هكذا حدث "الموت العظيم" قبل 252 مليون سنة
هل سمعت بـ "الموت العظيم" في تاريخ الأرض، الذي يطلق عليه من ناحية علمية اسم انقراض العصر البرمي الثلاثي، وقد حدث قبل حوالي 252 مليون سنة.
في ذلك التاريخ البعيد تغيرت الأرض بشكل كبير وكارثي، حيث عمل بركان ضخم من تخوم سيبيريا على تغطية كوكبنا بسحابة من الدخان وذرى الرماد.
(نشر في: 13 سبتمبر ،2018: العربية.نت – عماد البليك).
واستمر هذا الحال إلى قرابة مليون سنة، ما أدى إلى مقتل معظم الكائنات التي كانت تعيش في تلك الحقبة.
هذا الحدث، الذي يدعى بـ"الموت العظيم"، هو أشد عملية انقراض شهدتها الأرض على الإطلاق على حد علمنا، حيث تم القضاء على 96 بالمئة من جميع الأنواع البحرية، و70 بالمئة من جميع الفقاريات الأرضية.
وقد كان النشاط البركاني شديدًا جدًا وخلّف وراءه منطقة هائلة من الصخور البركانية، المعروفة باسم الفخاخ السيبيرية، أو البازلت الفيضاني.
وتقدر المساحة التي غطاها الأثر الرمادي بحوالي 1.5 مليون كيلومتر مكعب، من الحمم البركانية المنبعثة من الشق البركاني في قشرة الأرض.
والسؤال المحيّركما يقول خبير الجيولوجيا مايكل برودلي من مركز أبحاث علم الصخور والكيمياء الجيولوجية في فرنسا: "لقد كان حجم هذا الانقراض مذهلًا لدرجة أن العلماء تساءلوا في كثير من الأحيان، ما الذي جعل البازلت السيبيريي أكثر فتكًا بكثير من الاندفاعات المماثلة الأخرى".
لقد أحدث "الموت العظيم" تغييرات دراماتيكية في الأرض، حيث أصبح الكوكب أكثر دفئًا وتحسنت درجات الحرارة، ما يعزى إلى إطلاق تلك الكميات الكبيرة من المواد المتطايرة البركانية، مثل ثاني أكسيد الكربون.
وقد عمل الحدث الكبير على تقليل حجم طبقة الأوزون بأن تصبح أقل سمكًا، وهذا أعاق نمو النباتات وانتشارها.
وقد اختلفت الآراء حول تاريخ هذه العينات المدروسة، ما بين 300 مليون إلى 160 مليون سنة، ولكن المهم بشأنها أنها أظهرت أمرًا مثيرًا للغاية.
فقد كشف التحليل عن أنه قبل الانفجار العظيم، فإن الغلاف الليفي السيبيري، كان متخمًا بالعديد من العناصر التي تسمى الهالوجينات، وخاصة الكلور والبروم واليود.
هذه العناصر موجودة الآن بمياه البحر، وربما دخلت أيضًا الغلاف الصخري عبر مناطق الاندساس بين الصفائح التكتونية.
الهالوجينات هي السبب!
واستنادًا إلى حسابات الفريق، فإنه قد تم استخراج ما يصل إلى 70 بالمئة من المحتوى المتطاير من الغلاف الصخري، وهذا بدوره يمكن أن يساعد في تفسير الدمار الهائل الناجم عن الحدث.
ومن ويكيبيديا، الموسوعة الحرة نقرأ:
قبل ملايين السنين من العصر الحالي.
انقراض العصر البرمي الثلاثي المعروف باسم الموت العظيم هو انقراض جماعي وقع قبل 251.4 مليون سنة، في الفترة بين العصرين الجيولوجيين البرمي والثلاثي. كان هذا الحدث أكبر حالة انقراض شهدتها الأرض، والذي قضى على نحو 96% من كل أنواع الأحياء البحرية، وانقراض نحو 70% من كل أنواع الفقاريات الأرضية.
كما يُعد هذا الانقراض هو الانقراض الجماعي الوحيد المعروف للحشرات. انقرضت نحو 57% من كل العائلات و83% من جميع الأجناس. نظرًا لفقد الكثير من التنوع البيولوجي، استغرق الأمر وقتًا أطول لعودة الحياة على الأرض مقارنةً بحالات الانقراض الأخرى. وقد وصفت هذا الحدث بأنه «أم كل الانقراضات الشاملة».
يعتقد الباحثون أن هذا الانقراض تم من خلال مرحلة إلى ثلاث مراحل. هناك العديد من الآليات المقترحة لحدوث هذا الانقراض، أولى مراحل الانقراض سببه حدوث تغير بيئي تدريجي، في حين المرحلة التالية ترجع إلى حدوث كارثة. المراحل الأخيرة تشمل اصطدام نيزك كبير أو نيازك متعددة، مع ثورات البراكين الضخمة ونيران الفحم أو الغاز والإنفجارات من مصاطب سيبيريا، واندفاع غاز الميثان من قاع المحيطات مسببًا تأثير البيت الزجاجي. شملت أيضًا التغيرات التدريجية تغير مستوى سطح البحر وحدوث نقص في الأكسجين وزيادة التصحر، والتغير في دوران المحيطات بسبب التغيرات المناخية.
وتشير دراسات علم الطلع أو دراسات حبوب اللقاح من شرق جرينلاند لطبقات الصخور الرسوبية التي وضِعت خلال فترة الانقراض إلى وجود غابات قليلة الكثافة لعاريات البذور قبل وقوع الحدث. في نفس الوقت الذي تراجعت فيه الحيوانات البحرية الكبيرة اللافقارية، ماتت هذه الغابات القليلة الكثافة وأعقبها ارتفاع في تنوع النباتات العشبية الأصغر بما في ذلك النباتات الذئبية، وكل من كفعان وإسويطيات. في وقت لاحق، أصبحت مجموعات أخرى من عاريات البذور مهيمنة مرة أخرى ولكنها عانت مرة أخرى من موت كبير. حدثت هذه التحولات في النباتات الدورية عدة مرات خلال فترة الانقراض وبعدها. تشير هذه التقلبات في النباتات السائدة بين الأصناف الخشبية والعشبية إلى ضغوط بيئية مزمنة أدت إلى فقدان معظم أنواع نباتات الغابات القليلة الكثافة. لم تتطابق حالات التعاقب والانقراض في المجتمعات النباتية مع التحول في قيم دلتا سي 13 (δ13C) ولكنها حدثت بعد سنوات عديدة. استغرقت استعادة غابات عاريات البذور من 4 إلى 5 ملايين سنة.
ولا توجد رواسب للفحم معروفة من أوائل العصر الثلاثي، وتلك الموجودة في العصر الثلاثي الأوسط رقيقة ومنخفضة. شُرحت «فجوة الفحم» بعدة طرق. وقد أشير إلى أن الفطريات والحشرات والفقاريات الجديدة الأكثر عدوانية قد تطورت وقتلت أعدادًا هائلة من الأشجار. عانت هذه المحللات نفسها من خسائر فادحة في الأنواع أثناء الانقراض ولا تعتبر سببًا محتملًا لفجوة الفحم. يمكن ببساطة أن تكون جميع النباتات التي تشكل الفحم قد انقرضت بسبب انقراض العصر البرمي الثلاثي، وأن الأمر استغرق 10 ملايين سنة لتتكيف مجموعة جديدة من النباتات مع الظروف الرطبة والحمضية لرخاخ الخث. العوامل اللاأحيائية (العوامل التي لا تسببها الكائنات الحية)، مثل انخفاض هطول الأمطار أو زيادة مدخلات الرواسب الفتاتية، قد تكون مسؤولة أيضًا.
من ناحية أخرى، قد يعكس نقص الفحم ندرة جميع الرواسب المعروفة من أوائل العصر الثلاثي. وربما تكون النظم البيئية المنتجة للفحم، بدلًا من اختفائها، قد انتقلت إلى المناطق التي ليس لدينا فيها سجل رسوبي في أوائل العصر الثلاثي. ففي شرق أستراليا، على سبيل المثال، ظل المناخ البارد هو المعيار لفترة طويلة، مع تكيف النظام البيئي للخث مع هذه الظروف. انقرض ما يقرب من 95% من هذه النباتات المنتجة للخث محليًا عند حدود العصر البرمي الثلاثي، واختفت رواسب الفحم في أستراليا وأنتاركتيكا بشكل ملحوظ قبل حدود العصر البرمي الثلاثي.
ولله فى خلقه شئون !