الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

دفن بها 7 بطاركة.. قصة كنيسة المرقسية الكبرى بالازبكية

الكنيسة المرقسية
الكنيسة المرقسية الكبري بالازبكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دشن البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم، مذابح كنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، وهي احدي اشهر واعرق الكنائس في مصر، فعمرها يزيد عن 22 عقد من الزمن.

وخلال الفترة الماضية  تم تطويرها وتجديدها بجانب الحفاظ علي معالمها؛ فكان لابد تدشينها مرة ثانية كما قال البابا اثنا كلمته اليوم، وبمناسبة هذا الحدث نسرد في السطور المقبلة قصة هذه الكنيسة العريقة.

ونبدأ من حيث قصة البناء التي تعود لاواخر القرن الثامن عشر في زمن البابا مرقس الثامن بطريرك الكنيسة القبطية الـ 108، وفي أيام أيضاً  المعلم إبراهيم الجوهري الذى كان يتولى منصب رئيس كُتاب القطر المصري، وكان في تلك الحقبة مسألة استخراج ترخيص لبناء كنيسة او تصليح ما تهالك من الكنائس القبطية القديمة امر صعب جداً، إلي شاءت الظروف التي هيئات لبناء هذه الكنيسة العريقة، فيذكر انه اواخر هذا القرن، قامت احدي الاميرات التي يُعتقد انها كانت اخت السلطان العثماني، بزيارة إلي مصر المحروسة في طريقها للحج، فقام الارخن المعلم إبراهيم الجوهري كبير الكتبة المصريين بإستقبالها واهتم بأمرها وخدمتها وقدم لها الهدايا النفيسة.


وبعد كل ما قدمه المعلم إبراهيم من محبة واخلاص فأرادت ان ترد له الجميل قبل أن تغادر، فعرضت عليه أن يطلب منها ما يريد لما له من اسم بدار السلطنة وشهرة فى خدمة الحكومة، وكان الرجل في ذلك الوقت غنى عن الدنيا؛ فطلب منها ان ترفع الجزية عن الرهبان والقساوسة وان تصدر رخصة سلطانية ببناء كنيسة بالازبكية حيث يسكن وقوبل الطلب بالاجابة. 
 

وبدأ بعدها عملية البناء بأرض كان يملكها المعلم يعقوب القبطى والمعلم ملطى، ولكن لم يشاء القدر ان يري الارخن ابراهيم الجوهرى اولي الصلوات في هذه الكنيسة، فإنتقل من عالمنا بعدها بفترة قصيرة؛ فقام باستكمال عملية البناء اخيه جرجس الجوهرى وتم افتتاحها للصلاة فى عام 1800م، وسميت باسم الكنيسة المرقسية، وانتقل للعيش فيها البابا مرقس الثامن  بطريرك الكنيسة القبطية الـ 108، واصبحت مقرا للبطريرك بعد ان كان يقيم فى حارة الروم، واصبحت الكنيسة المرقسية بالدرب الواسع مقصد للأقباط ومكان تنصيب البطاركة والاساقفة واقيمت حولها مقرات الاديرة القبطية .


 

ومع بداية النهضة القبطية فى عهد البابا كيرلس الرابع ابو الإصلاح، قام قداسته بإنشاء مدرسة الاقباط الكبرى بالدرب الواسع الى جوار الكنيسة المرقسية بعد ان اشترى عدداً كبيراً من البيوت القديمة الى جوار الكنيسة، ولتعديل الابواب قرر ان يهدم الكنيسة القديمة ويجددها وهو ما حدث فعلاً، وكان يوم وضع حجر الاساس لها يوما مشهوداً حضرها الاراخنة وكبار الدولة وعامة الشعب وقناصل الدول المختلفة.

وكان ذلك يوم 22 ابريل 1859 ولكن البابا كيرلس فقد تنيح سريعا بعد ان جلس على الكرسى سبع سنوات فقط، وتولى خلفه الانبا ديمتريوس اكمال البناء وكان يريد استيراد اعمدة رخام للكنيسة ولم يتوفر له مايريد وتم استكمال بعض الاعمدة من خشب الجوز وتم بناء الانبل "المنبر" وبيت النساء ولكن لم يتم البناء الا فى عهد البابا كيرلس الخامس فى عام 1880م.

وكان قداسته قد احضر النقاشين والمصورين لاستكمال التصوير ونقش الهيكل وكانت الصور مموهة بمياه الذهب ونقش ايات من الانجيل على جدرانها ورصف ماحول الكنيسة بالرخام وهدم ايضاً الدار البطريركية القديمة واقام دارا جميلة وجعل فيها دورا للمسافرين والوافدين من الاساقفة والرهبان وتم العمل على اكمل وجه.

وظلت الكنيسة المرقسية مقرا للبطريركية حتى نهاية عهد البابا كيرلس السادس الذى بدأت فى عهده بناء الكاتدرائية المرقسية الجديدة فى الانبا رويس التى اقيمت فيها صلوات تتويج البابا شنودة الثالث واصبحت المقر البابوى فيما بعد.

وبعد هذا الزمن نرصد الـ8 بطاركة الذين كانوا مقرهم البابوي الكنيسة المرقسية بالازبيكة:

- البابا مرقس الثامن (108)

- البابا كيرلس الرابع (110)

- البابا ديمتريوس الثاني (111)

- البابا كيرلس الخامس (112)

- البابا يوأنس التاسع عشر (113)

- البابا مكاريوس الثالث (114)

- البابا يوساب الثاني (115)

- البابا كيرلس السادس (116)

ونشير ايضاً إلى ان كل البابوات الذين ذكروا دفنت اجسادهم بنفس الكنيسة بإستثناء قداسة البابا كيرلس السادس الذي دفن جسده  ديرمارمينا بصحراء مريوط.

نبذة عن حياة المعلم إبراهيم الجوهري

واما عن المعلم إبراهيم الجوهري بطل هذه القصة، فجاءت قصة حياته من موقع تكلا هيمانوت " اشهر المواقع الكنيسة" كالاتي:

 كان المعلم إبراهيم رجل تقي وعصامي نشأ في القرن الثامن عشر من أبوين متواضعين فقيرين تقيين، والده يسمى يوسف الجوهري كان يعمل في الحياكة بقليوب. تعلم في كتّاب بلده الكتابة والحساب وأتقنهما منذ حداثته، فكان يقوم بنسخ بعض الكتب الدينية ويقدمها للبابا يؤانس الثامن عشر (البابا 107). سرّ البابا من غيرته وتقواه وقربه إليه، وكان يقول له: "ليرفع الرب اسمك، ويبارك عملك، وليقم ذكراك إلى الأبد".

 

بدأ عمله ككاتب لدى أحد أمراء المماليك، توسط له البابا لدى المعلم رزق رئيس كتّاب علي بك الكبير، فأتخذه كاتبًا خاصًا له، واستمر في هذه الوظيفة إلى آخر أيام علي بك الكبير الذي ألحقه بخدمته، ولما تولى محمد بك أبو الذهب مشيخة البلد اعتزل المعلم رزق من رئاسة الديوان وحلّ المعلم إبراهيم محله، فبدأ نجمه يتألق في مصر، حتى صار رئيس كتاب القطر المصري في عهد إبراهيم بك، وهي تعادل رتبة رئاسة الوزارة حاليًا.... هذا المركز زاده وداعة واتضاعًا وسخاءً فاجتذب القلوب إليه.

 

المعلم ابراهيم الجوهري