افتتح محمد حسنين، مدير متحف شرم الشيخ، والمهندسة ميريام ادوارد المشرف العام، مساء الثلاثاء، معرضا مؤقتا بعنوان "نشأة وتطور التعليم" والذي يلقي الضوء علي أحد أهم مجالات الحضارة الإنسانية بشتي أشكالها وهو التعليم، والذي كان بدوره ضرورة من ضرورات الحياة في مصر القديمة لبناء جيل يُعتمد عليه في تشييد الحضارة المصرية أرقي حضارات العصر القديم.
يأتي ذلك في إطار إحتفال وزارة السياحة والآثار بمناسبة مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، والذي يوافق اليوم 27 من شهر سبتمبر، اليوم الذي يتزامن مع يوم السياحة العالمي .
حتمية بناء جيل متعلم
شرح الفكرة وألقى الضوء على الفعاليات محمد حسنين، مدير المتحف، مؤكدا أن المصريين القدماء تركوا سجلاً رائعاً في مجال الحضارة الإنسانية بشتي أشكالها، وفطن المصري في زمنه إلي حتمية بناء جيل متعلم يُعتمد عليه في تشييد أرقي الحضارات الإنسانية في العالم القديم ومن هذا المنطلق سارع إلي الإهتمام بتزويده بسلاح العلم والتعليم. ولم يكن التعليم في مصر القديمة قاصراً علي الجانب المادي والروحي فقط بل تجاوز ذلك إلي ما يطلق عليه الآن بفلسفة التربية والتعليم.
إيمحتب قدسه المصريون
وأشار مدير المتحف إلى أن المصريين القدماء قدسوا أصحاب العلم والفكر والمعرفة والثقافة عن إيمانٍ ويقين، ورفعوا من شأنهم في حياتهم الدنيوية والآخروية إلي حد إلباسهم لباس القداسة وإنزالهم منزلة الآلهة، ويعد إيمحتب وزير الملك زوسر – الأسرة الثالثة خير مثال علي ذلك حيث قدسه المصريون، ورفعوه إلي مصاف الآلهة لما إمتلكه من معارف في كثير من المجالات، مثل الهندسة والطب. ومع تقديسهم للتعليم جعل المصريون القدماء إلهين للكتابة والعلم والمعرفة هما الاله سشات في العصر القديم والإله تحوت في العصر الحديث.
بيت الحياة
وأضاف مدير المتحف أن المصريين القدماء أطلقوا علي المدرسة لفظ "بر – عنخ" وتعني بيت الحياه كأول مدرسة ومكتبة عرفت في تاريخ الإنسانية وكانت خاصة بتعليم الكتابة، وجامعة لتعلم العلوم الدينية وعلوم الطب والرياضيات والفلك والجغرافيا والفنون، وأطلق عليها أيضاً اسم "عت – سبا" والتي تعني مكان العلم وكانت ملحقة بالمعابد في أغلب الأحيان.
كذلك تقديم جولات إرشادية مجانية للزائرين لمقتنيات المتحف بصفه عامه والمعرض بصفة خاصة،
بالإضافة إلى ذلك تمت إقامة ورشة عمل بعنوان صناعة الفخار سبقتها محاضرة عن أهمية الفخار في عصور مصر القديمة.
وأعلن محمد حسنين، مدير المتحف أنه ستقام غداً ورشة عمل قراءات أثرية بعنوان "رمث ان كمت" للتعرف علي مقتنيات المتحف من خلال تسليط الضوء علي أهمية حجر رشيد وفك رموزه ونشأة علم المصريات.