تداولت عدد من منصات التواصل الاجتماعي المحسوبة للأقباط والجروبات النشطة المهتمة بشؤون الطقس والعقيدة والأمور الإيمانية فيديوهات لخادم يدعى جميل رسمى، خلال مشاركته بمؤتمر شباب إيبارشية شرق المنيا "لوجوس"، وانتشر الفيديوهات كالنار في الهشيم، وحظت بهجوم عنيف من الكثيرين لما يرونها تعاليم تخالف العقيدة الأرثوذكسية.
جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر الشباب الجامعي الثاني والذي عقد تحت عنوان " يارب لماذا؟" في بيت الأنبا موسى بالعجمي في الإسكندرية خلال الفترة من 23 :25 سبتمبر الجارى، وتخلل الملتقى محاضرات وعظات للشباب.
تضمن أحد الفيديوهات للخادم ان الله اعطى سلطان كل شئ للإنسان بقوله:" إن الله أعطى آدم سلطان على كل الخليقة حتى أعطاها اسمًا وهوية وشخصية لكل حيوان مثلًا لو أدم قال للأسد أنت قط كان ’’ نونو‘‘ وكان انطبع شخصية القط على الأسد، وكان أدم يمنح الهوية للحيوانات من منطوق لسانه- بحسب قوله.
وزاد حدة الخلاف حديث الخادم عن العدالة من مفهومه بقوله :" عدالة الله اتجاة ادم وانه ليس من العدل ان يُحكم علي آدم بالموت بل يجب ان يقوم هو بذاته، واستشهد بمثال حادثة قتل نيرة اشرف الشهيرة حتى يوضح فكرته، بأنه ليس من العدل أن يُحكم علي قاتل نيرة بالقتل، بل أن يحكم لـ"نيرة" ذاتها بالحياة مرة اخري،واما عن القاتل يرجع إلى صوابه".
مما أدى لتفاقم الاشتباك عبر الفضاء الالكتروني، وراح الكثيرين يهاجمون أسقف شرق المنيا الأنبا فام باعتباره المنظم تارة وأخرى توجه اتهامات للخادم بأن تعاليمه تخالف النهج الارثوذكسي،ومن بين استفهامات المتابعين والمعلقين ، ووجه البعض تساؤلات لماذا اذاً عُقب الشيطان؟
لو ان مفهوم العدل من وجهة نظرك ان القاتل يشفى والمتوفي يقوم؛ فإذاً تم إلغاء فكرة العقاب والثواب، وما هي فائدة التجسد والفداء ووجود الفردوس والجحيم و الملكوت وجهنم النار؛ وانتقادات من البعض ودفاعًا من الأخر عن الاسقف بأنه يلتزم بالفكر القويم ولم يحضر عظة او محاضرة الخادم محل الجدل.
وبعد يومين من تداول الفيديو بصورة كبيرة وانتقادات واسعة خرج اسقف شرق المنيا بحديث للرد في إحدى عظاته والتي تم بثها مباشرة على صفحة الإيبارشية وخدمة الشباب.
قائلا:" أريد أن أوضح بعض الأشياء حول ما تم تداوله عن ملتقى الشباب الذي أقيم في الإسكندرية الشهر الماضي، وما أثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي عنه؛ نريد ان نقولها صريحة وبقوة نحن كأسقف وآباء كهنة وخدام شعب، لا نقبل أي فكر او تعليم او أي سلوك ضد التعليم الأرثوذكسي السليم‘‘.
وأضاف :" ان هذا الحديث أقوله في اجتماع الكهنة والخدام، نحن حراس لهذا الايمان وهذه الوديعة يجب علينا ان نحميها، وهذا الإيمان الذي قتل من أجله القديسيين؛ فليس من المعقول بعد هذا التاريخ كله أن نفرط به‘‘
وشدد على أنه لا يستطيع المزايدة عليهم ، وإذا كان بعض الخدام بهذا المؤتمر دعّو بعض الشخصيات التي تحمل أفكار غير ارثوذكسية؛ فهذا حدث عن طريق الخطأ، غير مقصود عن عدم معرفة‘.
واستطرد:" ناقشنا هذا الأمر مع الخدام و اعترفوا بالخطأ؛ ونود التأكيد كل أمور الكنيسة ليست مكانها السوشيال ميديا بل إنها تعالج داخل الكنيسة؛ وذلك لان السوشيال ميديا بها أصحاب الآراء الأخرى، وكل منهما يتشبث برأيه، وهذا قد يترتب عليه إفساد عقول بسطاء كثيرين‘‘.
واختتم قائلاً: ’’يجب علينا أن نثق بكنيستنا وخدامها، وإذا كان هناك أي أخطاء فسيتم معالجتها بحكمة داخل الكنيسة’’
