عرفت مصر منذ القدم بالمراسيم والذوق الرفيع في استقبالها للضيوف وذلك من عصر المصريين القدماء مرورا بالعصور التالية وحتى العصر الحديث، وكان هناك مراسم خاصة بزيارة رؤساء الدول لمصر في العهد الملكي، وتقدم “البوابة نيوز” نبذة عند تلك المراسم.
عند زيارة ملك أجنبي أو رئيس دوله أجنبيه لمصر زيارة رسمية باعتباره ضيفا على الملك يجري ترتيب الاستقبال في كل حالة علي حدة ، ويكون ذلك بالترتيب والإتفاق بين كبير الأمناء وبين ادارة المراسم في وزارة الخارجيه و بين رئيس البعثه السياسية الأجنبية التي تمثل دولة الضيف ؛ ويضع ديوان كبير الأمناء برنامج الزيارة بالإتفاق مع الجهات ذات الشأن بعد تحديد الأشخاص الذين يكونون في معية الضيف ومعرفة مراتبهم ودراجاتهم وتحديد مدة الزيارة وموعد الوصول ومكانه ، كما يلاحظ في تكليف ممثلي مصر في الممالك الأجنبيه التي يمر بها الضيف في طريقه الى مصر بالتوجه لإبلاغه تحيات الملك.
وتؤلف بعثة شرف بإرادة سامية وتوفد إلى الحدود أو ميناء الوصول لاستقبال الضيف ومرافقته إلى العاصمة وتبقى في معية الضيف طيلة زيارته الرسمية وتكون هذه البعثة عادة من :
• رئيس ( يكون أميرا أو أحد أصحاب المقامات الكبيرة )
• ممثل مصر لدى دولة الضيف العظيم
• أحد أمناء الملك
• ياور الملك
وإذا كان وصول الضيف بطريق البحر سيقابل ركبه في عرض البحر حرس شرف بحري مؤلف من بعض الوحدات البحرية، وحرس جوي من الطائرات وعندما يقترب الركب من الميناء تطلق قلعتها 21 مدفعا تحيه ، ثم ترسو السفينه في المكان المحدد لها ويكون المرسى مزينا باﻹعلام المصرية وأعلام دوله الضيف، وعند رسوها يصعد اليها ممثل دولة الضيف ورئيس وأعضاء بعثة الشرف والمحافظ و قائد عام بحرية الملك والقائد العسكري للمنطقة ، ثم يقدم مثل الضيف رئيس بعثه الشرف ويبلغ الرئيس الضيف تحيه الملك ثم يقدم له سائر أعضاء بعثة الشرف والمحافظ وقائد عام بحريه الملك والقائد العسكري للمنطقة وبعد أن يؤدي هؤلاء الثلاثة التحية ينزلون الى المرسى ويكون المحافظ وقائد عام بحرية الملك في الانتظار وينضم القائد الى حرس الشرف على الرصيف وكذلك ينزل أعضاء بعثة أشرف وحاشية الضيف الى المستقبلين بالمرسى.
ويصحب رئيس بعثة الشرف الضيف في نزوله من السفينه ويكون في استقباله عدا من ذكروا حسب الأحوال :
المدير العام لمصلحة السكك الحديدية والمدير العام للبلدية والمدير العام لإداره عموم الأمن العام والمدير العام لمصلحة المواني والمنائر والمدير العام لمصلحة الجمارك والمدير العام لمصلحة خفر السواحل وحكمدار البوليس.
ويؤدي له التحية حرس شرف من الجيش بعلمه وموسيقاه التي تعزف النشيد الوطني لدوله الضيف كما تطلق لمدافع تحية للضيف ويفتش الضيف حرس الشرف إذا شاء.
وتشرف على مرور أمتعة الضيف من الجمارك ونقلها إلى القطار والمحافظه عليها حتى تبلغ قصر الضيافه هيئة مؤلفة من المندوب السامي بالقصر الملكي ومندوب من المحافظة وأخر من حكمدار بوليس السكك الحديدية، بينما يقل الضيف قطار خاص إلى العاصمة وتزين محطه القيام بأعلام الدولتين ويصطف بها حرس شرف من الجيش لأداء التحية العسكريه ، وعند تحرك القطار تطلق المدافع ويرافق الضيف في القطار رئيس وأعضاء بعثة الشرف وأعضاء حاشيته وتزين المحطات التي يقف أو يهدئ فيها القطار بأعلام الدولتين ، ويكون في الانتظار بها محافظ ومدير الإقليم وكبار الموظفين المدنيين والعسكريين ويصطف بها حرس شرف من البوليس بموسيقاه وتطلق المدافع تحيه للضيف كما تزين محطة العاصمة بالأعلام والرياحين وتفرش بالبسط ويصف بها حرس شرف من الجيش بأعلامه وموسيقاه لتأدية التحية ، وعند وصول القطار ونزول الضيف يطلق 21 مدفعا ايذانا بوصوله ويؤدي حرس الشرف التحية وتعزف الموسيقى النشيد الوطني لدولة الضيف ويفتش الضيف حرس الشرف إذا شاء.
ثم يستقبل الملك ضيفه في محطة العاصمة ويكون في استقباله أيضا :
ولي العهد والأمراء والنبلاء و رئيس مجلس الوزراء وحملة قلادة فؤاد الأول ورئيس مجلس الشيوخ والنواب والوزراء وقائد عام القوات المسلحه ومحافظ العاصمة والمدير العام للبلديه وقائد حامية القاهرة ، كما يكون في الاستقبال أيضا كبار رجال القصر الملكي ، وبعد أن يقدم الضيف حاشيته الى الملك ويقدم الملك المستقبلين الى الضيف يصطحب الملك ضيفه يتبعه حاشيته وبعثة الشرف الى المركبات الملكيه ويكون الركب بالترتيب الآتي :
الضيف وعلى ساره الملك ثم بعض رجال حاشية الضيف ورئيس بعثه الشرف ثم بعض رجال حاشية الضيف وأكبر اعضاء بعثه الشرف ، وهكذا وأخيرا مركبة تقل اثنين من ياوران الملك.
وتصطف قوات الجيش على جانبي الطريق من المحطة الى القصر وعند مرور الراكب الملكي بكل كتيبه تعزف موسيقاها النشيد الوطني للضيف ويتقدم الموكب ويحف به فرسان الحرس الملكي وفرسان البوليس بحسب النظام المقرر لذلك ، وتزين الطرق التي يمر بها الموكب بأعلام الدولتين و ترفع الأعلام على دور الحكومة وتقام الزينة المناسبة ، ويسبق كبير الأمناء الركب الملكي الى القصر ليكون في الاستقبال ببابه .
وعند وصول الضيف الى القصر يؤدي له التحية حرس شرف من الحرس الملكي وتعزف الموسيقى النشيد الوطني للضيف ويصطحب الملك ضيفه الى الجناح المخصص له بالقصر ويصحب رجال التشريفات حاشية الضيف الى الأمكنة المعدة لنزولهم ، هذا إذا نزل الضيف بالقصر الملكي أما إذا نزل بقصر الضيافه فبعد أن يستريح قليلا بقصر عابدين يصحبه الملك الى قصر الضيافه في موكب يضم حاشية الضيف وبعثة الشرف مع استبدال المركبات بسيارات ملاكي تحرسها دراجات بخاريه ثم يحدد موعد في يوم الوصول لتقديم رؤساء البعثات السياسية الأجنبية المعتمدين للضيف ، وتقام مأدبة عشاء في القصر إحتفاء بالضيف يدعى إليها الأمراء ورؤساء البعثات السياسية الأجنبية وكبار رجال الدوله الرسميين وكبار رجال القصر الملكي ، تعقبها حفله ساهرة يدعى اليها باقي أعضاء السلك السياسي الأجنبي وكبار جالية الضيف وباقي رجال الدولة وكبار الأعيان ، وتتم الترتيبات بالإتفاق مع ممثل دولة الضيف ليقدم اليه أعضاء جاليته ويراعى ان يكون ذلك في اليوم الثاني للزيارة الرسمية .
وتتضمن مظاهر الإحتفال بالضيف بصفه عامة عدا ما تقدم من مأدبة عشاء بوزار الخارجية وعرضا عسكريا وسهرة في دار الأوبرا الملكية على أن ترتب بقية مواعيد برنامج الزياره بحسب الظروف والمناسبات لتشمل بعض زيارات ذات قيمة تاريخية أو ثقافية كزياره المتاحف والأثار والجامعات ، وتتم الترتيبات اللازمة لكي يزور الملك ضيفه بقصر الضيافة ، ويقيم الضيف في نهاية زيارته الرسمية كما جرت العادة مأدبه عشاء رسمية للملك يحضرها الأمراء وكبار رجال الدولة وكبار رجال القصر ورؤساء البعثات السياسية ، وتكون الملابس في الإستقبال الرسمي للضيف وفي حضور المآدب الرسمية والحفلات الساهره الرسمية ملابس التشريفيه الكبرى والنياشين.
وبعد انتهاء الثلاثة أيام التي تستغرقها عادة الزيارة الرسمية ينتقل الضيف إلى الجهة التي يختار الإقامه فيها إذا رغب بالبقاء في مصر لمدة أخرى بصفة غير رسمية ، ثم يودع الملك ضيفه بالمحطة بصفة غير رسميه عند سفره ، ويحيي حرس الشرف بالمحطة الضيف وتطلق المدافع عند تحرك القطارات وترافق بعثة الشرف الضيف إلى الحدود أو إلى الميناء حيث يؤدي له التحية العسكرية كما تشترك السلطات المحلية في توديعه وتكون الملابس في هذه الحاله الردنجوت ، وفي اللحظه التي يغادر فيها الضيف المملكة يوجه الملك برقية شكر فيبادر بالتحيه بالرد عليها.
