ينظم مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية ومتحف شامبليون بفيجاك بفرنسا، مؤتمرًا علميًّا ومعرضًا بعنوان "الهيروغليفية في القرن الواحد والعشرين"، بمناسبة الاحتفال بمرور مائتي عام على فك رموز حجر رشيد، وذلك في الفترة من 10 حتى 13 أكتوبر الجاري بمكتبة الإسكندرية، بقاعة المؤتمرات.
تبدأ فعاليات المؤتمر في الرابعة مساءً الاثنين المقبل، بافتتاح المعرض بالقاعة الشرقية بمبنى مركز المؤتمرات بالمكتبة والذي سيفتتحه الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور لورون كولون مدير المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وعدد من الشخصيات العامة.
أعد المعرض المعهد الفرنسي للآثار الشرقية ومتحف شامبليون في فيجاك بفرنسا ومركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي، وهو يحتوي على مجموعة من اللوحات عن فك رموز الكتابة، ولوحات عن تتبُع رحلة الكتابة في مصر. وسوف يُعرض لأول مرة في المعرض معجم أحمد باشا كمال المتخصص في اللغة المصرية القديمة، وهو أول قاموس هيروغليفي يتم ترجمته إلى الفرنسية والعربية. حيث أهدت عائلة أحمد باشا كمال المعجم لمكتبة الإسكندرية لحفظه وترميمه من خلال معمل الترميم بقطاع التواصل الثقافي، ومن ثمّ وعرضه للجمهور.
يعقب ذلك محاضرة هامة لعالمة الآثار المصرية، للدكتورة فايزة هيكل، التي تستعرض فيها كيفية تأثر اللغة المصرية القديمة بالبيئة التي تطورت فيها، وكيف ساعد ذلك في إثراء لغة المصريين القدماء وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم، كما ستقدم المحاضرة شرحًا للارتباط الوثيق بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية.
تبدأ أولى الجلسات العلمية للمؤتمر في التاسعة والنصف صباح الثلاثاء المقبل، والتي تُعرض فيها الأوراق البحثية التي تتناول رحلة فك رموز اللغة المصرية ولكن من الناحية التاريخية، بينما تتناول الجلسة العلمية الثانية من نفس اليوم الجوانب اللغوية للغة المصرية القديمة.
يستعرض ذلك من خلال نخبة متخصصة من علماء الآثار المصريين الذي قدموا أبحاثًا في غاية الأهمية؛ مثل بحث العالم المصري دكتور عكاشة الدالي، الذي تخرج من كلية الآثار جامعة القاهرة، وحصل على درجة الدكتوراه من معهد الآثار بجامعة لندن، ويستعرض بحثه محاولات علماء العرب في العصور الوسطى لاكتشاف وفهم رموز اللغة المصرية القديمة، وهو ما سبق شامبليون بما يقرب من ألف عام، كما يلقي الضوء على مدى ولع علماء العرب في العصور الوسطى بمصر القديمة ونظرتهم لها على أنها أرض العلم والسحر والحكمة.
وكذلك بحث الدكتورة علا العجيزي أستاذة اللغة المصرية القديمة والعميد السابق لكلية الآثار جامعة القاهرة، والذي يتناول بحثها عرضًا عن حجر رشيد، أو كما أطلق عليه "شهادة ميلاد علم المصريات"، من خلال إلقاء الضوء على منهجية شامبليون في فك رموز الهيروغليفية، وكيف تمكن من معرفة القيمة الصوتية للعلامات الهيروغليفية، بالإضافة إلى بحث الدكتور هاني رشوان أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والذي يتناول بحثه موضوعًا في غاية الأهمية، وهو إعادة اكتشاف الأدب المصري القديم من خلال الشعر العربي.
تأتي جلسات اليوم الثالث للمؤتمر، الأربعاء المقبل، الموافق 12 أكتوبر 2022، لعرض الأبحاث الخاصة بدراسة الكتابة المصرية القديمة في القرن الحادي والعشرين، حيث يتم استعراض ذلك من خلال نخبة من أكبر أساتذة علم المصريات الأجانب الذين جاءوا من شتى بقاع العالم لكي يشاركوا في هذا الحدث الضخم والهام، نذكر على سبيل المثال وليس الحصر Chloé Ragazzoli، Stéphane Polis والذين لهم باع كبير في خدمة علم المصريات بشكل عام، واللغة المصرية القديمة بشكل خاص.
وينتهي هذا اليوم بعقد ورشة عمل بالتنظيم مع إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يوضح فيها أهمية استخدام علوم تكنولوجيا المعلومات لتطوير علم المصريات، وشرح مشروعات رقمية قامت بها مكتبة الإسكندرية بالفعل من أجل تسهيل البحث العلمي والأكاديمي لمستخدمي علم المصريات.
وتنتهي فعاليات المؤتمر بتنظيم زيارة الخميس المقبل، الموافق 13 أكتوبر الجاري، للمتحدثين إلى قلعة قايتباي بمدينة رشيد، حيث المكان الذي عُثر به على حجر رشيد، وهو المحور الرئيسي للمؤتمر.