أسماء وتفاصيل عن القمع والوحشة التي يتعرضون لها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، إن ما لا يقل عن 154 متظاهرا، من بينهم تسعة أطفال، قتلوا على أيدى قوات الأمن خلال الاحتجاجات الأخيرة.
ولا يُعرف سوى القليل عن معظم الضحايا حيث يتم الضغط على العائلات للبقاء صامتة إذا أرادوا تسليم جثث أحبائهم إليهم.
وسرقت قوات الأمن يوم الاثنين جثة الشابة نيكا شكارامي من المشرحة بينما كانت عائلتها تنتظر في مقبرة في مسقط رأس والدها الراحل “خرم آباد” لوصول الجثة.
ودفنوا الفتاة في قرية تبعد حوالي أربعين كيلومترًا، بدعوى منع تحول جنازتها إلى احتجاجات.
وشارك الآلاف صورًا وفيديو يظهر نيكا البالغة من العمر 16 عامًا وهي تغني أغنية في ميكروفون بخجل ولكن مرح، وكانت نيكا تدرس الفن في الكلية وتتدرب لتصبح باريستا.
وسمعت نيكا آخر مرة عندما اتصلت بصديق من الاحتجاجات في 20 سبتمبر قائلة إنها كانت تلاحقها قوات الأمن خلال احتجاج في طهران ضد مقتل مهسا أميني - فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا قُتلت في حجز الشرطة في وقت سابق.
تم العثور على جثة نيكا في مشرحة بمركز احتجاز كهريزاك بعد عشرة أيام، وقالت السلطات إنها ماتت عندما سقطت من ارتفاع شاهق، لكنها رفضت السماح لوالدتها وأقاربها برؤية أي شيء آخر غير وجهها في المشرحة.
وقالت عمتها في وقت لاحق إن أنفها وجمجمتها تحطما، على ما يبدو بعدة ضربات على رأسها.
واعتقلت السلطات في وقت لاحق عم نيكا وعمتها بعد أن أعلنوا عن وفاتها. وتقول مصادر مقربة من العائلة إن قوات الأمن تضغط على الأسرة لتقول إن نيكا لم تشارك في الاحتجاجات لتقليل قتلها إلى قضية قتل لا صلة لها بالموضوع.
ونشرت وكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني، تقريرًا عن مقتل الفتاة الصغيرة يوم الثلاثاء، وألقت باللوم فيه على أشخاص خارج الاحتجاجات.
وزعمت “تسنيم” أن نيكا ذهبت إلى مبنى تجاري على بعد كيلومترات من الاحتجاجات حيث تم العثور على جثتها، على الرغم من العثور على جثتها في مركز احتجاز، وأشارت إلى أنها ربما قتلت على يد عمال كانوا يستريحون في موقف سيارات المبنى.
يأتى ذلك وسط تصاعد الإدانات لنظم الملالي فى إيران، الذى يمارس القمع بوحشية، تجاه الشباب والأطفال، دون رادع.