طرح مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سؤالًا مفاده كيف يمكن للمجتمع الدولي تقديم المساعدة اللازمة لباكستان في ظل الظروف القاسية التي تمر بها نتيجة للفيضانات التي تجتاح البلاد منذ عدة أشهر بسبب تغير المناخ.
وأضاف المقال، الذي كتبه الصحفي حاميد مير، أن حجم الدمار الذي شهدته باكستان على مدار الشهور الماضية يشير إلى أن آثار تلك الكارثة سوف تستمر لفترة طويلة من الزمن في الوقت الذي تغيب فيه أي مؤشرات عن تحسن الأحوال الجوية.
ويضيف الكاتب أن منسوب المياه الناتجة عن الفيضانات وصل إلى ما يقرب من 16 قدمًا فوق سطح الأرض وهو مستوي قياسي يثير الرعب بينما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هذا المنسوب في سبيله للارتفاع مرة أخرى.
ويستطرد الكاتب بقوله إن حكومة باكستان فشلت بجميع المقاييس في مواجهة تلك الكارثة، حيث تعاني من نقص في الموارد ناهيك عن انتشار الفساد وانعدام الكفاءة والتي ألقت بظلالها الكثيفة على إدارة تلك الأزمة الحادة التي تمر بها البلاد، إلا أن الحقيقة تظل قائمة وهي أن حجم تلك الكارثة غير المسبوقة يؤكد أنها تمثل تحديًا كبيرًا يجب مواجهته والتغلب عليه.
ويوضح الكاتب أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طالب قادة العالم خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي بتقديم المساعدات اللازمة لباكستان في الوقت الذي عقد فيه رئيس وزراء باكستان شهباز شريف عدة لقاءات هامة على هامش أعمال الجمعية العامة لمناقشة الأزمة التي تمر بها البلاد بسبب تغير المناخ والحصول على مزيد من الدعم لمتضرري السيول.
ويقول الكاتب إن رئيس وزراء باكستان يركز جهوده اثناء مناقشاته مع مسؤلي صندوق النقد والبنك الدوليين من أجل الحصول على تسهيلات بخصوص القروض الممنوحة لبلاده.
ويوضح الكاتب أن باكستان في أشد الحاجة لتلك التسهيلات في ظروفها الحالية حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن السيول الأخيرة أضرت بما يربو على 30 مليون شخصًا في باكستان وأن حجم الخسائر يتجاوز 30 مليار دولار وهي أزمة استثنائية لم تشهد البلاد مثلها من قبل وليس لها أي دخل بها.
ويلفت الكاتب النظر إلى آراء الخبراء التي تقول إن الانبعاث الحراري هو الذي أدى إلى تفاقم حدة الفيضانات، مشيرًا إلى أن الدول الغنية التي تسببت في ظاهرة تغير المناخ ملتزمة أدبيًا بتقديم يد العون لباكستان.
ويسلط الكاتب الضوء على أراء خبراء الاقتصاد التي تشير إلى أن باكستان في سبيلها إلى الانزلاق إلى أزمة مالية طاحنة بينما لا تملك الحكومة الموارد اللازمة لتقديم المساعدة للملايين من المتضررين من الشعب الباكستاني.
ويوضح المقال أن تأجيل أقساط الدين على باكستان سوف يوفر لها ما يقرب من 1.13 مليار دولار خلال العام المالي الحالي، وهو ما يمنح الحكومة الباكستانية طوق النجاة لتوفير المساعدات الإنسانية للمتضررين من أبناء الشعب الباكستاني.
ويختتم الكاتب مقاله موضحًا أن تغير المناخ أصبح ظاهرة كونية يشكل تهديدًا خطيرًا ليس لباكستان فقط ولكن لجميع دول العالم، وأنه ليس بمقدور دولة واحدة فقط مواجهته حيث إن هذا التحدي يحتاج إلى حرب جماعية للتغلب عليه.