الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"نور".. فتاة سيناوية تحدت إعاقتها وأبدعت في فن التطريز

نور
نور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعلم وكفاح واجتهاد، ينبع من هذه الطفلة رغم صغر سنها وإعاقتها السمعية، تلك الفتاة التي حرمت من حاسة السمع، ورغم ذلك لم تيأس والدتها في تعليمها بالمدارس لتصبح من المتفوقات، ليس على الصعيد الدراسي فقط ولكنها عكفت على تعليمها حرفة التطريز السيناوي، لتصبح قادرة على تطريز العديد من الأشكال الخاصة بالأزياء.

الفتاة "نور"، والتي تدرس في المرحلة الابتدائية فاقدة لحاسة السمع، جل ما تطمح إليه حياة كريمة لا تتسبب إعاقتها في عدم مواكبتها، لذلك حرصت "نور" على الاستمرار في التعلم الدراسي والتطريز، وذلك بمساعدة والدتها والتي تدعى "مشيرة "، وتعمل كموظفة في إحدى مدراس شمال سيناء، ولديها أربعة أطفال من بينهم نور، والتي تعمل على رعايتها بكل الطرق من أجل ضمان حياة مستقرة لها وذلك بمساعدة والدها أيضا.

تجلس "نور" بهذا الوجه الملائكي الخجول إلى جوار والدتها، تلك السيدة الخمسينية تخالج ثنايا وجهها سعادة، وأمامهم العديد من المشغولات اليدوية، والتي عكفت هي وابنتها نور على تطريزها، لتظهر في صورة عمل ابداعي، وذلك بتحويل الخيوط المنقوشة على القماش للوحات فنية مصورة، تبرز الشكل الجمالى للرسومات المتميزة فى إخراج لوحات جمالية.

وقالت "مشيرة" في حديث خاص مع "البوابة نيوز"، إنه يوجد غرز للتطزيز مثل غرزة سلمى، لحياكة شكل القلادة، وأشكال أخرى مثل عرق القرنفل، وعرق التوت، وجنينة المانجا التى تمزج بين اللونى الأحمر والأصفر، وتُصنع فى شمال سيناء.

وأضافت، أنها تعلمت التطريز منذ الطفولة على يد والدتها أيضا، فقامت بالتطريز على الأقمشة والعباءات، ففي البداية قامت بالتطريز على المفارش الصغيرة،  ثم بعد ذلك على العباءات، وحينما رزقها الله بابنتها نور، وبلغها الطبيب أنها تعاني من إعاقة، بذلت جهدها لعلاجها والاهتمام بها، وما أن التحقت بالمدرسة بدأت تعلمها التطريز في الإجازات، إلى أن أصبحت ماهرة في هذا العمل، وقررت بدء التجارة في هذا المجال وذلك من أجلها.

وتابعت "مشيرة"، أنه بسبب التغير الذي حدث في المجتمع قمت بتطوير المهنة  لتتناسب الأشياء المعروضة لجميع الاشخاص، فنقوم بالتطريز على المفروشات والشنط وملابس الأطفال وديكورات المنازل وبعض أزياء الخروج، وتعد هذه المهنة مكلفة مادياً ومعنوياً، ويعد الشال السيناوى من أهم الأشياء التى نهتم بتطريزها بأشكاله المتعددة.

وأشارت إلى أنها تشارك في جميع معارض الأعمال اليدوية لتقديم أعمالهم، إلى جانب عرضها على السوشيال ميديا، وتهتم المحافظة بدمج المرأة السيناوية فى الحياة الاقتصادية واستخدام الفن السيناوى فى خلق فرص عمل، فالتطريز أصبح مهنة ومصدر رزق للكثير من نساء سيناء.

وأوضحت "مشيرة"، إلى أنها تهتم بتطوير ابنتها وذلك بالتقديم لها في ورش عديدة لتعلم التطريز البدوى لتواكب كل ما هو جديد، ونستخدم فى التطريز الإبرة والخيوط «والماركة» التى يتم تثبيتها على القماش، و تقوم نورة أيضا بعمل طارات مطرزة بأشكال متعددة فتقوم بكتابة أسماء المخطوبين بالتطريز وعمل أشكال كثيرة.