قال الأنبا مقار أسقف مراكز الشرقية ومدينة العاشر من رمضان، إن الحديث عن شخصية الدكتور نصحى عبد الشهيد في وقت وجيز امرا غاية الصعوبة، ونبدا بحياة حبيبنا الراحل للتكريس البتولي حتى الموت كان مضمونها رهباني دون زى او رداء وكان مرتبطا بالله الواحد ويظهر ذلك من خلال حياته وكتاباته وترجماته وهو ما يعرفه كل من تعامل معه.
وأضاف الأنبا مقار، خلال كلمته بأحتفالية تأبين الدكتور نصحى عبد الشهيد، أن الراحل أسس بيت التكريس عام 59 وانضم له الكثيرون في هذا المضمار واتجه آخرون ليكونوا كهنة ورهبان وأساقفة وظل هو متمسك بالتكريس حتي النهاية، وتطور الأمر عام 80 حيث دشن مؤسسة الانبا انطونيوس ذات الفكر الرهباني دون أن يكون لها دير فكان شاغلها إرسال بعثات تتعلم اللاهوت في الخارج مثل اليونان وفرنسا والمانيا وعكف علي ترجمة نشر هذا التراث الأبائي في كل مكان.
ووصف الراحل نصحى عبد الشهيد بإنه راهب دون زي عمل يديه كان الترجمة ونشر الكتب وكانت مؤسسته هدفها نشر الوعي الابائي لكل المسيحيين ولم تكن هادفة للربح ابدا، وكان يتسم الراحل بان يلخص في مقدمة الكتب ظروف وحياة ومصطلحات وخلفيات تاريخية للكتابات.
وأكد أن الراحل كان يجيد توصيف المصطلحات اللاهوتية باللغة العربية السليمة لغويا وبسيطة علي القارئ العادي فكان رائدًا في اشتقاق مصطلحات معينة وكل الدراسين تعلموا منه، منوهّا ان هناك مدرستين كبار الاولي فى الترجمات والمصطلحات اللاهوتية العربية الاولي في لبنان وسوريا والثانية في مصر بمجرد قراءة سطور تستطيع التمييز بينهما وكان الدكتور نصحى رائد الترجمة اللاهوتيه العربية في أرض مصر.
وتابع:" انه بدا الطباعة للكتب من حروف الرصاص مرورا بالتصوير وحتي الطباعة الحديثة، وكان يتسم الراحل بالاتضاع والصمت وكان اول لقاءا يجمعنا في محاضرة ولقاءا بحضور الانبا ابيفانيوس لما كان وسطنا وكان دوما اخر المتحدثين بايجاز وفي الصميم، حقا كان مضمون حياته رهباني بلارداء الرهبنة ومؤسسته دير يجمع فضائل رهبانية وكان أمينا للرب والكنيسة وتراث الاباء والتكريس البتولي حتي الموت ونثق ان الله يعطيه اكليل الحياة".
وتخلل الأحتفال عرض فيلما وثائقي للراحل" رسالة من عملاق الفجالة" وعدد من فقرات الترنيم قدمها كورال تسبيح كنيسة العذراء الفجالة.