انتهت اليوم الثلاثاء، عملية الاستفتاء التي تجريها روسيا في أربع مناطق أوكرانية انفصالية، تسيطر عليها كليا أو جزئيا، ما أثار غضب الدول الغربية التي وعدت برد قوي في حال ضمها.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن الاستفتاءات تهدف إلى "إنقاذ سكان" هذه المناطق، مشددا خلال اجتماع حكومي أن "إنقاذ سكان كل هذه المناطق التي يجري فيها الاستفتاء هو في صلب اهتمامات مجتمعنا وبلادنا بكاملها".
من جانبه أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، الثلاثاء، أن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لمنع ظهور أسلحة نووية لدى جيرانها المعادين، على سبيل المثال، أوكرانيا، مشيرا إلى أن دول الناتو باتت تسيطر على العقل والإرادة السياسية لنظام كييف.
وأضاف: "ولكن لا يزال هناك أمل هش للحس السليم والشعور بالحفاظ على الذات لدى البلدان المعادية. إنهم يفهمون: إذا تجاوز التهديد لروسيا حد الخطر المحدد، فسنضطر إلى الرد. دون طلب الإذن من أحد. دون مشاورات طويلة، وهذا بالتأكيد ليس هراء".
ومنذ الجمعة الماضية، تجرى استفتاءات في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا في الشرق الخاضعتين للسيطرة الروسية، وذلك لضم هذه المناطق رسميا وسط تنديد أوكرانيا وحلفاؤها بهذه الاستفتاءات التي وصفوها بالـ"زائفة".
من جهتها، تعهدت دول مجموعة السبع بـ"عدم الاعتراف مطلقا" بنتائج هذه الانتخابات، كما تعهدت واشنطن، برد "سريع وقاس" من خلال فرض عقوبات اقتصادية إضافية في حال ضم هذه المناطق على غرار ما حصل مع شبه جزيرة القرم في مارس 2014.
إلى ذلك، رافق قتال عنيف هذه الاستفتاءات في مناطق مختلفة من أوكرانيا، اشتدت حدته الثلاثاء. فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن منطقة دونيتسك في الشرق لا تزال تمثل أولوية استراتيجية قصوى لبلاده، ولروسيا أيضا، وسط محاولات للقوات الروسية التقدم جنوبا وغربا.
بدوره، أكد الناطق باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أن استفتاءات الضمّ التي تنظمها روسيا في أوكرانيا "غير قانونية" وأن جميع الأشخاص الذين شاركوا في تنظيمها ستفرض عليهم عقوبات.
في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن عمليات "الاستفتاء" التي انتهت اليوم في أربع مناطق أوكرانية حول ضمها إلى روسيا ستكون لها "انعكاسات" كبرى على هذه المناطق ولا سيما على الصعيد الأمني.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين "ستكون هناك تغييرات جذرية في هذه المناطق من وجهة النظر القانونية ومن وجهة نظر القانون الدولي وبفعل كل انعكاسات (التدابير المتخذة) لضمان الأمن" فيها.
في السياق ذاته، قالت المخابرات البريطانية، إن من المرجح أن يعلن الرئيس الروسي عن ضم المناطق الأوكرانية التي جرى فيها الاستفتاءات إلى روسيا الاتحادية خلال خطابه أمام البرلمان في 30 سبتمبر .
وجاء في الإفادة بأن "قادة روسيا يأملون بشكل شبه مؤكد في أن يُنظر إلى أي إعلان ضم على أنه إثبات لضرورة العملية العسكرية الخاصة وأن يعزز الدعم الوطني (داخل روسيا) للصراع".