حظرت الحكومة الهندية الجبهة الشعبية الهندية، وهي جماعة متشددة ومتطرفة مثيرة للجدل، لمدة خمس سنوات بسبب ارتباطها بجماعات إرهابية، بحسب ما ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية اليوم الأربعاء.
ويأتي قرار الحكومة بالحظر بعد أن داهمت السلطات مكاتب الجبهة الشعبية في عدة ولايات واعتقلت العديد من قادتها.
بشأن الحظر
وتقول الحكومة إنها حظرت الجبهة الشعبية والمجموعات المرتبطة بها بسبب قيامها "بأنشطة غير قانونية تضر بسلامة وسيادة وأمن البلاد."
وكشفت الحكومة عن صلات الجبهة الشعبية بالجماعات المتشددة والمتطرفة المحظورة، بما في ذلك الحركة الإسلامية الطلابية وجماعة المجاهدين في بنجلاديش وكذلك تنظيم داعش.
وتعمل الجبهة الشعبية وشركاؤها التابعة لها تحت غطاء منظمة اجتماعية واقتصادية وتعليمية وسياسية، لكنهم في الحقيقة يتبعون أجندة سرية متطرفة تعمل على تقويض الديمقراطية في البلاد، بحسب ما قالت وزارة الداخلية الفيدرالية في بيان.
وتقول التقارير إنه تم اعتقال أكثر من 250 شخصًا مرتبطين بالجبهة الشعبية خلال مداهمات جرت في 22 سبتمبر و 27 سبتمبر.
وتمت عمليات الاعتقال من قبل وكالة مكافحة الإرهاب ووكالة التحقيقات الوطنية.
وقالت وكالة التحقيقات الوطنية إنها صادرت خلال عمليات الاعتقال "وثائق تجريم وأموال وأسلحة حادة وعدد كبير من الأجهزة الرقمية".
ما هي الجبهة الشعبية؟
تأسست الجبهة الشعبية في عام 2006، وتصف نفسها بأنها "منظمة اجتماعية غير حكومية".
وظهرت الجبهة الشعبية بعد أن اندمجت مع جبهة التنمية الوطنية، وهي منظمة مثيرة للجدل تأسست في ولاية كيرالا بعد سنوات قليلة من هدم مسجد بابري في عام 1992، مع منظمتين أخريين من الجنوب. وعلى مدى السنوات القليلة التالية، طورت قاعدة أوسع مع اندماج المزيد من المنظمات في جميع أنحاء الهند معها.
وفي الوقت الحالي، تنشط الجبهة الشعبية، التي لها وجود قوي في ولايتي كيرالا وكارناتاكا، في أكثر من 20 ولاية هندية.
لماذا تعتبر الجبهة الشعبية مثيرة للجدل؟
وجهت الحكومة مجموعة من التهم ضد الجبهة الشعبية وأعضائها، بما في ذلك "إثارة الفتنة وخلق العداوة بين مختلف شرائح المجتمع واتخاذ خطوات لزعزعة استقرار الهند."
وتم تسليط الضوء على الجبهة الشعبية لأول مرة في عام 2010 بعد هجوم على أستاذ جامعي في ولاية كيرالا. وأدانت المحكمة بعض أعضاء الجبهة الشعبية بالهجوم.
وفي الآونة الأخيرة، تم اتهام أعضاء من الجبهة الشعبية أيضًا بقطع رأس رجل هندوسي في ولاية راجستان الغربية في يونيو.
وقبل بضعة أشهر، كشفت الشرطة في ولاية بيهار الشرقية عن أن الجبهة الشعبية وزعت وثيقة تشجع على التشدد والتطرف.
كما وجهت السلطات اتهامات للجبهة الشعبية بارتكابها حوادث عنف سياسي.
وفي عام 2018، في مدينة ارناكولام الساحلية في ولاية كيرالا، اتُهم نشطاء الجبهة الشعبية بطعن زعيم اتحاد الطلاب اليساري في الهند حتى الموت.
ما مدى قوة الجبهة الشعبية على الأرض؟
يحظى قادة الجبهة الشعبية باهتمام إعلامي كبير للخطب التي يعتبرها البعض استفزازية.
وتزعم الجبهة الشعبية أن لديها قاعدة دعم كبيرة، لكنها لم تتمتع بالكثير من النجاح السياسي حتى الآن. وشارك حزبها السياسي "الحزب الديمقراطي الاجتماعي الهندي" في الانتخابات المحلية في ولاية كيرالا وحقق نجاحًا متواضعًا، لكنه لم يفز بأي مقاعد برلمانية.
وقال عادل مهدي الأستاذ المتقاعد من الجامعة الملية الإسلامية الهندية، إن الجبهة الشعبية ليست قوة سياسية أو اجتماعية مهمة في الهند، مضيفا أن تأثيرها يقتصر بشكل أساسي على ولاية كيرالا وبعض الولايات الجنوبية الأخرى، وأوضح أن المسلمين في بقية أنحاء البلاد لا يعرفون حتى بوجودها ككيان سياسي.
وفي وقت سابق من هذا العام، اتهمت حكومة ولاية كارناتاكا الجبهة الشعبية بالتحريض على الاحتجاجات بعد أن منعت مدرسة في الولاية الطالبات من ارتداء الحجاب.
وطالبت شرائح كبيرة من المجتمع الهندي منذ فترة طويلة بفرض حظر كامل على الجبهة الشعبية ووصفتها المحكمة العليا في ولاية كيرالا ذات مرة بأنها "منظمة متطرفة".