اختتمت نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس، رحلة رسمية استغرقت أربعة أيام إلى آسيا بالتوقف في المنطقة منزوعة السلاح وشديدة التحصين التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، في رسالة دعم وإظهار التزام الولايات المتحدة بأمن حلفائها الآسيويين.
وذكرت وكالة أنباء (أسوشيتيد برس) الأمريكية، أن زيارة هاريس للمنطقة، في صباح اليوم الخميس، جاءت في أعقاب إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ وتزايد المخاوف من أنها قد تجري تجربة نووية جديدة، بينما أصبحت زيارة المنطقة منزوعة السلاح نوعًا من الطقوس بالنسبة للقادة الأمريكيين الذين يأملون في إظهار عزمهم على الوقوف بحزم ضد أي عدوان محتمل من قبل بيونج يانج.
وقد أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى، يوم أمس الأربعاء، بينما كانت هاريس في اليابان؛ للمشاركة في الجنازة الرسمية لرئيس الوزراء السابق شينزو آبي، وأطلقت صاروخًا واحدًا، يوم الأحد الماضي، لتصبح عمليات الإطلاق الشمالية في مستوى قياسي من اختبارات الصواريخ هذا العام.
وأشارت الوكالة إلى أن هاريس التقت، قبل الذهاب إلى المنطقة منزوعة السلاح، برئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في مكتبه في سول؛ حيث أشاد الطرفان بالتحالف بين بلديهما باعتباره "ركيزة أساسية للأمن والازدهار"، ووصف يون، وهو محافظ تولى السلطة في مايو، زيارة هاريس بأنها "نقطة تحول أخرى" في تعزيز العلاقات.
وتوقعت مصادر بارزة أن يكون الطرفان قد تطرقا إلى التهديدات النووية الكورية الشمالية المتزايدة والتزامات الولايات المتحدة بالدفاع عن الجنوب، وكذلك سبل توسيع الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين وإصلاح العلاقات المتوترة مؤخرًا بين سول وطوكيو لتعزيز تعاونهما مع واشنطن في المنطقة.
وأمضت هاريس، في وقت سابق، ثلاثة أيام في طوكيو، حيث شجبت "برنامج الأسلحة غير المشروع" لكوريا الشمالية خلال خطاب رسمي أدلت به بعد حضورها جنازة آبي، أما في واشنطن، فقد أعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير أن التجارب الصاروخية الأخيرة لبيونج يانج لن تردع هاريس عن التوجه إلى المنطقة المجردة من السلاح من أجل إظهار "التزام أمريكا الراسخ" بالأمن الإقليمي.
في غضون ذلك.. أوضحت "أسوشيتيد برس" أن يون كان قد رسخ حملته الانتخابية بتعهدات بتعميق شراكة سول الاقتصادية والأمنية مع واشنطن؛ للتغلب على التحديات التي يفرضها التهديد الكوري الشمالي ومعالجة مخاطر سلسلة التوريد المحتملة والتي تفاقمت بسبب وباء كورونا والتنافس بين الولايات المتحدة والصين والأزمة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، مع ذلك، شهد التحالف الأمريكي- الكوري الجنوبي بعض التوترات في الآونة الأخيرة بعد توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون جديد يمنع السيارات الكهربائية المصنوعة خارج أمريكا الشمالية من التأهل للحصول على إعانات حكومية أمريكية، مما قد يقوض القدرة التنافسية لشركات صناعة السيارات الكورية مثل هيونداي.
كان رد فعل الكوريين الجنوبيين هو شعور بالخيانة وخيبة الأمل- حسبما أبرزت الوكالة الأمريكية- بينما أكدت هاريس في طوكيو أن البيت الأبيض تعهد بمواصلة التشاور حول تطبيق القانون.
تعليقا على ذلك.. قال سكوت سنايدر، زميل دراسات كوريا في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن- في تصريح خاص لـ"أسوشيتيد برس": إن الخلاف حول السيارات الكهربائية تزايد بسرعة نارية بنحو لا يمكن للمسئولين الأمريكيين تجاهله، على الرغم من أنه قد لا يكون هناك حل بسيط.
وأضاف سنايدر: "أن القضية أخذت مستوى من الإلحاح يجعلها مشكلة سياسية تتطلب إدارة، ولا أعرف أنه سيكون من السهل على إدارة بايدن القيام بذلك"، فيما قالت إيلاريا مازوكو، الزميلة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن المسألة تتعلق بما إذا كان قانون خفض التضخم يهدف إلى خلق وظائف أمريكية أو نقل سلاسل التوريد خارج الصين.