قالت خبير الاتصال السياسي بمملكة البحرين الدكتورة وجدان فهد، إن مصر تمر بنقلة هائلة على مختلف الأصعدة والمجالات إثر عبورها إلى الجمهورية الجديدة التي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي تستند على إرادة شعبية مستلهمة من تاريخها وانتصاراتها القوة والاندفاع للتغلب عـلى كل العوائق.
وأضافت فهد، فى مقال لها اليوم الاثنين بصحيفة /أخبار الخليج/ البحرينية تحت عنوان "الجمهورية الجديدة لمصر.. بعين بحرينية"، أنه على صعيد الداخل فهي تمضي في بناء مدن حديثة وتؤسس لدبلوماسية المدن، وليس أدل على ذلك سوى مدينة العلمين التي شهدت اللقاء الأخوي بين قادة مصر والإمارات والبحرين والأردن والعراق، فهذه المدينة الحديثة معماريا والتي تقع على ساحل البحر المتوسط يراد لها أن تكون حاضنة للمؤتمرات الدولية والقمم التي ينتج عنها قرارات وسط أجواء ودية بعيدة عن المعتاد عليه في القمم الكبيرة التي تصحبها الأجواء المشحونة.
وأوضحت أن المدن الحديثة لن تفقد شرم الشيخ وهجها في استضافة الأحداث المهمة، بل هي على موعد في شهر نوفمبر مع استضافة أهم حدث تنطلق مصر منه إلى العالم بتعريف جديد بأنها صوت إفريقيا المسموع والمؤثر من خلال استضافة مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، فهو قمة سنوية تحضرها 197 دولة من أجل مناقشة تغـير المناخ وما تفعله هذه البلدان لمواجهة المشكلة ومعالجتها، وتقدمت مصر العام الماضي بطلب لاستضافة دورة هذا العام من المؤتمر، ووقع الاختيار عليها باعتبارها الدولة الإفريقية الوحيدة التي أبدت رغبتها في استضافته.
وأشارت إلى أنه بجانب قضية التغيرات المناخية فإن مصر تهتم أيضا بتنويع مصادرها من الطاقة ودخلت على خط إنشاء المفاعلات النووية لتوليد الطاقة، فقد أعطت الحكومة المصرية الضوء الأخضر للبدء في إنشاء أولى وحدات المحطة النووية بالضبعة، حيث يجري تنفيذ محطة الضبعة بموجب اتفاق بين القاهرة وموسكو، ووفقا للالتزامات التعاقدية سوف يقوم الجانب الروسي بتوفير الوقود النووي للمحطة ومساعدة مصر في تدريب الأفراد والدعم في التشغيل والصيانة.
ولفتت إلى أن التوجه المصري الحالي هو إدارة 122 تريليونا من غاز شرق المتوسط، حيث جاء منتدى غاز شرق المتوسط الذي اقترحت تأسيسه وتستضيفه القاهرة وتشترك فيه 7 دول ليعزز دور الدول المنتجة للغاز الطبيعي في شرق المتوسط، ويهيئها لأن تكون موردا رئيسيا لدول الاتحاد الأوروبي في مجال الغاز، حيث يسمح المنتدى بوجود تنسيق وتعاون بين مصر (إحدى دول المنتدى) والدول الكبرى المنتجة للغاز الطبيعي في المنطقة لزيادة معدلات إنتاج الغاز، وإعادة تسييله وتصديره لأوروبا.
واختتمت الدكتورة وجدان فهد مقالها، بالتأكيد على أن من يتابع مصر السياسية والاقتصادية لن يخطىء في معرفة المستقبل الذي ينتظرها، وما يهمنا نحن في الخليج أنها شريكنا الاستراتيجي في الأمن ومقصدنا للسياحة الآمنة بعـدما تعددت واستوطنت فيها الاستثمارات الخليجية أيضا، وكلنا أمل في المستقبل الباهر الذي ينتظر مصر وأهلها الأكارم، ونحن نجدد محبتنا لهم في أعيادها المجيدة.