جدد المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديميتري بيسكوف التأكيد أن بلاده سوف تستخدم السلاح النووي فقط وفق بنود العقيدة النووية العسكرية الروسية.. بينما أعلنت بولندا استدعاء السفير الروسي لديها؛ احتجاجا على ضم روسيا لأجزاء من أوكرانيا.
وقال بيسكوف، ردا على سؤال بشأن دعوات البعض في روسيا لاستخدام الأسلحة النووية في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا: "إن جميع الأسباب، التي تؤدي لاستخدام مثل هذه الأسلحة، منصوص عليها في بنود العقيدة النووية".
وأضاف: "لا يمكن أن يكون هناك اعتبارات أخرى لاستخدامها".
وأعرب بيسكوف عن تقديره لحاكم جمهورية الشيشان الروسية رمضان قاديروف، وشعب الشيشان على مساهمتهم في العملية العسكرية في أوكرانيا بشكل بطولي وفعّال.
وقال بيسكوف: "منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ساهم حاكم جمهورية الشيشان رمضان قاديروف وشعب الشيشان مساهمة كبيرة جدا في تنفيذ العملية العسكرية الخاصة على نحو بطولي وفعّال".
وكان قاديروف قد أعلن، في وقت سابق، بأن التكتيكات الجديدة، التي يتبعها مقاتلو الوحدات الشيشانية وقوات التحالف في منطقة العمليات الخاصة، تحقق بالفعل نتائج ممتازة، مشيرا إلى أنه نتيجة لذلك يتكبد العدو خسائر فادحة كل يوم.
وعلق المتحدث باسم الكرملين على تصريحات رئيس الشيشان رمضان قديروف الذي دعا فيها باستخدام الأسلحة النووية محدودة القوة.. قائلا إن رؤساء المناطق لهم الحق في التعبير عن آرائهم، ولكن لا ينبغي حتى في اللحظات الصعبة أن تسيطر المشاعر.
وأضاف بيسكوف: "يتمتع رؤساء المناطق بسلطة التعبير عن آرائهم وإجراء التقييمات، فهؤلاء في نهاية المطاف رؤساء مناطق روسية بأكملها، بمن في ذلك رمضان قديروف، الذي كما تعلمون منذ بداية العملية العسكرية الخاصة فعل الكثير وساهم كثيرا في الحملة ويواصل القيام بذلك".
وتابع أن الشيء الآخر هو أنه "حتى في اللحظات الصعبة، لا ينبغي للعواطف أن تلقي بظلالها على أي تقييمات".
وفقا لوكالة أنباء "تاس" الروسية، قال قديروف إن هناك حاجة إلى إجراءات أكثر صرامة وحتى إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة الطاقة خلال العملية الخاصة.
في سياق آخر.. قال بيسكوف إن تُعطل خطي الأنابيب "نورد ستريم" لا يصب في مصلحة عدد من الدول الأوروبية وروسيا؛ لأن هذه الدول تفقد بذلك مسارات احتياطية لإمدادات الطاقة.
وأضاف: أن هذا الأمر مربح للولايات المتحدة، التي تبيع غازها المسال بسعر باهظ في أوروبا، كما أن هناك دولا قادرة تقنيا على مثل هذا التخريب. وتابع: "من غير الواضح مع من ممكن التعاون لصيانة خطي أنابيب الغاز (نورد ستريم1 و2).
يُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم في وقت سابق "الأنجلوساكسون" بالوقوف وراء التفجيرات، التي وقعت الأسبوع الماضي في خطي الأنابيب، الممتدين من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق.
من جهته.. قال مدير المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين، إن روسيا تواصل جمع الحقائق بشأن أعمال التخريب التي استهدفت خطي أنابيب "نورد ستريم"، غير أن بعض البيانات غير المباشرة تشير إلى أثر غربي لهذا العمل.
وأضاف ناريشكين- في تصريح إعلامي نقلته وكالة أنباء "تاس" الروسية- "نواصل جمع الحقائق إنها غير مباشرة حتى الآن، لكن البيانات غير المباشرة، سواء البيانات التي تم نشرها سابقا أو البيانات التي لم يتم نشرها بعد تشير بالطبع إلى وجود أثار غربية".
يشار إلى أنه، يوم الثلاثاء الماضي، أعلنت شركة "نورد ستريم إيه جي" أن ثلاث وحدات من خطوط أنابيب الغاز (نورد ستريم 1 و2) البحرية، قد تعرضت لأضرار غير مسبوقة في 26 سبتمبر.
وأفاد علماء الزلازل السويديون، في وقت لاحق، بأنه تم تسجيل انفجارين على طول خطوط أنابيب "نورد ستريم"، في حين ذكرت وكالة الطاقة الدنماركية أن كمية كبيرة من الغاز قد تسربت إلى البحر، وتم منع الطائرات والسفن من الاقتراب من الموقع، بما يزيد على خمسة أميال بحرية.
من جانبه، حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الغرب المسئولية عن الوضع، وقال: "من الواضح للجميع من يستفيد منها".
على صعيد آخر.. أعلن نائب وزير الخارجية البولندي مارسين برزيداتش، اليوم، استدعاء السفير الروسي لديها سيرجي أندرييف إلى وزارة الخارجية؛ احتجاجا على ضم روسيا لأجزاء من أوكرانيا.
وأكد برزيداتش- في تصريحات إعلامية نقلتها صحيفة "ذا فيرست نيوز" البولندية، على موقعها الإلكتروني- أن بولندا لن تعترف بعمليات ضم 4 مناطق أوكرانية هي "دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا" إلى الأراضي الروسية، ولا الاستفتاءات التي سبقتها، والتي أظهرت دعما شبه اجماعي لضم الأراضي المذكورة إلى الاتحاد الروسي.
وذكر الدبلوماسي البولندي أن موقف بولندا سيتمحور حول عدم الاعتراف بقرارات روسيا، مشيرا إلى رفض الغرب الاستفتاءات، وأنه يعتبرها صورا وهمية، موضحا أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تستدعي في نفس الوقت مبعوثين روس آخرين.
في السياق.. نشرت روسيا، اليوم، بحسب وسائل إعلام محلية المعاهدات، التي سيتم بموجبها انضمام إقليمي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين ومنطقتي خيرسون وزابوروجيا إلى الأراضي الروسية.
وأهم ما جاء في هذه المعاهدات أنه يتم تحديد حدود مناطق جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين ومنطقتي خيرسون وزابوروجيا من خلال حدودها في يوم انضمامها إلى الاتحاد الروسي، حدود الكيانات الأربعة الجديدة المرتبطة بأراضي دول أجنبية هي حدود الدولة الروسية، تتم تسوية قضايا الخدمة العسكرية في المناطق الجديدة خلال فترة المفاوضات حتى الأول من يناير عام 2026.
ويتم تشكيل حكومتي منطقتي خيرسون وزابوروجيا من قبل حكام بالإنابة وفقا للقوانين الروسية، وتستمر سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين في ممارسة سلطاتها حتى تشكيل حكومتين جديدتين، تطبق الوثائق بشكل مؤقت من تاريخ التوقيع وتدخل حيز التنفيذ من تاريخ التصديق على المعاهدات، تطبق القوانين التشريعية والتنظيمية الأخرى لروسيا في مناطق جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيا.
من جانبها.. دعمت لجنة المجلس الفيدرالي للتشريع الدستوري، اليوم، القوانين الخاصة بالتصديق على المعاهدات الدولية مع مناطق إقليمي دونيتسك ولوجانسك ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيا، وأوصت بأن يوافق عليها مجلس الشيوخ (مجلس الاتحاد).
في سياق آخر.. أفادت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، اليوم، بسماع دوي انفجارات في مقاطعة خيرسون، بينما أكدت السلطات المحلية إفشال هجوم أوكراني في المقاطعة، مشيرة في الوقت ذاته إلى عدم إحراز قوات كييف أي تقدم هناك.
بدورها.. أعلنت سلطات بيلجورود الروسية "الواقعة جنوب غربي روسيا على الحدود مع دولة أوكرانيا"، مقتل امرأة؛ جراء قصف أوكراني استهدف قرية في المقاطعة.
من جهتها.. أعلنت سلطات دونيتسك، مقتل مدنيين اثنين بقصف أوكراني على مدينة ماكيفكا، مشيرة إلى أن قوات كييف قصفت مناطق سكنية أخرى باستخدام المدفعية الغربية.
في حين أكدت سلطات زاروبوجيا، أن القوات الأوكرانية أغلقت الطرق المؤدية إلى المناطق المحررة في المقاطعة، ومنعت خروج المدنيين الراغبين بمغادرة الأراضي الخاضعة لسيطرتها.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا بدأت منذ 24 فبراير 2022 عملية عسكرية خاصة في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا في أعقاب طلب إقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك "رسميا دعم موسكو التي اعترفت بكل منهما "جمهورية مستقلة" ودخلت فى مواجهات عسكرية مع الجيش والقوات الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 30 سبتمبر 2022، في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، عن ضم أربع مناطق شرقي أوكرانيا هي: "لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا" بعد "استفتاءات" رفضت نتيجتها كييف وعواصم الدول الغربية، والأمم المتحدة، والتي قال أمينها العام أنطونيو جوتيرش إن "الضمّ يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وما يمثله المجتمع الدولي".