في فصل جديد من أزمة النزاعات بين الجارتين المغرب والجزائر، قررت وزارة الثقافة المغربية، توجيه إنذار قضائي لأحد أكبر شركات الملابس الرياضية على مستوى العالم، بسبب ما اعتبرته، استعمالًا لأنماط التراث الثقافي المغربي المتمثل في الزليج في تصميمات قمصان رياضية مع نسبها لبلد آخر.
وطالب المغرب، الشركة الألمانية، بسحب قمصان منتخب الجزائر لكرة القدم، بدعوى أن تصميمها مستوحى من نقوش الزليج المغربي، حيث وصفت وزارة الثقافة المغربية، هذا العمل بـ«عملية استيلاء ثقافي»، كما وصف محامي الوزارة هذا الاستيلاء بأنه محاولة للسطو على أحد أشكال التراث الثقافي المغربي التقليدي واستخدامها في خارج سياقها مما يساهم في فقدان وتشويه هوية وتاريخ العناصر الثقافية.
وكانت الشركة العملاقة في الملابس الرياضية، قد نشرت الأسبوع الماضي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صورًا لطقم جديد من قمصان منتخب ثعالب الصحراء، موضحة أن تصميمها للقميص مستوحى من التاريخ والثقافة والتصاميم العريقة لقصر المشور بمدينة تلمسان الجزائرية.
في المقابل، اعتبرت وزارة الثقافة المغربية أن هذه التصميمات، سرقة لأنماط من الزليج المغربي ونسبت إلى الجزائر، والزليج هو عبارة عن صناعة تقليدية رائجة في المغرب، لبلاط تزينه رسوم ونقوش ملونة مختلفة، ويستعمل في أرضيات وجدران البيوت أو القصور والمساجد.
وتتزامن هذه الأزمة، كفصل جديد من مسلسل الخلافات بين الجارتين المغرب والجزائر، مع اقتراب موعد قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها الجزائر مطلع نوفمبر، وسط تساؤلات حول مشاركة ملك المغرب محمد السادس الذي تلقى دعوة رسمية.