أشار مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن العديد من المحللين السياسيين الغربيين يعتقدون أن الحل الأمثل لأزمة الحرب الروسية في أوكرانيا هو سقوط النظام الحاكم في موسكو واختفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المشهد السياسي.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الباحث السياسي راجان مينون والصحفي دانيال دي بيتريس، أن الواقع لا يؤيد تلك الفكرة، موضحا أن طول مدة بقاء الرئيس الروسي في السلطة، والتي بلغت 22 سنة الآن، عززت من مكانته عند الشعب الروسي.
ويشير المقال إلى أن إعلان الرئيس الروسي في الحادي والعشرين من سبتمبر، التعبئة العسكرية الجزئية لتجنيد ما يقرب من 300،000 مجند للمشاركة في الحرب الروسية في أوكرانيا، يدل على رغبة القيادة الروسية في الاستمرار في الحرب ومحاولة تعويض أي خسائر تكون قد لحقت بالقوات الروسية في أوكرانيا.
ويذكر المقال أنه ليس من قبيل المبالغة إذا قلنا أن الرئيس الروسي يواجه في الوقت الراهن أصعب تحد في حياته السياسة منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد عام 2000 والتي ظهر خلالها في صورة الحاكم المعصوم من الخطأ والذي لا يوجد من يحل محله في قيادة شؤون البلاد وقد أصبح الآن في موقف لايحسد عليه بسبب التطورات التي أعقبت قراره بشن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.
ويضيف المقال أنه من الأمانة أن نعترف أنه لا يوجد أي دليل حتى الآن يؤكد أن الأمور سوف تصير إلى الأفضل في حالة اختفاء بوتين من المشهد السياسي لأن سقوط الرئيس الروسي ليس بالأمر اليسير أو الذي من الممكن أن نتكهن بعده كيف ستسير الأمور.
وإضافة إلى ذلك، كما يشير المقال، لا يوجد أيضا أي دليل على أن العالم الغربي سوف يشعر أكثر بالأمان في حالة سقوط الرئيس الروسي، موضحا أن روسيا قد تتحول بعد سقوط بوتين إلى دولة تمثل خطرا أكبر على الدول الغربية.
وتابع أنه في حالة سقوط بوتين قد يخلفه في السلطة أحد مساعديه الذي يؤمن بنفس أفكاره ويستمر في الحرب الروسية في أوكرانيا وقد يتبني مواقف أشد من المواقف التي ينتهجها بوتين.
ويضيف المقال أن أحد الاحتمالات الواردة في حالة سقوط بوتين يتمثل في استغلال بعض جمهوريات روسيا الاتحادية مثل الشيشان أو داغستان الفراغ السياسي الذي قد ينشأ وقتها وتحاول الحصول على استقلالها كما حدث في الماضي وهو ما قد يدفع روسيا إلى شن عملية عسكرية لقمع تلك المحاولات الانفصالية من وجهة نظرها، موضحًا أن الموقف قد يتطور إلى حرب طويلة المدى في دولة تمتلك نحو 6،000 من الرؤوس النووية.
ويشير المقال في الختام إلى أن كل تلك الاحتمالات تجعل من العسير التنبؤ بما قد يحدث في حالة غياب بوتين من المشهد السياسي المحلي والدولي، ومن المؤكد أن هناك العديد من مظاهر التغيير التي سوف تطرأ على روسيا في حالة غياب بوتين، ولكن من يدري هل سيكون هذا التغيير للأفضل أم لا؟