أكدت البروفيسور ويندي هول، عالمة الحاسوب البريطانية، أن الإنترنت عالم مفتوح على الخير والشر، وأن جهود الحكومات في تأمين الهجمات والممارسات اللاأخلاقية يمكن أن تحدَّ من سلبيات استخدامه، إلا أن القيم الأخلاقية هي الكفيل الأول والأهم في تجاوز تحديات الشبكة العنكبوتية.
جاء ذلك خلال حديثها إلى الفرق المشاركة في "تحدي عوالم المستقبل" ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال تحت شعار "تحديات وحلول"، تحدثت فيها ويندي هول إلى الفرق المشاركة في جلسات "تحدي عوالم المستقبل"، التي تأهل منها ثلاث فرق للمنافسة على جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، عن فئة "أفضل تحدٍّ لمبادرات المستقبل في الاتصال الحكومي"، ضمن فعاليات الدورة الـ11 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.
خوارزميات معقدة
وفي حديثها حول تجربتها الممتدة لفترة ما قبل ابتكار الإنترنت، أشارت ويندي هيل إلى أنها نجحت قبل اختراع تقنيات البحث عبر الإنترنت في ابتكار خوارزميات معقدة استطاعت من خلالها أن تبحث في الصور والفيديوهات، لافتة إلى أن شبكة الإنترنت بدأت بموقع أو موقعين، ثم ما لبثت بعد عقود أن تحولت إلى تريليونات المواقع، في تسارع كبير فاق توقعات الأجيال الأولى التي عاصرت بواكير تكنولوجيات الشبكة العنكبوتية.
تميزت ويندي هول بمساهماتها في فهم تفاعلات البشر مع أنظمة معلومات الوسائط المتعددة واسعة النطاق، وقد تطورت أفكارها المبكرة بالتزامن مع تطوير شبكة الويب العالمية، وتركز أحدث أعمالها على تطوير مجال جديد لعلوم الويب يركز على فهم واستكشاف التأثيرات المختلفة والعلوم والتجارة والسياسة العامة التي تقود تطورات الشبكة، وهندسة مستقبل الويب.
أفكار إبداعية
وعملت الفرق الجامعية السبعة على مدى ثلاثة أيام من المنتدى، للخروج بالأفكار الإبداعية التي تسهم في تصميم المستقبل وصياغته، من خلال سلسلة من ورش العمل الجماعية، حيث اختتمت بتقديم كل مجموعة منها أفكارها عبر عروض تقديمة أمام لجنة تحكيم التحدي، وتم اختيار كل ثلاث فرق تأهلت للفوز بالجائزة الختامية من جائزة الشارقة للاتصال الحكومي.
وقال الدكتور عمرو عبد الحميد، مدير المركز الإعلامي بالجامعة القاسمية: "تفخر الجامعة القاسمية بأنها أول جامعة تدرس مساق "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام" على مستوى الإمارات، حيث تعد مشاركة فرقنا الطلابية في "تحدي عوالم المستقبل" ضمن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي" هو تحدٍّ للطلبة المشاركين، الذين درسوا هذا المساق، وبالتالي كان لديهم حماس كبير في مشاركتهم بالتحدي، الذي ولَّد لديهم الإصرار للوصول إلى التصفيات النهائية لاختيار الفائز بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي".
ويهدف "مختبر تحديات المستقبل" إلى تمكين المشاركين من اكتساب مهارات وآليات تساعدهم على الانتقال من عملية استهلاك التكنولوجيا إلى إنشاء التكنولوجيا، في إطار مواجهة التحديات العالمية المستقبلية في قضايا الصحة والتعليم وفرص العمل، بما يخدم استراتيجيات الاتصال الحكومي.
ويشارك في المنتدى أكثر من 160 متحدثا من مختلف دول العالم، من أبرزهم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وفيليبي كالديرون الرئيس السابق للمكسيك، الرئيس الفخري للجنة العالمية للاقتصاد والمناخ، وكيم كامبل رئيسة وزراء كندا السابقة وجيم يونج كيم الرئيس السابق لمجموعة البنك الدولي، ووزيرة الثقافة دكتورة نيفين الكيلاني، وموهان موناسنج نائب رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
ويحتفي المنتدى هذا العام بأكبر عدد من الشركاء الاستراتيجيين في تاريخ دوراته الذي وصل عددهم إلى 29 شريكا يمثلون جهات ومؤسسات ومعاهد أكاديمية ومنظمات محلية وعربية ودولية منهم: مدينة الشارقة للإعلام "شمس" و"حكومة 01" وجامعة الإمارات وقناة سكاي نيوز عربية وأكاديميتها ووكالة أنباء الإمارات "وام"، ومؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية.
