من منطلق الدور الذي تقوم به جمهورية مصر العربية ممثلة في مؤسساتها الدينية في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتقديم الدين في ثوبه الجديد بلغة العصر، مع إرساء قواعده السمحة، التقت «البوابة نيوز» الدكتور حسن محمد المرزوقي، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أكد خلال حواره، أن مصر فى طليعة الدول العربية سواء في الشريعة الإسلامية أو الفكر التعليم، ولا يمكن نجاح أي فكرة أو مشروع دون الاعتماد على مصر وكوادرها، و نحتاج كل 10أعوام مجدد وليس كل 100 عام.
وأوضح «المرزوقي»، أن الجماعات المتطرفة تستغل غيرة الشباب على دينه لتوظيفهم، والإسلام حفظ حق المرأة بشهادة غير المسلمين، وأن الإسلام حفظ حقوق المرأة من القرن الأول منذ البعثة النبوية، ويجب الإدراك أننا لا نعيش وحيدين على الكوكب ومراعاة الكائنات الأخرى، والشرع والدين حثنا للحفاظ على البيئة. وإلى نص الحوار:
من وجهة نظرك ما أهمية مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية للعالم كله وانطلاقه من مصر؟
- لا شك أن المؤتمر يحظى بأهمية كبرى؛ لأنه قرر بأن الإجتهاد ضرورة العصر وطرح الاجتهاد هو اجتهاد وتوفيق، وهناك قضايا شرعية كثيرة تحتاج الى إعادة نظر واستنباط الأحكام الشرعية والنصوص المتناهية والأحداث والقضايا غير المتناهية، فكلما تحرك المجتمع وتطور تحدث له قضايا لم تكن مع من قبله خصوصًا أننا نعيش الآن مرحلة ما بعد كوفيد "جائحة كورونا"، وفي ظل الجائحة كانت الحاجة ماسة وكبيرة جدًا فيما يتعلق بإعادة النظر في الأحكام الشرعية مراعاة لمصالح الناس والعباد، فظهرت اجتهادات كثيرة أعتقد أنها زاوية وحجر أساس، ضروري جدًا أن يعاد النظر في الكليات العامة باستنباط الأحكام الشرعية المراعية لمصالح الناس في كل زمان ومكان.
* ما شروط الاجتهاد؟
- أول شىء معرفة الواقع، ثانيًا الالتزام بأصول الاجتهاد بحيث يكون من أهل العلم، ثالثًا مراعاة التطور الحاصل الآن سواء في المعايير المتعلقة بالدولة الوطنية والقوانين الموجودة لكل دولة (خصوصية كل مجتمع) بخصوص الاجتهاد، وأيضًا لا بد أن يكون الاجتهاد مرنا ومتوافقا مع التطورات الجديدة بحيث ألا يكون جامدًا في عصر معين فحسب المقولات المأثورة كل 100 عام يأتي مجددا لكن في الوضع الحالي هذه الـ100 عام تعتبر فترة طويلة جدًا بالعكس نحن نحتاج مثل ما أشار فضيلة الشيخ علي جمعة أننا كل 10 سنوات نحتاج إلى التجديد في العلوم الشرعية والفقه.
* ما أثر الاجتهاد في مواجهة الانحراف الفكري؟
- لا بد أن يواكب الاجتهاد احتياجات الشباب، لأنهم الآن إذا أنت لم تجتهد في موضوع الفقة والعلوم الشرعية سيتولد هناك فراغ فكري لدى هؤلاء الشباب، وإذا لم يملأه أهل العلم وأهل الاختصاص سيأتي طرف آخر يمليه بأفكار ومنطلقات لا تتوافق مع الشرع ولا مقاصدة في حفظ الأمن والأوطان.
ما خطورة الفتاوى من غير المختصين؟
- أولًا عندما نتحدث عن خطورة الفتوى لا بد أن نعي أن هذا الشباب لديه غيرة أولًا على دينه وعلى عاداته وتقاليده وهذه الغيرة الجماعات المتطرفة تأخذها كمنطلق لتوظيف الشباب في الأحزاب والجماعات المتطرفة، وبالتالي يكون الدخول لهم من خلال طرح فتاوى بتأويل النصوص تأويل غير متوافق مع الشرع نفسه وكمثال تكون هناك فتوى دافعها الغيرة على الدين وحفظ الشرع وأيضًا منطلقها مثلا الجهاد في سبيل الله ومثل هذه الأمور عندما يتم طرحها على الشباب من أهل عدم الاختصاص أو من الغير مؤهلين لطرح الفتوى يكون هناك توظيف خطير جدا لهؤلاء الشباب واستغلال حماسهم وغيرتهم على الدين في أمور تعود بالضرر على المجتمع وعلى الوطن والدين في المقام الأول.
*هل هذه المحاور تلمس المرأة؟
- مما لاشك فيه أن موضوع المرأة في الشريعة الإسلامية محفوظ، فالإسلام حفظ حق المرأة بشهادة غير المسلمين قبل المسلمين فالعديد من الفلاسفة والمفكرين الغربيين أشادوا بأن الدين الإسلامي حفظ للمرأة حقوقها ونظر إليها نظرة نحن الآن نراها في المجتمعات الإسلامية عندما تقارن في المجتمعات الأوروبية على سبيل المثال أو المجتمعات الغربية نجد أن حقوق المرأة جاءت في القرن العشرين، بينما الإسلام حفظ هذه الحقوق من القرن الأول منذ البعثة النبوية لكن للأسف من خلال التاريخ الإسلامي كانت هناك سلطات سياسية وبعض الجماعات التي كانت تحاول تهميش المرأة لأغراض سياسية وشخصية فتم التأثير على مكانة المرأة في التاريخ الإسلامي ليس بسبب الإسلام أو الشرع لكن بسبب الأهواء السياسية والأهواء الشخصية، لكن نحن نلاحظ الآن في الفترة الأخيرة خاصة في العقد الأخيرأو العقدين الأخيرين أن هناك استعادة لمكانة المرأة وحقوقها خاصة في العالم الإسلامي بفضل إصرار متخذي القرار ورؤساء الدول وأيضًا لا ننقص حق أهل العلم وأهل الشرع في إحياء هذا الموضوع، فعلى سبيل المثال لدينا في الإمارات عضوة لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أيضًا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عين مستشارة له، هذه الأمور تعيد مكانة المرأة التي حفظها الشرع من الأساس.
ما دور التشريعات في حماية البيئة وأثرها على التغيرات المناخية؟
- عندما يكون الحديث عن الشرع أو الإسلام سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية، دائما تستخدم مصطلح أن في اختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب تفكروا في ملكوت الله، فكل هذه الأمور هي من أساس تفكر الإنسان وإيمانه بقدرة الخالق "عز وجل"، علاوة على ذلك هذه الأرض الله "سبحانة وتعالى" جعل الإنسان خليفة فيها فمن باب أولى أن يحافظ عليها و لابد أن يدرك أنه ليس وحيدًا يعيش على هذا الكوكب هناك أيضًا مخلوقات أخرى والله جعل الإنسان خليفة ليحافظ عليها ويجعلها مواكبة ومهيئة لكي يعيش عليها الجميع وبالتالي الحفاظ على البيئة وسن القوانين هي من منطلقات تأتي مكملة لما حثه علينا الشرع الكريم والدين الإسلامي الحنيف.
ما دور مصر في كل هذا ؟
- مصر تعتبر في طليعة الدول العربية سواء في الشريعة الإسلامية والأزهر الشريف وفي علمائها الاجلاء، وكذلك في الفكر وفي التعليم من خلال المؤسسات الفكرية والعلمية التي تتواجد على هذه الأرض المباركة كذلك العالم العربي والإسلامي ينظر لمصر كقائدة لهذه الحراك لذا لا يمكن لأي حال من الأحوال أن يكون هناك نجاح لأي فكرة أو أي مشروع دون الاعتماد جمهورية مصر العربية وعلى كوادرها العلمية والشابة.