قال المهندس عماد سعد، خبير المناخ ورئيس شبكة بيئة أبوظبي، إن المناطق العربية مثلها بقية المناطق حول العالم ليست بمنأى عن التحديات المناخية وليست بمعزل عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية، بغض النظر عن حجم المسئولية الملقاة على عاتق تلك الدول من مجموع الانبعاثات الغازية على مستوى الكوكب، مشيرًا إلى أن دول الوطن العربي مسئولة عما لا يتعدى 5% من كمية انبعاثات الغازات الدفيئة ذات الصلة بالتغير المناخ، في حين نجد أن الصين مسئولة عن 35%.
وأضاف "سعد" في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح الخير يا مصر" على فضائية "مصر الأولى" اليوم الأربعاء، أنه لا توجد دولة واحدة في العالم بمعزل عن تأثيرات وتداعيات التغيرات المناخية عاجلا وآجلا، وكما يقول جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة بأن التغير المناخي يسير بخطى أسرع من خطانا، مؤكدًا أن الدول العربية تعتبر أكثر هشاشة من الناحية المناخية، أي من ناحية قدرة تلك الدول على مواجهة أهم 4 تحديات خلص إليها مؤتمر باريس للتغير المناخي المنعقد في عام 2015 وصادقت عليه 187 دولة، وهذه التحديات هي كيفية التخفيف من الانبعاثات وكيفية التكيف مع التداعيات والقدرة على نقل التكنولوجيا صديقة البيئة لمساعدة عملية التنمية، وأخيرا، كيفية بناء القدرات.
وتابع، أن تكلفة التخفيف من أسباب التغير المناخي أقل من كلفة التكيف، وبالتالي يمكن القول إن التخفيف والتكيف هما واجب وطني على الدول والشركات والمؤسسات والأفراد، موضحًا: "لو سألنا عن التحديات البيئية التي تواجه الكوكب من حولنا، نجد أن هناك أسباب كثيرة وتحديات كثيرة، ولكن أنا ألخصها بتحديين رئيسيين، الأول هو نمط الإنتاج الجائر وغير المستدام، والثاني هو نمط الاستهلاك المستنزف وغير المستدام".
وأردف خبير المناخ ورئيس شبكة بيئة أبو ظبي: "فرط الاستهلاك الذي تعيشه الشعوب من طعام وملابس وغيرها يؤثر سلبا وبشكل مباشر على التغير المناخي، لأن عملية إنتاج السلعة، وبخاصة إذا علمنا أن 8% إلى 10% من انبعاثات الغاز الحراري ترتبط حصرا بالغذاء غير المستهلك والمهدر من الطعام".
وشدد، على أن هذا مؤشر في حد ذاته له دلالة على ضعف المسئولية تجاه الأجيال التي لم تولد بعد: "نمط الاستهلاك الذي يستنزف موارد الأرض منتشر بين الكثيرين وبخاصة الشريحة الوسطى والعالية في المجتمع، وفي النهاية لن يكون هناك أفراد ولا دول بمنأى عن آثار التغير المناخي".