سلط مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على مناشدة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي الدول الغربية بالتحرك السريع لمساندة بلاده في ظل التهديد الروسي باستخدام السلاح النووي ضد بلاده ومساعي موسكو لحشد المزيد من القوات للمشاركة في الحرب الحالية في أوكرانيا.
وأضاف المقال، الذي كتبه الصحفي بول سوني، أن الرئيس الأوكراني طلب من الدول الغربية اتخاذ رد فعل وقائي ضد روسيا التي تستعد حاليًا لضم أجزاء من أوكرانيا إلى أراضي الاتحاد الروسي إلى جانب إرسال مئات الآلاف من الجنود الروس للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وحذر الرئيس الأوكراني، في كلمة وجهها عبر الفيديوكونفرس لأكاديمية "هارفارد كينيدي للإدارة الحكومية"، الدول الغربية من مغبة التباطؤ في اتخاذ خطوة استباقية ضد التوجهات الروسية، موضحًا أنه يجب على الغرب عدم تضييع المزيد من الوقت ويجب عليه ألا ينتظر تصعيدأً روسيا حتى يبدأ في اتخاذ رد الفعل المناسب.
ويشير الكاتب إلى أن أوكرانيا تواجه في الوقت الراهن موقفًا صعبًا على أرض المعركة في الوقت الذي تضاعف فيه القوات الروسية تهديدها باستخدام السلاح النووي إذا لزم الأمر للدفاع عن أراضيها، التي سوف تنضم إليها لاحقًا، في شرق أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه تشير تقارير واردة من المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا أن الاستفتاء الذي أجري مؤخرًا لضم تلك المناطق للأراضي الروسية أظهر أن الغالبية العظمى من سكان تلك المناطق تؤيد الانضمام لروسيا.
ويوضح الكاتب أن القوات الأوكرانية كانت قد أحرزت بعض الانتصارات العسكرية في المواجهات الحالية بين الطرفين في أوكرانيا حيث تمكنت من استرداد أجزاء من الأراضي التي بسطت القوات الروسية سيطرتها عليها منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.
إلا أن ذلك التقدم من جانب القوات الأوكرانية، كما يقول الكاتب، يواجه الآن صعوبات بالغة على ضوء إعلان روسيا التعبئة العسكرية الجزئية لضم ما يقرب من 300، 000 مجند للقوات الروسية المحاربة في أوكرانيا وهو ما يعني تغيير موازين القوى في ساحة القتال، مما دفع أوكرانيا إلى الإلحاح على الدول الغربية في إرسال المزيد من الدعم العسكري حتى تتمكن من الصمود في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.
ويشير الكاتب إلى تصريحات الرئيس الأوكراني التي أكد فيها أن روسيا تمارس "ابتزازًا نوويًا" من خلال تهديدها باستخدام السلاح النووي في بلاده، وأنه يجب على المجتمع الدولي السعي لضمان منع روسيا من شن أي هجوم نووي بدلًا من انتظار حدوثه ثم يبدأ في التفكير في رد الفعل لهذا الهجوم المدمر.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى تصريحات الرئيس الأوكراني، التي أكد فيها أن السياسة الوقائية هي أساس أي سلام دائم لأنها تحول دون وقوع أي اعتداء كما أنها تنقذ العديد من الأرواح وهذا أفضل بكثير من انتظار حدوث الفعل لاتخاذ رد الفعل.