الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

سليمان شفيق يكتب: أكتوبر المجيد.. الجيش توأم الدولة والسيسي سليل العسكريين الفرسان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دائما في ذكري معركة التحرير، نكتشف حجم محبة المصريين للجيش، وكيف بكت الملايين علي الشهيد أحمد المنسي ورفاقه، وكم تمني مئات الآلاف من الشباب والشابات الالتحاق بالكليات العسكرية، كما تذكرنا نحن الكبار بأعظم شهداء العسكرية المصرية في يوم الشهيد الذي استشهد فيه عبد المنعم رياض وسط جنوده في المعركة، ومن ثم لابد أن نتوقف أمام نشأة وتطور العسكرية المصرية.
كان محمد على، قد أسس أول جيش نظامى حديث (1805)، وغيّر الوالى العقيدة القتالية للعسكرية المصرية، ما بين المصريين وغير المصريين، بإحداث التوازن العسكرى ولاسيما بعد فتحه للسودان، ورفض أن يتكون الجيش من «العبيد السودانيين» على غرار معظم جيوش السلطنة العثمانية، فالعسكرية المصرية تختلف عن كل المدارس العسكرية فى العالم، وتبدأ حكاية الجيش المصرى منذ نهاية عام 1819 بعد أن عاد إبراهيم باشا للقاهرة، بعدما أخمد ثورة الوهابيين. 

الجيش حجر الأساس في تأسيس الدولة

أنشأ محمد علي مدارس الطب والمهندسخانة والصيدلة والمعادن والمحاسبة والفنون وغيرها، لخدمة الجيش، إضافة الي ارسال البعثات العلمية الي اوروبا من اجل اقامة الدولة الحديثة والاستقلال عن البيت العالي وحلم انشاء امبراطورية مصرية مستقلة عن الباب العالي.

ومن هذا المنطلق أنشأ محمد علي، المستشفي العسكري بالخانكة 1823، وبعد مرور سنتين في عام 1825، اقترح أنطوان كلوت المعروف باسم كلوت بك، إنشاء مدرسة للطب لتخريج اطباء للجيش ولكن بمرور الوقت اصبح الاطباء المصريون يخدمون الجميع جيش وشعب.

واختار كلوت بك مدير مدرسة الطب مائة تلميذ من طلبة الازهر، كما يقول المؤرخ عبد الرحمن الرافعي، في كتابه (عصر محمد علي): «واختارت الحكومة 100 تلميذ من طلبة الأزهر ليدرسون علوم التشريح والجراحة، والأمراض الباطنية، والمادة الطبية، وعلم الصحة، والصيدلة، والطب الشرعي، والطبيعة، والكيمياء، والنبات،، وكان في المدرسة أيضا أساتذة آخرون لتدريس اللغة الفرنسية للتلاميذ الأزهريين". تم اختيار هؤلاء ممن خدموا الجيش او كانوا في الجهادية.


أنشأ محمد على الترسانة البحرية بالقاهرة والإسكندرية لخدمة الجيش واول مصانع النسيج بالمحلة الكبري لتصنيع ملابس الجيش، وألغيت الجزية عن الأقباط عام (1856)، ومنذ ذلك التاريخ ساهم الجيش المصرى فى بناء الدولة، ولم تكن وظيفته حماية حدود الوطن فقط مثل بقية جيوش العالم بل حماية الشعب والدساتير فيما بعد.

وهكذا كان الكاكي لون ملابس الجيش وأول بزوغ للمواطنة، وكانت رؤية محمد على أن أولاد البلد سيحافظون على مصر أكثر من غيرهم، حدث ذلك علي عكس تشكل الجيوش في الغرب حيث كان آباء المجتمع الأهلى فى الغرب بعد الثورة الفرنسية، يفصلون بين ما هو مدنى وما هو عسكرى، إلا ان جيش محمد على تكون من ومدفعية ومشاة وبحرية من المصريين، وفرسان من القوقاز، والمشاة من السودانيين لأنهم يجيدون استخدام الرمح.

كما ضم أول جيش نظامى فى مصر الحديثة الشركس والألبانيين، وأشرف على تدريبهم الخبراء الفرنسيون. الجيش والسياسة: هكذا كان تشكل الجيش المصري جيش من الشعب ويضم من كل الفئات، فلاحين وصعايدة وبدو ونوبيين مسيحيين ومسلمين الخ، واسست كل ما سبق ذكرة لخدمة الجيش ثم الشعب، أي أن الجيش توأم ملتصق للدولة ومن الشعب للشعب، ومن ثم حرص محمد علي علي أن يدرس كل الامراء من اسرته في الكليات العسكرية، وايضا كان الاسبق في العالم لتشكيل الشركات المدنية من رحم المؤسسة العسكرية بل ووصل الامر الي الدفع بالجيش في صنع القرار التشريعي وحماية الدستور، منذ أول مجلس شورى نواب (1866) وحتى آخر مجلس نواب. كان العسكريون لهم نوابهم، مما يعنى أنهم جزء من الحياة النيابية فى مصر.

السيسي سليل بيت الوطنية المصرية

ومن الثورات المصرية التى قادها عسكريون ثورة عرابى (1882) التى كان شعارها: «لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارًا ولن نورث بعد اليوم». ومنذ ذلك اليوم رفعت الحركة الوطنية شعار «مصر للمصريين»، ثم ثورة يوليو (1952) التى رفع قائدها عبدالناصر شعار «ارفع رأسك يا أخى»، وفى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 كان الجيش درع الأمة، والآن يتقدم الجيش الحركة الوطنية.

ومن هنا ندرك أن الرئيس المشيرعبدالفتاح السيسىي، هو سليل بيت الوطنية المصرية. الجيش المصرى الذى يختلف عن كل جيوش العالم، كونه شارك فى بناء الدولة، ومن خلاله تحرر الأقباط من الجزية، وشارك فى كل البرلمانات، وفى وضع الدساتير من 1923 وحتى الآن.

مسلسل الاختيار والإخوان

وقد فجر مسلسل "الاختيار" الجينات الشعبية للمصريين، والقلق الاخواني حول دور القوات المسلحة الوطنى، وجدل العلاقة بين الدور الوطنى والدور السياسى، الأمر الذى يحتاج مزيدًا من البحث والدراسة، هل يمكن أن يكون الجيش المصرى جزءًا من المكون الوطنى والسياسى معًا؟، أم أن النخب المصرية مدنية أو عسكرية لم تستطع أن تواكب الحالة الثورية للشعب؟، أم أن قواعد التغيير فى مصر مختلفة عن قوانين التغيير الاجتماعى والسياسى فى العالم؟.. الحقيقة ان الشعب المصري شعب عظيم ولكن أغلب النخب المتحكمة والمعارضة في اغلبها نخب ادمنت التغريب تارة، حتي أنها تتحدث عن ما يسمي في الغرب بـ"العسكرة"، والوهابية تارة أخري حتي أنها لجأت لحشر ابن تيمية في حشا عمل يمجد الجيش والشهداء، وفي الحالتين هم أقلية تعيش حالة من انعدام الرؤية. 

عاش جيشنا.. جيش الشعب وتحيا مصر والمجد للشهداء