شهدت أوروبا الكثير من الأحداث السياسية والتاريخية والأسطورية أيضًا خلال تاريخها الطويل وبخاصة في فترة العصور الوسطي عاشت مناطق عديدة من القارة الأوروبية على وقع حالة من الخوف بسبب أساطير قديمة حول كائنات خرافية تهاجم البشر، فبالتزامن مع إختفاء بعض الأهالي وغرق أحد القوارب شهدت المنطقة حالة رعب هستيرية ولم يتردد السكان في تحميل الوحوش الأسطورية مسؤولية هذه الشرور التي كانت تصيبهم.
ولعب المستكشفون والتجار دوراً هاماً في نقل مثل هذه الخرافات من مناطق إلي أخري بناءً علي القصص الغريبة التي كانوا يتحدثون عنها عقب عودتهم من رحلاتهم، ومن أهم الوحوش التي أرعبت القارة الأوروبية خلال فترة العصور الوسطي:
-المانتيكور:
يصنف وحش المانتيكور الخرافي واحد من أخطر الوحوش التي طالما أرعبت المسافرين وسكان القري النائية، وجاء ذكر هذا الوحش من قبل الطبيب والمؤرخ الإغريقي كتسياس، الذي تواجد لفترة من الزمن ببلاد فارس ، وبلاد الهند، وخلال فترة مكوثه ببلاط الملك الفارسي أرتكسركسيس الثاني ووصف كتسياس هذا الوحش الأسطوري ذا الأصول الفارسية بالمتعطش للدماء، وأكد أن شكله كان مرعباً حيث امتلك المانتيكور جسد أسد، ورأس إنسان، وكانت لديه 3 صفوف أسنان، بينما امتد فمه من أذن إلى أخرى.
وكان لهذا الوحش الأسطوري ذيل شبيه بذيل العقرب وتوجد بآخره عدد هائل من الأشواك السامة التي يستخدمها المانتيكور للإجهاز على فرائسه البشرية قبل إبتلاعها بشكل كامل.
-الكراكن:
خلال العصور الوسطي عاش البحّارة علي وقع حالة من الخوف عند إبحارهم بالمياة العميقة ويعود السبب في ذلك إلي الأساطير التي تحدثت عن كائنات بحرية عملاقة تتغذي علي اللحم البشري، ويعد وحش البحار الكراكن والذي سجل حضوراً هاماً في الفلكلور النرويجي أبرز الوحوش البحرية التي أثارت الرعب في نفوس البحارة، ويجد وحش الكراكن الخرافي أصوله في شخصية الوحش النرويجي hafgufa الذي يصنف كسمكة عملاقة تعتمد على الفتك بالبشر، وكان وحش الكراكن عبارة عن أخطبوط عملاق أثار الرعب ما بين النرويج وغرينلاند عن طريق مهاجمة كل السفن التي تبحر هناك حيث يقوم هذا الوحش بإغراق السفن وطواقمها نحو القاع.
-الغرفين:
يعتبر واحد من أهم الوحوش الأسطورية في أوروبا وعمدت أسر حاكمة ومدن عديدة إلي إستخدامه كرمز لها حتي الآن ليصنف الغرفين علي أنه أبرز كائن خرافي مؤثر في القارة، وامتلك الغرفين جسد أسد، ورأس وجناحي عقرب، وقد عمد الأخير إلي مهاجمة ضحاياه والتحليق بهم عاليا قبل إلقائهم نحو الأرض، وحدث التجار الأوروبيون العائدون من آسيا الوسطي كثيراً عن هذا الوحش الغريب، فضلا عن ذلك قدم الكاتب والرحالة الإنجليزي جون ماندفيل وصفاً دقيقاً لهذا الكائن الخرافي، وبحسب عدد من الباحثين المعاصرين، جاء ظهور الغرفين خلال العصور الوسطي عقب عثور التجار خلال عودتهم نحو أوروبا علي أحفور أحد الديناصورات العملاقة ليقوموا بإختلاق القصص عن هذا الكائن الأسطوري.
-طائر الرخ:
سجل هذا الطائر الأسطوري العملاق انتقاله نحو أوروبا بفضل حركة التجارة، حيث عرف هذا الكائن أول ظهور له عند العرب من خلال قصص ألف ليلة وليلة، خاصة ضمن من قصة السندباد، وتحدث الرحالة الإيطالي الأصل ماركو بولو كثيراً عن هذا الوحش الأسطوري، وأكد علي حجمه الهائل، وقدرته علي الإمساك بحيوانات ضخمة مثل الفيلة والطيران بها لمسافات بعيدة قبل الشروع في أكلها، ويتجه بعض الباحثين بالفترة المعاصرة إلي الربط بين طائر الرخ الأسطوري، وطائر الفيل، الذي يقدر طوله بنحو 4 أمتار، وتواجد الأخير بجزيرة مدغشقر قبل أن ينقرض بشكل نهائي في القرن السابع عشر.
-وحوش بلميس:
خلال رحلاتهم نحو كل من آسيا وإفريقيا، ولم يتردد الأوروبيون في نقل قصص مرعبة حول أقوام متوحشة، ولعل أبرزهم ما يعرف بوحوش بلميس الخرافية الذين كانوا بشرا كثيفي الشعر لكن دون رؤوس، وكانت أعينهم وأفواههم علي مستوي صدورهم، وجاء أول وصف لهذا القوم خلال القرن الخامس قبل الميلاد، حيث نقل المؤرخ الإغريقي هيرودوت وصفا لقوم بلا رؤوس وذوي أعين علي مستوي الصدر في شمال إفريقيا قبل أن يتناوله المؤرخ الروماني بلينيوس الأكبر خلال القرن الأول بعد الميلاد، وأتخذ هذا الكائن الأسطوري كمصدر إلهام علي العديد من الأعمال الفنية والثقافية خلال القرون التالية.
البوابة لايت
حقيقة الوحوش الأسطورية التي أرعبت أوروبا لسنوات طويلة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق