في يوليو الماضي، اغتيل رميا بالرصاص رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، خلال تجمع انتخابي إلا أن جنازته لم تشيع إلا اليوم الثلاثاء، وسط جدل كبير داخل اليابان، التي لا يجرى فيها أي جنازات رسمية إلا للعائلة الإمبراطورية باستثناء سياسي واحد شيعت جنازته رسميا في 1967.
وشهدت طوكيو أمس الاثنين تظاهرات معارضة لإقامة جنازة لشينزو آبي، خاصة وأنها تكلفتها 11.4 مليون دولار، واحتشد الآلاف في طوكيو أمس، للاحتجاج على تنظيم الجنازة، تشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر 60% من سكان البلاد الآن يعارضون إقامتها، حيث أثار قرار كيشيدا بتنظيم جنازة وطنية احتجاجات المعارضة التي تعتبر أنه كان ينبغي بحث المسألة في البرلمان والمصادقة عليها وقاطعت عدة أحزاب معارضة المراسم.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أضرم رجل النار في نفسه بالقرب من مكتب رئيس الوزراء في طوكيو وخرج نحو عشرة آلاف متظاهر الاثنين في شوارع العاصمة مطالبين بإلغاء الجنازة.
وكان أحد أسباب خروج اليابانيين إلى الشوارع احتجاجا على جنازة آبي، هو فرضه تشريعا في عام 2014، "أعاد تفسير" دستور اليابان السلمي لما بعد الحرب، وسمح لليابان بممارسة "الدفاع الجماعي عن النفس"، وهذا يعني ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، أن اليابان قادرة على الانضمام إلى حليفتها الولايات المتحدة في عمل عسكري خارج حدودها.
وشاركت شخصيات يابانية وأجنبية عدة الثلاثاء في تكريم ذكرى رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، وبدأت الجنازة بوصول أرملة رئيس الوزراء السابق أكي آبي في كيمونو أسود، حاملة رماد زوجها إلى مركز "نيبون بودوكان" حيث كان في استقباله رئيس الوزراء فوميو كيشيدا.
وأشاد كيشيدا في تأبينه لشينزو آبي واصفا إياه بأنه "رجل شجاع" معدّدا إنجازاته ومن بينها توطيد العلاقات الدبلوماسية مع عدد من البلدان.
وتوافد آلاف اليابانيين منذ صباح الثلاثاء إلى مركز بودوكان الذي تقام فيه مباريات في الفنون القتالية وحفلات موسيقية وحفلات رسمية في قلب العاصمة، لوضع باقات من الزهر وتكريم ذكرى آبي أمام صورة معروضة في خيمة أقيمت لهذه المناسبة.
وتولى آبي رئاسة الحكومة لفترة قياسية تخطت ثماني سنوات ونصف السنة على فترتين في 2006-2007 وبين 2012 و2020.