“لوحة ساحة المعركة” أحد أشهر الأثار المصرية القديمة حيث يظهر فيها أحد ملوك الأسرة المصرية التي تسمي الأسرة الملكية صفر، لأنها تسبق زمنيا الأسرة الأولي، وقد صور فيها الملك المصري في هيئة أسد غاضب يدوس ألأعداء ويفترسهم، هذه هي بداية وأصل تشبيه الملك بالأسد والتي ظهرت في مصر منذ عصر ما قبل السلالات وأصل فكرة وتمثيل الملك في صورة أسد يدوس الأعداء ويلتهمهم وهي الفكرة التي انتقلت من مصر وانتشرت فيما بعد في حضارات الشرق القديم الأخرى.
والمشهد في الصورة عمره تقريبا 5200عام وهو بعض من نقوش لوحة مصرية حربية تسبق عصر الأسرة المصرية الأولى وعصر أول ملوكها “نعرمر” او “مينا” بحوالي قرن، ويقول عالم المصريات والآشوريات جونتر درير" "هذه هي المرة الأولي في التاريخ التي يتم فيها تصوير الملك في هيئة أسد"، وفيها أيضا النسور والغربان تلتهم اجساد القتلى من الأعداء وهذه الفكرة أيضا انتفلت إلى الثقافات الأخرى بعد ألف عام من ظهورها في الفن والفكر الحربي المصري.
وكان المصريون اول من شبهوا الملك بالأسد المفترس في ساحات القتال ويرجع إلى أدبهم لأقدم وصف لشجاعة القلب بالأسد وإليهم أيضا يرجع أقدم تصوير وذكر لرحلات صيد الأسود التي كانت تنتشر في صحاري مصر منذ آلاف السنين، وكان قد نقش للملك المصري “ساحوي رع” من بداية الأسرة الخامسة عصر الأمبراطورية القديمة حوالي2500ق م، ويصوره في هيئة اسد يدوس على اعداء مصر، وبعض من نقوش اللوحة “لوحة ساحة القتال” ااتي تعود للألف للرابع قبل الميلاد، ويصور اقتياد الأسرى من الاعداء بواسطة الرموز المقدسة حورس و تحوت.