السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المخدرات.. تجارة الموت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصبحت المخدرات من أكبر المشاكل والتحديات التى تواجه مجتمعنا، ومن أخطر القضايا التى تهدد أسرنا وشبابنا وتنذر بانهيارها،بل زاد خطرها إلى درجة استخدامه كسلاح خفى فى الحروب بين الدول مستهدفًا بشكل خاص الشباب من أجل تحويلهم من قوة وطنية فاعلة ومنتجة إلى قوة مدمرة تشل حركة ذلك المجتمع وتبدد ثرواته، ومهما تنوعت أشكال المخدرات وأنواعها فهى من أخطر الآفات الاجتماعية التى تعصف بمجتمعاتنا لما لها من آثار سلبية جسيمة على كل من الفرد والأسرة والمجتمع، وتكمن أهمية التوعية بمخاطر الأدمان والمخدرات فى كونها حائط الصد الأول فى مواجهة هذه الظاهرة، خصوصًا إذا كانت برامج التوعية تستهدف فى الأساس فئتى المراهقين والشباب اللتين تعتبران القوة الرئيسية فى عملية الإنتاج والتنمية، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر الفئات العمرية تعرضًا لأخطار المخدرات هم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة، وأن 67% من مدمنى المخدرات تكون بدايتهم مع المواد المخدرة فى سن المراهقة،الأمر الذى يؤكد أهمية التركيز على توعية هذه الفئة مبكرًا، ثم معالجة الأسباب أو العوامل التى تقف وراء تفكيرهم فى تعاطى المخدرات سواء كانت نفسية أو أسرية  .
لقد شهدت تجارة المخدرات تطورًا سريعًا خلال السنوات القليلة الماضية، ولم يعد الترويج لها مقتصرًا على الوسائل التقليدية، وإنما أصبح يتم من خلال بعض المواقع الألكترونية التى تتخفى تحت صفة شركات لبيع المواد العشبية الطبية، وتروج للمخدرات الصناعية باعتبارها عشبة تساعد على تحسين المزاج وتنشيط الذاكرة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر هذه بين النشء والشباب، مستغلة فى ذلك ما تتسم به هذه الشريحة العمرية من رغبة فى التقليد وتجريب كل جديد من دون وعى بمخاطره، ولهذا فأن التوعية بالمخدرات والتحذير من آثارها السلبية فى الصحة النفسية والعقلية والعضوية أو تلك المتعلقة بالآثار الاجتماعية ينطويان على أهمية بالغة، لأن مثل هذه التوعية تمثل رادعًا يمنع الأطفال والنشء من التفكير فى الإقدام على تجربة التعاطى، وكذلك فى إقناع الذين يتعاطون بالفعل بالتوقف والانخراط فى البرامج العلاجية والتأهيلية.
لهذا فإن التوعية بمخاطر المخدرات ينبغى أن تمزج بين الترهيب والترغيب عبر إظهار الجوانب الخطيرة والهدامة للمخدرات على الفرد والمجتمع بشكل عام، والترغيب فى العلاج لكل من ادمنها، وإعادة الأمل إليه فى إمكانية العلاج والانخراط فى المجتمع من جديد، وهذا ما تحرص عليه وزارة الداخلية فى حملاتها التوعوية المختلفة، كما تبذل مؤسسات الدولة والحكومة جهد فى منع انتشار وتداول مثل تلك المواد الضارة، وللمدارس دور كبير فى رفع وعى الشباب بمخاطرالأدمان والمخدرات فانها البيت الثانى للشباب، كما أن لدور العبادة أهمية كبيرة فى مكافحة مثل تلك العادات السيئة، فجميع الأديان السماوية تدعونا للأبتعاد عن المخدرات و الألتزام بالأداب والقيم الحميدة فيجب أن تخصص دور العبادة خطب لحث الشباب على استغلال وقتهم بشكل مفيد، كما يجب على رجال الدين دعوة الشباب لممارسة الرياضة لانها تساعدهم فى تفريغ الطاقات السلبية  .
كما أن الأسرة هى الأساس فى بناء المجتمع وعليها الدور الأول فى التربية والتهذيب بذلك فإن الدورالرئيسى فى مكافحة المخدرات منوطاُ بها من خلال الاهتمام بتربية الأطفال منذ الصغرعلى القيم الدينية حتى ينمو داخلهم وازعًا دينيًا يجعلهم يبتعدون عن الإدمان، كما يجب أن تتابع الاسرة الأبناء وخاصة المراهقين وان يكونوا الأباء أقرب الأصدقاء لأبنائهم وأن يستمعوا لهم ولمشاكلهم الخاصة دون أن يعنفوهم أو ينتقصوا من أفعالهم بشكل مستمر، ومتابعة وملاحظة سلوكهم باستمرار وملاحظة أى تغير قد يطرأ عليهم ومعرفة السبب فى ذلك.
خلق الله تعالى الإنسان وميزه عن جميع المخلوقات الأخرى بالعقل والقدرة على الأختيار والتمييز بين الخطأ والصواب والحلال والحرام،فأن انتشار مشاعر الحب والتقبل بين أفراد المجتمع لها دور كبير فى الحد من انتشار الادمان، كما أن وجود مظاهر التكافل والترابط بين أفراده يقى المجتمع من مخاطر كثيرة مثل الناتجة عن انتشار وإدمان المخدرات.