التنمية المستدامة مفهوم يميل إلى التعقيد، ولتبسيطه يمكن وصفه في محورين، الأول: الحفاظ على الموارد المتواجدة في الأمم، والثاني: حسن استغلال تلك الموارد التي تنعم بها مصر وهي تعد كنوز ثمينة تملكها مصر العظمي
وقد نجحت مصر في تحقيق مفهوم الاستدامة بمحوريه فقد تم تشييد ما يزيد عن 16000 مشروع قومي، وبدأت الأحلام تتحقق لكنن دائما نريد الأفضل، ففي مجال التعليم تحقق تقدم ملحوظ عن طريق إدخال مناهج "تيكتسو" التي تعتمد علي بناء الإنسان، وتنمية قدراته، وحسن استغلال المواهب البشرية، كون العنصر البشرى هو أهم ما تملكه الأمم.
و ترتكز مناهج "تيكتسو" علي تعليم الأطفال، الاخلاقيات والسلوكيات المحمودة، والهدف من بناء العنصر البشري هو أسمى الأهداف لدى اي أمة، ولكن إذا تم إضافة مادة عن التربية البيئية، والتي يمكن ان تساهم في تحويل السلوك غير المرغوب فيه تجاه البيئة لسلوك بيئى مرغوب فيه من خلال فنيات تعديل السلوك، ستكون قد أضيفت ميزة جديدة لها بناء الإنسان المصري ليصبح شخص متكامل.
ومن التعليم إلى الزراعة، لنرى كيف تحقق الحلم المصري في تحقيق الاستدامة في مجال الزراعة في ثمان سنوات من الإنجازات الزراعية، تم تنفيذ ما يقرب من 320 مشروعا زراعيا بتكلفة 42 مليار جنيه، وإنجاز 3 مليون فدان في شمال ووسط الدلتا وغيرها، ومشروع توشكي العملاق وتدريب ما يقرب من 8000 مستخدم في الجمعيات الزراعية، ووجود هجين ل24 نوعا من المحاصيل الزراعية.
ولكن لماذا لا نزرع البكتريا النافعة والطحالب الخضراء التي ستعمل حتما إذا تم ذلك في الحد من الفقر الغذائي، وعمل معامل لصناعة العقد النتروجينية للتربة وصناعتها من الماء والخلايا النباتية؟
و لما لا يتم بدلا من حرق قش الأرز تحويله مع البقايا النباتية الي كمبوست كسماد عضوي، وربما يدخل في صنع الألياف الصناعية .
ومن التعليم والزراعة للصناعة نشاهد كيف تحولت إلى عملاق في صناعة الشرائح الالكترونية، وبات ذلك من الأشياء التي تدعو للفخر، استخدام مصر الرمال البيضاء في الصحراء الغربية لإنتاج الشرائح الالكترونية، والتي ستغزو الأسواق العالمية
ولكن ماذا لو استخدمت في صناعة زجاج السيارات الكهربائية بتزويد ميزة لحماية من اشعة الشمس الضارة بتطعميها بجزيئات النانو والضخ الالكتروني؟ وربما يتم التصدير للخارج.
وأخيرا، نحن دائما في حاجة إلى نظرة أشمل لكل جوانب التنمية المستدامة وتطبيقها في كل المجالات لنحقق على أرض الواقع ما نحلم به.
