رغم الاستعدادات الموسمية المبكرة التى يطلقها أهالى محافظة شمال سيناء كل عام لصيد طيور السمان المهاجرة من أعماق أوروبا خلال الفترة من مطلع شهر سبتمبر الجارى وحتى منتصف شهر أكتوبر المقبل، الا أن موسم صيد السمان هذا العام تراجع بشكل ملحوظ أسوة بما حدث العام الماضى حيث تراجعت أعداد أسراب طيور السمان المهاجرة من أوروبا الى الشريط الساحلى لجمهورية مصر العربية بشكل عام.
كشف أشهر صائد سمان فى محافظة شمال سيناء، حود الجيد، أبن قبيلة الفواخرية بمدينة العريش، أسباب تراجع صيد السمان العامين الأخيرين؛ وقال إن طيور السمان تهاجر بأعداد كبيرة من أوروبا وصولا الى محافظة شمال سيناء ولكن تلاحظ تراجع أعداد أسراب السمان القادمة من أوروبا العامين؛ الماضى والجارى بسبب تغير المناخ والحرائق التى نشبت فى العديد من غابات أوروبا تسببت فى قتل وحرق أفراخ السمان الوليدة المفترض أن تهاجر الينا بعد ولادتها لكن الحرائق التى اندلعت فى غابات أوروبا العامين الأخيرين تسببت فى تراجع هجرة طيور السمان الى مصر وأفريقيا بشكل ملحوظ.
وأضاف «الجيد» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن أهالى محافظة شمال سيناء يستعدون مبكرا من كل عام لصيد السمان ويطلق عليه الأهالي هنا «وليمة الخريف» أو «فاكهة الخريف» نظرا لعشقها الشديد لأكل هذا الطير المحبوب لدى أهالى المحافظة فينصب الاهالى الشباك بطول ساحل البحر المتوسط بمدن العريش وبئر العبد ورفح والشيخ زويد عقب استخراج التصاريح اللازمة لصيد السمان من الجهات المعنية ووزارة البيئة.
وينصب الاهالى ما يسمى بالمناصب أو الكراكيب وهى عبارة عن عوارض خشبية تثبت عليها الشباك لصيد السمان وبعض الطيور المهاجرة الأخرى وهناك من ينصبون الشباك مباشرة على الأشجار ويقومون بإصدار صفير معين للسمان لاستدراجه لدخول هذه الشباك وهى طرق موروث وتقاليد شعبية فى سيناء.
ويبدأ موسم الصيد من مطلع شهر سبتمبر الجارى حتى منتصف أكتوبر القادم من كل عام الا ان تغير المناخ أثر على وصول السمان بأعداد كبيرة هذا العام مما أدى الى ارتفاع سعر جوز السمان الى ٧٠ جنيها فى الاسواق.
وأوضح الجيد، أن هناك فريقين لصيد السمان هما الهواة وصيادين يعتمدون على صيد السمان كمصدر رزق لهم ولأسرهم وهناك طرق عديدة لأكل السمان على الطريقة السيناوية منها عمل السمان بالشوربة والفتة السيناوى أو حشو السمان بالفريك أو الأرز أو مشوى على الفحم مع الفطير الاسمر السيناوى أو أكله سمان تعرف بفوالة السمان وهى أكلات شعبية سيناوية يعشقها أهالى سيناء مما جعل الأهالى يطلقون على اكل السمان بوليمة الخريف أو فاكهة الخريف.
أشهر الطيور النادرة
وأضاف «الجيد»: لا نعتمد على أكل وصيد السمان فقط فى شمال سيناء بل إن هناك أنواع أخرى من الطيور النادرة المهاجرة لشمال سيناء نحرص على صيدها وهى طيور نادرة مثل أبو النوم وصفرية وصرد وفساسى والحمام القمرى وهى طيور لها شباك خاصة مختلفة عن شباك صيد السمان ننصبها فى مزارعنا خاصة طيور الصفارى لها شباك خاصة.
وتابع قائلا: فضلا عن صيد بط البلبولى وهى نوع جيد ه مذاق طيب من أجود أنواع البط المهاجر وله أيضا شباك صيد خاصة وهى طيور لا تقدر بثمن فالحمام القمرى مثلا اذا جرى صيده بأعداد كبيرة فثمن جوز الحمام القمرى يقدر بحوالى ٤٠٠ جنيها مصريا ويتم تصديره لدول الخليج بأسعار خيالية لأنه مطلوب بشدة فى دول الخليج كونه الاكله المفضله لدى صقور الشهينى فضلا عن كون الحمام القمرى يعالج بعض أمراض الذكورة.
ولفت «الجيد»، إلى أن السمان بشكل عام يعتبر أكل عيش الغلابة لكنه شاحح هذا العام ومرتفع ثمنه عن الأعوام السابقة، وأن تقديرات أعداد طيور السمان التى تصل الى محافظة شمال سيناء كل عام حسب احصائيات عديدة منها البيئة تقدر بحوالى ربع مليون طائر مفترض وصوله الى شمال سيناء كل عام لكن ما وصل الى شمال سيناء العام الجارى والماضى اعداد تقل كثيرا جدا عن الاحصائيات التى عملناها من أكثر من جهة بسبب تغير المناخ.
الحاجة حليمة أقدم صائدة سمان
أما عن أشهر صائدى السمان فى محافظة شمال سيناء فتأتى الحاجة حليمة رفاعى ٧٧ عاما كأشهر وأقدم صائدة سمان فى محافظة شمال سيناء، وهى مقيمة بحى أبى صقل الساحلى بمدينة العريش وتنطلق هى وأحفادها للإقامة على شاطيء البحر بالقرب من مسكنها فتنصب الشباك وتنتظر صيد السمان وهى سيدة سيناوية من طراز فريد عاصرت ثلاثة حروب متواصلة وتشتهر بالطيبة بين أهالى العريش والجميع يحبها ويتوددون إليها ويقومون بزيارتها ومشاهدة شباكها التى تنصبها على طول الشاطيء بنطاق حى أبى صقل الساحلى.
المؤرخ المؤرخ السيناوى عبد العزيز الغالى قال إن أهالى سيناء يستبشرون بسماع زقزقة أول طائر المعروف باسم شرقرق فوق سطح مياه البحر المتوسط على شواطئ سيناء وهو طائر التشريفة الذى يعلن عن قدوم طائر السمان؛ موضحا أن طائر السمان المعروف باسم «الفر» لا يأتى منفردا بل مصاحبا معه طائر المرعة والزرزور واليمام والحمام البرى فى هجرة موسمية من خريف كل عام حيث تنصب الشباك ليتم اصطياده من رفح حتى السلوم على امتداد شاطئ البحر المتوسط، ويستمر هذا الموسم قرابة الشهر وبضعة أيام خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر من كل عام.
وأوضح «الغالى»، أنه يعبر حدودنا أكثر من ٣٥٠ ألف طائر سنويا ويصل ما يتم صيده منها نحو ٢٠٠ ألف ليواصل من أفلت من شباك السيناويين مسيره إلى العمق الأفريقى حيث الدفء والغذاء، وتعتبر محافظة شمال سيناء رائدة فى صيده ويحرص السيناويون على تذوقه ولو مرة واحدة على الأقل باعتباره فاكهة الطيور.