قانون الجذب من الأشياء التي أصبح الحديث عنها خلال السنوات الماضية متكرر بشكل كبير تحت مصطلح “قانون الجذب الفكري” وعلاقته بتحقيق الأشياء التي يفكر فيها الشخص، فيعتبر الكثير من الناس أن قانون الجذب هو أحد أعظم القوانين في هذا الكون وينص القانون أن كل شئ تفكر فيه يتحقق، وينص القانون على أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلي الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي، وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا، ويقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جداً فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية إجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شئ جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك فإن قوة هذه الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه.
وقانون الجذب الفكري ليس جديداً وليس من معطيات القرن الواحد والعشرين ولكنه قانون قديم قدم الحضارة نفسها، إذ أن المصريين القدماء اعتقدوا بوجود هذا القانون، واستعملوه في حياتهم اليومية وتبعهم اليونانيون القدماء عامة ونسي العالم بشأن هذا القانون لفترة طويلة حتى أوساط القرن العشرين حين بدأ علم البرمجة اللغوية العصبية يشق طريقه إلي العالم ويصبح علماً معترف به بدأ علماء هذا العلم بإحياء هذا القانون من جديد وهم يصرون علي أن جميع من أنجزوا.
واكتشف العلماء العاملون في مركز ويلكوم ترست للتصوير العصبي في معهد طب الأعصاب في لندن أن الأشخاص الذين يتصورون مستقبلاً أفضل هم أكثر عرضة ليكونوا قادرين علي خلق هذا المستقبل ونقله إلى حيز الوجود، وإن القدرة علي بناء سيناريو إفتراضي في خيال المرء قبل حدوثه في الواقع قد يوفر قدراً أكبر من الدقة في التنبؤ بنتائجه النهائية، ومن جهة أخري تؤكد الأبحاث النفسية في جامعة إكستر أن الأشخاص الإيجابيين والمتفائلين يجذبون الآخرين إليهم وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يؤمنون بهم وبقضيتهم زادت فرصهم في تحويل أحلامهم الكبيرة إلى حقيقة.
ويدعم علماء النفس استخدام التأكيدات الإيجابية كأداة رئيسية في ترسانة قانون الجذب فقد وجدوا أن الأشخاص الذين يخبرون أنفسهم بإستمرار أنهم قادرون على تحقيق هدف ما وهم أكثر قدرة على تأمين نتيجة إيجابية، وبالتالي فإن جزءا مهما في قانون الجذب يتمثل في تعلم كيفية أن تكون شخصاً منفتحاً وسعيداً يهتز على وتيرة عالية وذلك يؤدي إلى إستجابة إيجابية لدى الآخرين وعن طريق الخلايا العصبية المرآتية وهي الخلايا العصبية التي تعكس السلوك الذي نلاحظه.
وعندما يرانا شخص ما نشع بالإيجابية تنعكس هذه الإستجابة نفسها في دماغ المراقب وعلى العكس إننا نحرض مشاعر الخوف والقلق لدى الآخرين إذا كنا أنفسنا خائفين أو قلقين، وهناك بعض الطرق البسيطة التي يمكن من خلالها ممارسة هذا المفهوم القوي لقانون الجذب، لرؤية التغييرات في الحياة من أهمها:
-كن في حالة إمتنان:
يعد الامتنان مكبراً للطاقة يضعنا في حالة تجل قوية ومفتاح ذلك ممارسة الإمتنان للأحداث والأشياء التي تشعرنا بالرضا والامتنان لها وذلك بتدوينها كل يوم أو تذكرها بضع دقائق قبل النوم.
-التصور والخيال :
قال أينشتاين: "الخيال هو كل شئ، إنه معاينة عوامل الجذب القادمة في الحياة"، ويجب أن يكون التخيل واقعياً لدرجة أننا يجب أن نشعر وكأن الحدث نعيشه في تلك اللحظة نفسها، ونشعر بالحدة العاطفية والعقلية لحدوثه.
-نم في سلام واستيقظ سعيداً:
يستهلك عقلنا كميات كبيرة من الطاقة في النهار، بينما ينظف دماغنا نفسه أثناء النوم، وعن طريق تنظيف النفايات، التي تطفو حوله وهي في الغالب بروتين متبقي يمكن أن يشكل كتلاً سامة لدماغنا وإذا لم تتم معالجتها وغسلها من خلال نظامنا اللمفاوي يؤدي تراكم النفايات إلى "ضباب الدماغ".
-إضاءة منطقة السلام في عقلك:
الممارسات التي تساعدنا على انتاج الأوكسيتوسين في جسمنا مفيدة جداً للحصول على نوع من السلام الداخلي مثل الاستماع إلى الموسيقى، العناق، التأمل اليقظ، الحركة والرقص، والبهجة، وكلها تساعد على تسريع عملية الجذب لما نريده.
-تحديد أهداف قابلة للتحقيق وقابلة للقياس:
إن وجود أهداف واضحة يمكننا تصورها، تساعدنا على تحديد النوايا الصحيحة، ثم وضع نقاط إنطلاق قابلة للتحقيق، أمر ضروري لتحويل أحلامنا إلى حقيقة، حيث يكون من السهل أن نحقق النجاح، عندما نرفع ذبذباتنا لتشابه ذبذبات أهدافنا.
-ترديد الكلمات الإيجابية للذات.
-كتابة هدفك الذي تريده في حياتك ووضعه أمام عينك طيلة الوقت.
-الاستبصار بالذات أو معرفة قدرات الذات التي من خلالها يتم تحقيق هدفك بكل سهولة.
-ممنوع ترديد كلمات التمني مثل "أتمني أن أكون ولكن، يا ترى هكون كده أم لا".
-قراءة السيرة الذاتية بمن نجح في تطبيق قانون الجذب لأن ذلك ينقل لك الطاقة الإيجابية بشكل كبير ويساهم في تسهيل وصولك للهدف.