في مثل هذا اليوم ، ولدت صوفيا الشهيده في المسيحيه من عائلة شريفة بإنطاكية، قبلت الإيمان بالمسيحية وتزوجت ورُزقت بثلاث بنات دعتهن بهذه الأسماء: بيستس أي الإيمان، وهلبيس أي الرجاء، وأغابي ` أي المحبة ؛ ولما كبرن قليلًا مضت بهن إلى روما لتعلّمهن العبادة وخوف الله.
وتابع تاريخ الكنيسة: فاحت رائحة المسيح الذكية في حياة الأم صوفيا وبناتها، فكانت النساء يأتين من كل أنحاء المملكة يتمتعن باللقاء الروحي الممتع معهن.. تحوّل بيتهن إلى مركز كرازي لنشر الإيمان المسيحي؛ كما كنّ يعطين اهتمامًا لرد النفوس التي خارت بسبب الضيق.
بلغ أمرهن إلى الملك أدريانوس الوثني فأمر بإحضارهن إليه؛ فشرعت أمهن تعظهن وتصبرهن لكي يثبتن على الإيمان بالسيد المسيح، وتقول لهن: "إيّاكن أن تخور عزيمتكن ويغُرّكن مجد هذا العالم الزائل فيفوتكن المجد الدائم. أصبرن حتى تصرن مع عريسكن المسيح وتدخلن معه النعيم". وكان عمر الكبيرة اثنتي عشرة سنة، والثانية إحدى عشرة سنة، والصغيرة تسع سنين.
عندما وقفن أمام الإمبراطور سألهن: "هل أنتن اللواتي يعبدن المضلّ، وتضلّلن نساء مدينتنا؟"
أجابت الأم [نحن لا نضلّل أحدًا، إنما ننقذ النفوس من ضلال الخطية والموت".
من أنتِ أيتها المرأة العجوز؟ ومن هنّ أولئك الفتيات؟ أنا مسيحية، أعبد ربي وهؤلاء الفتيات بناتي. أيّ جُرمٍ تفعلينه أيتها المجنونة! هل تعلمين مصير الذين يعترفون بهذه الديانة؟ أليس لك قلب حتى تدفعين وتُغرّرين بهؤلاء الفتيات الجميلات؟
وردت: إنني أصبح مجرمة إن لم أشهد وأنا أعلم تمامًا أن خلع هذا الجسد هو عقاب من تعترف بيسوع، فلي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذلك أفضل جدًا. أما بناتي فلسن أقل مني في محبتهن لله، - سيكون لهن مراكز عالية. ويعاملن معاملة الأميرات ويلبسن الحُليّ والجواهر الغالية الثمينة.