أكدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية؛ في مقال افتتاحي، أنه يجب على الدول الغربية أن تبذل قصارى جهدها للحيلولة دون وقوع حرب نووية مهما كلفها الأمر في ظل تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي في حرب روسيا في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي هدد أكثر من مرة باستخدام السلاح النووي في الوقت الذي تحقق فيه القوات الأوكرانية انتصارات عسكرية على أرض المعركة مما دفع بوتين إلى تأكيد تهديده النووي كعنصر من عناصر الردع ضد أوكرانيا وحلفائها.
وتؤكد الصحيفة أن تلك التهديدات لا يجب أن يأخذها الغرب على محمل الهزل وإنما يجب أن يتعامل معها بالجدية التي ترقى لمستوى الأخطار التي قد تنتج عنها، لافتة إلى آراء الخبراء الاستراتيجيين الذين يرون أن روسيا تمتلك 1،912 سلاح نووي تكتيكي وهو السلاح الذي يمكن إطلاقه من صواريخ مثبتة على الأرض أو من فوق متن طائرات أو سفن حربية. ويري الخبراء، كما تشير الصحيفة، أن الرئيس الروسي قد لا يلجأ إلى استخدام صواريخ عابرة للقارات، وقد يستخدم السلاح النووي التكتيكي حيث إنه لا يوجد اتفاقية دولية تمنع استخدام هذا النوع من الصواريخ.
وتضيف الصحيفة أن تلك الصواريخ مُخزنة تحت حراسة وزارة الدفاع الروسية وأنه في حالة اتخاذ القرار باستخدامها سوف يصدر الرئيس بوتين أوامره إلى الوحدات المسئولة عن تلك الصواريخ لكي تبدأ في استخراجها من مخازنها ثم تقوم وحدات أخرى بنقلها عبر الطائرات أو الشاحنات ثم تبدأ عملية نشرها في المواقع المطلوبة. وتوضح الصحيفة أن الوقت الذي تأخذه تلك الإجراءات سوف يمنح الولايات المتحدة وحلفائها الفرصة لاتخاذ رد الفعل المناسب.
وتضيف الصحيفة أن أول رد فعل للغرب يجب أن يكون تحذيرًا يمثل ضغطًا دبلوماسيًا على بوتين لمنعه من تنفيذ تهديده قبل وقوع كارثة نووية.
وتشير الصحيفة إلى أن أي انفجار نووي في أوكرانيا حتي لو كان محدود النطاق سوف يكون له عواقب وخيمة وسوف يؤدي إلى مقتل العديد من المدنيين والعسكريين على حد سواء إلى جانب أنه سوف يؤدي إلى تلوث يطال روسيا أيضًا.
وتشير الصحيفة إلى مقترحات رئيس جهاز المخابرات الأمريكية السابق دافيد بتريوس بأنه يجب على حلف شمال الأطلسي توجيه ضربة عنيفة بالأسلحة التقليدية في حالة قيام روسيا باستخدام السلاح النووي في أوكرانيا، ويوضح أن تلك الضربة قد تشمل إغراق الأسطول الروسي في البحر الأسود، إلا أن الصحيفة ترى أن هذا الاقتراح قد يعني حربًا واسعة النطاق مع روسيا.
وتختتم الصحيفة مقالها مشيرة إلى أن الرئيس بوتين يغازل الغرب من خلال رقصة الموت، وأنه يجب على الدول الغربية السعي بكل الوسائل للحيلولة دون وقوع هذه الحرب.