واحد من القرارات المصيرية في حياة الإنسان عمومًا، وللأقباط على وجه الخصوص؛ اختيار شريك الحياة، حيث إن الكنيسة وضوابطها الراهنة لا تبيح الانفصال سوى في أضيق الحدود ولتوافر أمور بعينها غاية في الصعوبة منها الزنا الفعلي أو الحكمي.
ووسط أجواء الشد والجذب للأسرة المتنازعة كان للكنيسة قرار لجان الإرشاد وكورسات المشورة لتحفظ البيوتّ من الانهيار ولتعطي جدارة اتخاذ القرار الأمثل للمقبلين على الارتباط.
وماذا عن الارتباط؟.. يتعارف الشباب والفتيات في الكنيسة والاجتماعات ومن خلال الأسر والعلاقات أو الجامعات والرحلات وغيرها، بخلاف ما كان سائدا فى عهد مضي من طرق تناولتها أفلام الأبيض وأسود عن طريق الوسيطة «الخاطبة»؛ لكن مع تأخر البعض في سن الزواج لأسباب عدة باتت ظاهرة تنذر بالخطر، خاصة فى ساحة الأقباط.
كان لكنسية السيدة العذراء بالمعادي رؤية مختلفة لمواجهة تلك المُعضلة، حيث أقدمت على تدشين خدمة بعنوان: «اختيار شريك الحياة» لتكون واجهة أخرى للخاطبة، ولكن تحت مظلة كنسية ورعاية دينية وإشراف من خدام متخصصين
.
ودشنت الخدمة والمكتب بكنسية السيدة العذراء في المعادي، تحت رعاية الأنبا دانيال أسقف المعادي وتوابعها وسكرتير المجمع المقدس، ونظرًا لإقدام الكنيسة على خطوة تمتزج بين الجرأة والحكمة ويراها البعض بعين النقد والآخر بالتقدير.
«البوابة» من جانبها؛ قررت أن تغوص في كواليس تلك الخدمة وتتابعها عن كثب لتتابع وترصد أدق التفاصيل من خلال معايشة كاملة استمرت اكثر من ثلاثة أشهر بين الشباب طالبي الزواج من خلال مكتب "شريك الحياة" أو خاطبة الكنيسة كما يراها البعض.
بدأت ملامح القصة من رسالة جاءت على الشات من رئيس القسم القبطي بجريدة "البوابة" تتضمن إعلانا لمكتب "اختيار شريك الحياة"؛ كان مضمونها الكنيسة تساعدك في اختيار شريك الحياة، تعلن أسرة عرس قانا الجليل للارتباط المقدس بالكنيسة عن مساعدة الشباب والشابات الراغبين في الزواج في اختيار شريك الحياة وذلك في أحد أيام الثلاثاء والخميس والجمعة.
والمستندات المطلوب هي: صورة شخصية حديثة، صورة الرقم القومي (مع الاطلاع على أصل الرقم القومي)، خطاب تزكية من أب الاعتراف يوضح الحالة الاجتماعية مختوم بختم الكنيسة، مع إرفاق مستند رسمي بالحالة الاجتماعية، ورسوم ٥٠ ج جدية الخدمة تدفع لمرة واحدة.
وفي ختام الإعلان يوجد ملاحظات؛ هي: تقدم الخدمة داخل الكنيسة فقط بحضور الشخص الراغب في أخذ المواعيد المشار إليها سابقا.
أى بيانات تؤخذ من أي طرف تكون سرية كاملة تحت إشراف الأب الكاهن سيتم إلغاء خدمة الشخص غير الملتزم أو إذا ثبت عدم جديته أو أنه غير أمين فيما قدمه من بيانات، أو من له اشتراطات غير منطقية وغير مقبولة في شريك الحياة.
دون تردد بحثت عن التفاصيل، وقررت خوض التجربة الصحفية، فتواصلت مع الرقم المرفق بالإعلان ودار الحوار الآتي مع ناهد نجيب، مسئول خدمة شريك الحياة.
■ أنا رأيت إعلانًا للكنيسة عن خدمة شريك الحياة، ما تفاصيل ذلك؟
- سنك كام وبتشتغلي إيه؟ وإيه مواصفات العريس المطلوب ومحتاجين صورة ليكي ولما تيجي الكنيسة تعملي "أبلكيشن" بكل طلباتك، وتجيبي ورقة "تزكية" من أب الاعتراف.
■ وماذا عن نشاط الخدمة؟
- نعمل بهذه الخدمة من سنوات، ولكن زاد الطلب هذه الفترة بعد توقف الخدمات؛ بسبب كورونا.
- وبالفعل أرسلت لها صورة شخصية ومعظم البيانات، ولم يمر أيام ووجدتها ترسل لي صورة شخص، وتسرد تطابق المواصفات المطلوبة؛ علي سبيل الخوض في التجربة الصحفية.
- وقالت "لو عجبتك صورته هبعتله رقمك يكلمك هو عنده أملاك ولكنه أكبر عمرا بنحو ١٠ سنوات ولو معجبكيش أجيبلك غيره أنتي سنك صغير ومطلوب مني كتير".
- قررت أن أستكمل القصة الصحفية وقلت لها: يراسلني، وبالفعل حاول الاتصال مرارا ولكني قررت أن يحدثني عن طريق الواتس آب حتى أوثِّق ما أستطيع للرجوع إليه. ودار بيننا الحوار التالي:
■ مساء الخير أنا (ج) من طرف ميس ناهد، كنت حابب أتعرف عليكي وأعرفك أكتر؟. أنا بشتغل كذا وعندي ٣٨ سنة وأعمل خارج مصر وفي إجازة بمصر ٣ أشهر.
- أهلا بيك تقدر تسأل اللي أنت عايزة ونتعرف على بعض.
■ وهل ممكن نتواصل عن طريق الفون؟
- أفضل التواصل في الأول عن طريق الشات حتى نتعرف على بعض.
■تمام؛ أنتي بتشتغلي صحفية؟
- نعم.
■ مبسوطة في المجال؟
- آه الحمد لله.
■ تحبي تسافري أو تهاجري؟
- أحب السفر لكن الهجرة صعبة.
■ لكني بسافر وبرجع كل ٦ شهور تقريبا يعني مصر مش هتلحق توحشك.
- تمام.
■ أنا طويل وبحب الناس الطويلة علشان كده وافقت إني أتعرف عليكي لأني مش حابب أرتبط ببنت قصيرة.
- وفي اليوم التالي تمت المكالمة وبعد الترحيب قال:
■ سافرتي قبل كده؟
- آه سافرت وبحب السفر.
■ طيب كويس أوي علشان أنا بسافر كتير.
- ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتي مع أنك بتسافر كتير وأكيد تعرف بنات كتير، وليه عايز تتجوز بالطريقة دي؟
■ أنا سافرت كتير علشان أكون نفسي وأصبح في مكانة اجتماعية وتعليمية كبيرة، وموضوع الارتباط أنا حابب أتجوز من مصر، وبخصوص الطريقة أنا مش بنزل خدمات في مصر ومليش علاقات بالكنائس خاصةً أن أصْلي من محافظة صغيرة، ولا أعرف كنائس وخدمات كتير في القاهرة فقررت أتعرف بالطريقة دي علشان أنا عايز أستقر وأتجوز ويا ريت أنتي كمان تكوني عايزة تستقري.
- أكيد طبعا.
■ طيب أنا عايز أشوفك وأتعرف عليكي؟
- أكيد لكن أفضل التعرف من خلال التليفون والشات لمدة قصيرة.
■ لكن أنا مش عندي وقت كتير علشان نتعرف على بعض، وعايز أشوفك علشان لو فيه نصيب أخطبك قبل ما أسافر.
- لكن ده كده يبقى في سرعة في الخطوات خاصة أني لسه بقتنع بفكرة أنك أكبر مني بـ١٠ سنين، وده فرق جيل كامل... وفي نهاية اليوم بسبب رفض الاستعجال قررت أنا وهو الابتعاد لسرعة الإجراءات ووجود فرق كبير في العمر وكان الاتصال بيني وبين الخادمة ناهد نجيب إني مش مرتاحة واكتشفت مع الوقت إن كلمة مش مرتاحة هي "الزرار" الذي ينهي العلاقة.
- تلقيت اتصالًا آخر منها تقول لي:
■ وجدت لكِ عريس متقارب مع عمرك يعمل بالخارج، ولكنه يستقر في مصر عندما يجد عروسة مناسبة له، يعمل في شركة كبيرة بمصر لها فروع في أماكن كتير خارج مصر سوف أرسل لكي صورته.
- وبالفعل أرسلت لي صورته ووافقت على أنها ترسل له رقمي لكي يتعرف عليا شات، وجاء الحوار كالتالي:
■ أنا (ر) من طرف ميس ناهد، أريد التعرف عليكي.
- أهلا وسهلا بك.
■ أنا مواليد عام ٩٠، بعمل خارج مصر ولكني هستقر في مصر قريب وعندي كذا وكذا طولي ١٩٥ سم هو أنتي طويلة.
- آه طولي ١٧٠ سم هو أنت عندك شروط معينة في الطول؟
■ آه لأني مش هينفع أمشي جنب بنت أقل من ١٦٥ سم.
- وتوالت الأحداث والتعارف عن طريق "الفيبر" وكان يكلمني من حين إلى آخر، ويحكي عن الثقافات المختلفة للبلد اللي هو فيها، ويصور لي الأماكن السياحية التي توجد هناك، ويتكلم عن طبيعة عمل وراتبه، وكيف يخطط لمستقبله المهني والأسري، وأخبرني بموعد نزوله إلى مصر.
ولكنه فاجأني قبل الموعد بوجوده أمام مكان عملي، وجلسنا معًا في "كافيه" بعد انتهاء عملي، تقابلنا وفي هذه الجلسة حاول إبهاري بكلامه ومعاملته الحسنة، فسألني عن عملي الصحفي، وعن مصر وأحوالها ومستقبلها في الأيام المقبلة، وهل المستقبل بالداخل أم بالخارج؟
وبعد انتهاء المقابلة التي استمرت ساعة تقريبا، تواصل معي في اليوم التالي، وقال إن اللقاء الأول كان قصيرا، وأريد مقابلة أخرى. لكني اعتذرت، فقرر أن يسافر حتى نهاية العام وأنهيت علاقتي بالشاب.
وهنا أكاد أجزم بأن "العرسان" الذي تعرفت عليهم من طبقة اجتماعية فوق المتوسطة ومن مستوى تعليمي مرتفع، فهم من حاملي المؤهلات العليا، أعمارهم بين ٣٠ إلى ٤٢ عامًا، يتعاملون برقي، يبحثون عن الاستقرار.
ثم ذهبت إلى كنيسة العذراء بالمعادي حتى أتعرف عن قرب على هذه الخدمة، وتقابلت بخادمتين بالكنيسة في قاعة صغيرة، يقتسمان المهام، إحداهما للرجال والأخرى للسيدات، أثناء حواري معهما اقتطعه دخول شاب في آخر الثلاثينات يرغب في "الارتباط" عبر الخدمة، عرَّف نفسه بأنه مهاجر لأمريكا، ويعمل مساعد طباخ وحاصل على مؤهل متوسط، ويزور مصر في إجازته ويريد توفير عروس لإنهاء إجراءات الخطبة في غضون أسبوعين، ساردًا مواصفات العروس أولها: الموافقة على الهجرة مع سرعة إنهاء الإجراءات خلال أيام.
ققاطعته إحدى أعضاء الخدمة بقولها: "بتعرف تتكلم إنجليزي"؟
فأجابها: اتعامل مع المواطنين من خلال ترجمة الموبايل وأحاول التعلم.. فأخذت الخادمة البحث في ملف ضخم حتى استوقفته صورة طالبا أن يتواصل مع تلك الفتاة، وعلى الفور هاتفتها الخادمة وقالت لها "أنا عندي ليكي عريس واقف قدامي أهو بس عنده شرط إنك تسافري معه أمريكا ولو في قبول تسرعوا في الإجراءات لأنه مسافر كمان أسبوعين ايه رأيك أعطي له رقمك تتقابلوا".
وقالت لها إن صعب حضورها لكنيسة المعادي: "أنا من آخر حلوان". وإذا بالعريس يقول لها "أذهب لها أي كنيسة تريد أن نتقابل بها حتى اتعرف عليها". وبالفعل وافقت الفتاة أن يأخذ العريس رقمها حتى يلتقيا. وبدأت الخادمة ناهد عرض "العرسان" علي وهي تشرح مواصفاتهم وممتلكاتهم حتى وجدت شخصا رشحته لي لتقارب السن والسكن وطالبت صورة حديثة له ولم تتأخر في الاتصال به لسرعة إرسالها، فاستجاب بإرسال ثلاث صور وحاولت الهروب من الموقف متحججة بـ"أنني أريد عريس طويل القامة وليس قصيرا".
وأثناء كلامي دخل القاعة رجل في أواخر ال٦٠ عاما يتعكز على فتاة صغيرة ورجل بالتقريب في منتصف الخمسينيات طلب الرجل الستيني عروس لأخيه الآخر يريدها سيدة منجبة حتى يكون له أولاد هو يملك شقة ملك وعربية وكل أولاده متزوجون فقالت له ناهد نجيب لماذا هو لم يأت بنفسه.
قال "أنا هشوفله على ذوقي أنا أقرب للكنيسة والفتاة التي تعجبني سوف أرسل له صورتها وعندما تنال رضاءه سوف يتعرف عليها ويتم إنهاء طلباتهم". فأجابته بأنها سوف تعرض الأمر على الفتيات وعليه استكمال الشروط للتقدم.
علمت أثناء حديثي مع الخادمات أن كل الخدام القائمين علي هذه الخدمة من كبار السن وأيضا في حال عدم التوافق والقبول بين الشخصين يعود كل طرف كما كان في الملف ويقوم الخادم بكتابة ذلك في ملاحظة على ظهر استمارة كل منهما؛ منعا لتكرار مقابلة نفس الشخصين مرة أخرى.
القمص باخوميوس كامل: الزيجات ليست كثيرة….فى حال عدم جدية الشاب نستبعد طلبه بالارتباط من الخدمة
قال القمص باخوميوس كامل راعي كنيسة العذراء بالمعادي ومسئول خدمة شريك الحياة: بدأت الخدمة عام ٢٠٠٥، وهي عن طريق ملء استمارة لطالبي الزواج الشاب أو الشابة تتضمن معلومات شخصية والمواصفات المطلوبة في الزوج أو الزوجة وصورة شخصية حديثة وتملء الاستمارة تحت إشراف الخادم المسئول.
وأضاف "باخوميوس": ويعتبر هذا الحديث الصغير هو تحليل لشخصية المتقدم لكي نوفق له مقابلة مع الشاب أو الفتاة حسب المتطلبات الموجودة بالاستمارة ويوجد أسئلة في الاستمارة مثل ما هي شروطك في اختيار شريك الحياة؟ هل تدخن؟ هل تملك شقة؟ وأسئلة أخرى.
وعن أهداف الخدمة؛ قال إن من بينها، تقارب الناس لتكوين كنيسة صغيرة داخل بيتهم، يوجد شباب ليس لديهم وقت أن يبحثوا عن شريك الحياة داخل مجتمعهم والخدمة تسهل عليهم البحث، والكنيسة تقوم بهذا الدور وتتيح لهم الفرصة، والأشخاص الذي كبرت أعمارهم أو أصبحوا أرامل نبحث لهم على حسب ظروفهم.
وعن نسبة الرجال أكثر أم النساء؛ فقال الرجال أكثر لأن الفتيات يخجلن من فكرة البحث عن عريس علنا، ويتردد على الخدمة أعمار تتراوح بين أول العشرينيات إلى ٧٠ عاما. وأضاف اقامنا اجتماعا خاصا بهذه الخدمة يوم بالأسبوع لمحاضرتهم على كيف يختار شريك الحياة وبعض المواضيع النفسية ولكن لم تنجح هذه الخدمة ورجعت إلى الاستمارات، نقوم بجمع الاستمارات وتنسيقها وتصنيفها بالمؤهل والعمر لنظيمها للخدام حتى يسهل عليهم توفيق الأشخاص الذين نجد بينهم سمات مشتركة.
واستطرد قائلا: يوجد ملف يسمى ملف المقابلات يجمع فيه استمارة الطرفين ويكتب على الورقتين ملاحظة بتاريخ المقابلة، يتقابل الطرفان في الكنيسة بواسطة الخادم.
وأكد أنه لا يوجد مقابلات عبر الفيس بوك أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي، المقابلات تكون عن طريق الكنيسة، عندما يتوافقون في أول مقابلة يعطون أرقام تليفوناتهم؛ مضيفا: يوجد بالخدمة ٩ خدام وخادمات مقسمين على ثلاثة أيام.
وعن المشكلات التي تواجه الخدمة؛ قال إنه يوجد شباب خارج مصر يريدون أن يتزوجوا من داخل مصر وتتم المقابلات أو التعارف عن طريق الإنترنت وأنا لا أفضل ذلك.
وأوضح أن الزيجات ليست كثيرة ولكن نكون سعداء دائما عند حضورنا مناسبات وأفراح هذه الزيجات وهذا الأمر يشجعنا أن نستكمل مسيرتنا بالخدمة وخاصتا أن هناك زيجة قد أتمت مراسم الزيجة خلال شهر أغسطس الماضي بكنيسة العذراء الزيتون وهم شاب وفتاة من المقبلين على الخدمة؛ لافتًا إلى أنه في حالة عدم جدية الشاب نقوم بتحذيره وعند التأكد من عدم جديته نستبعد طلبه للارتباط من الخدمة.
وعن نظام الخطبة والزواج داخل الخدمة يقول القمص باخوميوس إن نظام الأبرشية أن يخضع الاثنان إلى كورس المشورة قبل الزيجة والكشف الطبي الكامل قبل الخطبة؛ متمنيًا أن الخدمة تعمم وتنتشر على باقي الكنائس والأبرشيات لكي تعم الفائدة على جميع الكنائس.
نهاد نجيب: أعمل فى هذه الخدمة منذ 10 سنوات وزوجت 15 شخصًا
من جانبها؛ قالت نهاد نجيب أحد مسئولي الخدمة: أعمل في هذه الخدمة منذ عام٢٠١٢، وخلال خدمتي زوجت أكثر من ١٥ شخصا وأقربهم في شهر أغسطس الماضي وفي شهر ٩ كانت خطبة إحدى الشابات وكان عمرها ٣٨ سنة.
وعن القصص التي تكللت بالنجاح وأكملت حتى الزواج؛ قالت كان يوجد فتاة تبحث عن عريس ولكنها غير متعلمة، وبحثنا لها عن عريس كان أيضا يبحث عن عروسة عن طريق الخدمة وكان عمرها أكثر من ٤٠ عاما وبسبب الخدمة تزوجت من ٥ سنوات، وكانت تقول لي "أنتم كنتوا سر سعادتي" والزوج يقول لي ايضا "أنتم أهديتموني هدية من عند ربنا".
وعن قصة زيجة أخرى؛ تقول كان في بنت الكنيسة أعطت لها بطلان زواج وبالفعل وجدنا عريس لديه نفس ظروفها وتزوجا وأنجبا أطفالا في فرنسا ويعيشون حياة هادئة الآن.
قالت لي إحدى المترددات على الخدمة وتدعي ب. ن أن عمرها ٣٨ عاما وتأخرت في الزواج لمراعيتها لوالدتها خلال السنوات الماضية، والشباب الذين يأتون لخطبتها كانوا يرفضون وجود الأم معها.
وأضافت: أنا أراعي والدتي في كل شىء ومعي مال وسكن وأفعل كل شىء بمفردي لكن كنت أريد أن أكون أسرة ومتطلباتي كانت بسيطة ولكني تقابلت مع رجال من فئات علمية مختلفة، الدكتور والمهندس والمدرس والمحاسب وغيرهم، لكن تم رفضي بسبب أني أراعي أمي، والذي كان يوافق على وجود أمي، كان من طبقة اجتماعية تحت المتوسطة وراتبه لا يكفي أسرة، كان لدي شرط بخصوص الراتب أن يكون حد أدنى ١٠ آلاف جنيه.
وأيضا تحدثت مع إحدى الفتيات التي جاء لها عريس من خلال الخدمة وقالت "الكنيسة أعطت لي بطلان زواج ولدي عملي الخاص وأملك كل شىء أريده لكني أريد أن أصبح أم، أريد الزواج لكي أنجب أطفال لكن لا أجد شخص مناسب وعندما تعرفت على شخص عن طريق المكتب كان من إيطاليا وعلى الرغم من وجوده خارج مصر إلا أنه من طبقة تعليمية واجتماعية متوسطة فرفضت".
إميل لبيب: اعتبر هذه الخدمة أسوأ من فكرة جواز الصالونات.. الشباب لا يظهر على حقيقته عندما يتعرف على فتاة ويتجمل لكى يرتبط وشعاره «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل»
وقال أميل لبيب، المتخصص في المشورة الأسرية، أن بعض الأشخاص الذين يترددون على مكاتب الخاطبة يوجد لديهم خلل في حكمهم على الأشخاص أو اختيار شريك حياة لهم ويلجأون إلى هذا النوع من الخدمات لكي يبحث له عن شريك حياته؛ مضيفا أن بعض الشباب لا يظهر على حقيقته عندما يتعرف على بنت ويتجمل لكي يرتبط "أنني لا أكذب ولكني أتجمل".
واعتبر هذه الخدمة أسوأ من فكرة جواز الصالونات لأن النوع الأخير على الأقل يكون بمعرفة مسبقة بين عائلتين أو صداقة عائلات وتقوم من خلال الأهل ولكن هذه الخدمة تقلل من شأن الفتيات نسبيًا نظرا لعدم التزام الشباب بأي قيود أو معرفة سابقة لهذه الفتيات.
وأبدى رفضه لهذه الخدمة ويسأل هل هذا دور الكنيسة أن يبحثوا عن توفيق راسين في الحلال؟ مؤكدا أن دور الكنيسة هو دور روحي ونأهل الشباب أن يدخلوا في علاقة مع الله كي يكون شخصا ناضجا روحيا، دون تدخل في الحياة الشخصية.
أوضح أن مكاتب الخطبة صنعت في الماضي بسبب العادات والتقاليد التي تمنع مقابلة الشاب والفتاة لكن الآن في مجتمع كامل من عمل وكنيسة وجامعة وأماكن أخرى وبعض الشباب الذين يلجأون إلى خدمة داخل كنيسة لكي تبحث لهم لديهم مشاكل في التواصل الاجتماعي ويحتاجون إلى تأهيل نفسي؛ مشيرًا إلى أنه على الكنيسة أن تدرب الشباب على مهارات التواصل الاجتماعي، ومهارات الحياة، وكيفية اختيار شريك الحياة. وعن الآثار النفسية التي تحدث إلى الفتاة عندما تُرفض وخاصتا إذا تقرر الرفض؛ قال تشعر أنها يجب أن تتغاطي عن المستوى التعليمي والثقافي والمادي، وهذا التنازل يجعلها تقع في أشخاص غير كفء.
واختتم قائلا إن هذه الخدمة عبء على الكنيسة، وآثارها السلبية أكثر من الإيجابية خاصتا أنهم لا يعرفون بعضهم بشكل عميق بما يترتب عليه فشل هذه الزيجات.