في إطار مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، التي أطلقها المكتب العربي للشباب والبيئة، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلي، بالشراكة مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، استعداداً لمؤتمر قمة المناخ (COP-27)، أطلقت المنصة المحلية للمبادرة في محافظة الإسماعيلية حملة للعمل على استعادة طيور «الفلامنجو» إلى المحافظة مرة أخرى، بعدما هجرتها بسبب التغيرات المناخية.
وعقدت منصة الإسماعيلية ندوة لمناقشة المشروع البحثي حول تأثير التغيرات المناخية على الحياة البرية في الإسماعيلية، تضمن كيفية استعادة طائر «الفلامنجو» ليحلق في سماء المحافظة.
وقالت الدكتورة دينا ياقوت، عضو منصة الإسماعيلية، إن «الفلامنجو»من الطيور الجميلة التي كانت تحط في الإسماعيلية خلال موسم الهجرة، ولكنها اختفت منذ وقت طويل.
وأضافت أن الطائر كان يتواجد بكثرة في الإسماعيلية وبحيراتها حتى الفردان، وبأعداد كثيفة، بحسب المراجع الفرنسية القديمة، التي رصدت الحياة البرية لمحافظة الإسماعيلية بدقة، كما أشارت إلى أنه مع التغيرات المناخية، لم يعد تستقبل الإسماعيلية أنواعاً أخرى من الطيور المهاجرة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والقطع الجائر للأشجار.
وأكدت الدكتورة ماجدة عطا، منسق المنصة المحلية لمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27» في محافظة الإسماعيلية، إن المنصة أنهت مشروعاً بحثياً حول هجرة طائر «الفلامنجو»، قدمه الدكتور عاطف كامل، خبير الحياة البرية بجامعة قناة السويس، ضمن المشروعات المقدمة لمناقشتها في المبادرة.
وأشارت «عطا» إلى أن منصة الإسماعيلية نظمت عدة فعاليات تناولت التوعية بجوانب مختلفة في مجالات صون الموارد الطبيعيةوالتشجير والحياة البرية، للتكيف مع آثار تغير المناخ التي تلقي بظلالها على مختلف أوجه الأنشطة البشرية بالمحافظة.
ففي مجال صون الموارد الطبيعية، شاركت المنصة في تنظيم ندوة متخصصة بالتعاون مع مديرية الطب البيطري، ونقابة الأطباء البيطريين، وحزب «مستقبل وطن»، والمجلس القومي للمرأة، حول التغيرات المناخية وتأثيرها على الثروة الحيوانية والإنتاج الزراعي.
تناولت الندوة أبرز التحديات المناخية في محافظة الإسماعيلية،وأهم الأنشطة التي تتأثر بها، وتحديد الأولويات، ونشر جهود التوعية بين كل الفئات المستهدفة من الشباب والكبار والمرأة ومجتمعات الزراعيين، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، ومركز النيل للإعلام، والأزهر الشريف، وبيت العائلة المصرية، وجامعة قناة السويس.
وقدم الدكتور حامد موسى الأقنص، وكيل وزارة الطب البيطري،ونقيب الاطباء البيطريين، ورقة عمل أشار فيها إلى المخاطر التي تهدد الثروة الحيوانية بسبب تغير المناخ، وأوضح خلالها أن تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة ومستوي البحر أثر على الكثير من النظم الفيزيائية والإحصائية، مما ترتب عليه فيضانات ونوبات جفاف وارتفاع درجة الحرارة للأرض، نتيجة زيادة معدل امتصاص الأشعة تحت الحمراء، وتسبب معها حدوث تغير المناخ.
وأشار إلى أن الآثار المتوقعة على مصر تتثمل في زيادة الضغط على مصادر المياه، مما يؤثر على الزراعة والثروة الحيوانية وإنتاجها من اللحوم والإنتاج السمكي.
كما أشار إلى أن الماشية تعتبر المساهم الأكبر في الانبعاثات الحرارية، حيث تنتج حوالي 4.6 جيجاطن مكافئ من ثاني اكسيد الكربون في العالم، وهذا يمثل حوالي 65% من انبعاثات قطاع الإنتاج الحيواني، وأضاف أن أهم مصادر الانبعاثات في إنتاج العلف 47%، والتخمر المعوي 40%،وإدارة السماد الطبيعي 10%، واستهلاك الطاقة 3%.
وعرض نقيب البيطريين استراتيجية مقترحه للتكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية على الثروة الحيوانية والداجنة، بالتوسع في استزراع محاصيل علفية لها احتياجات مائية منخفضة، ونباتات مقاومة لملوحة الأرض، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء، والتوسع في الاستزراع السمكي، ووضع الحيوانات في أماكن تهوية طبيعية.