أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري، محمد حسن قطنا، أن العالم العربي يتميز بتنوع بيئته الزراعية وبالتالي يمكنه تحقيق أمنه الغذائي عبر التكامل، مشددًا على أن مصر لديها خبرات كبيرة في مجال الزراعة.
وشدد قطنا، في تصريح لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش المؤتمر الرباعي لوزراء الزراعة في كل من الأردن والعراق وسوريا ولبنان، على أهمية التعاون بين الدول العربية لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي بالمنتجات الزراعية لاسيما في ظل أزمة الغذاء التي يشهدها العالم اليوم.
ونوه إلى أن التكامل الزراعي العربي يمكن أن يكون فرصة لإعادة العلاقات التجارية والسياسية،وأن يتم إدارة الموارد الطبيعية بين الدول بشكل مستمر، لافتًا إلى أن العالم العربي يحتاج حاليا إلى التكامل الغذائي وغيره أكثر من أي وقت مضى.
وأشار إلى أن كل دولة عربية لديها بيئة زراعية خاصة ولذلك يوجد فيها عدد محدود من الزراعات، فيما يتمتع العالم العربي بتنوع البيئات الزراعية وبالتالي يبدأ التكامل العربي باعتماد آلية للتعاون الزراعي وباتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
وأضاف قائلا: "عندما نتكامل في موضوع الخطط الإنتاجية الزراعية والإجراءات الحجرية بالرسوم الجمركية والقرارات الإدارية الخاصة بعبور الترانزيت كل هذه الإجراءات تساعد على التعاون العربي المشترك من خلال التبادل التجاري للمنتجات الزراعية".
ولفت إلى أن التبادل التجاري يؤثر ويؤسس لقاعدة قوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض الدول وتحقيق الأمن الغذائي في دول أخرى بحسب المواد والمنتجات الزراعية التي يمكن تبادلها.
وتابع قائلا: "سوريا سبق وأن حققت نسبيا من معظم وليس من كل المنتجات الزراعية الاكتفاء الذاتي، وعندما جاءت الحرب وأزمة كورونا والآن التغيرات المناخية كان هذا الاكتفاء هشا وأدى إلى تراجع الأمن الغذائي وعدم القدرة عليه،وبالتالي إعادة تحقيقه تتطلب توفير فرص كبيرة ومشاريع وتمويل لتمكين وزارة الزراعة والحكومة لدعم الفلاحين لإعادة تأهيل الموارد،والعودة إلى الاستثمار الزراعي وزيادة الإنتاج وإعادة تحقيق الأمن الغذائي لكن ذلك يحتاج أيضا إلى تدخل من المنظمات ومساعدة من الدول الأخرى".
وفيما يتعلق بمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، المرتقب في نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري، أن عقد مؤتمر عالمي في مصر فرصة كبيرة لعرض الأزمات المناخية بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، ومناسبة قوية لوضع استراتيجيات لمعالجة هذه الأزمة العالمية والتي أصبحت عابرة للحدود.
وأردف قائلا: "عقد هذا المؤتمر هو فرصة لتبادل الآراء بين الخبراء من دول العالم وهناك بحوث كثيرة وقاعدة بيانات لدى كل دولة،ولا بد من الاتفاق على استراتيجية متكاملة لمواجهة آثار التغيرات المناخية على القطاع الزراعي وعلى البيئة لأن التغيرات المناخية أصبحت عاملًا مهددًا بشأن تمكين الدول من القدرة على توفير الغذاء".
وشدد على أهمية مؤتمر المناخ بشرم الشيخ لاسيما، في ظل التراجع في الموارد المائية وتدهور الأراضي الزراعية وكوارث بيئية،تحدث حاليا في الكثير من المناطق، من أجل الاتفاق على وضع استراتيجية متكاملة ومشاريع يمكن تبنيها ليست على مستوى وطني، ولكن على مستوى قطري نظرًا لأن التغيرات المناخية لا تعرف الحدود.
وأوضح أن التغيرات المناخية حاليا أصبحت عدوًا للوطن العربي وتمثل تحديًا كبيرًا لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدًا أن نتائج مؤتمر شرم الشيخ للمناخ ستكون إيجابية للمنطقة والعالم لأن الحوار هو أساس المواجهة، ومصر ستقدم أوراقًا جديدة وعديدة بشأن هذه الأزمة مما سيعود بالنفع على العالم.
كما شدد على عمق الروابط التاريخية بين مصر وسوريا واصفًا العلاقة بين الشعبين المصري والسوري بأنها علاقات الأشقاء والأصدقاء عبر العصور، قائلًا:"نحن والأشقاء في مصر شعبين صديقين، كنا دائمًا على مدى عقود متفقين على كل المسارات، والعلاقات والتعاون الزراعي والتجاري مازال مستمرًا،ولكن في حدود بسبب الحرب التي كانت تشهدها سوريا، إلا أن هناك رغبة وتطلع من الشعب السوري لكي تعود العلاقات السورية المصرية إلى ما كانت عليه، وأن يكون هناك نوعًا من التحالف لأن القاهرة ودمشق لديهما إيمان بأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا وقضية العالم العربي".