قال الكاتب الأمريكي جوزيف سيرينسيون إنه على الغرب التعامل بجدية مع تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي.
وطرح الكاتب سؤالا مفاده هل سينفذ بوتين تهديده باستخدام السلاح النووي إذا استمرت القوات الأوكرانية في تحقيق مكاسب عسكرية خلال المواجهات مع القوات الروسية في الحرب الدائرة حاليًا في أوكرانيا.. وأثار الكاتب تساؤلًا آخر في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مفاده أنه في حالة تنفيذ بوتين لتهديده كيف سيكون رد الفعل الأمريكي في تلك الحالة.
وقال الكاتب إنه من الصعوبة بمكان تحديد حجم الخسائر التي قد تنجم في حالة اللجوء للسلاح النووي، إلا أنه من المهم السعي لتقليص احتمالات استخدامه والاستعداد له في حالة حدوثه.. وأوضح أن الإدارة الأمريكية عكفت منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا على دراسة جميع الاحتمالات والسيناريوهات حيث تراقب المخابرات الأمريكية عن كثب أي إشارة قد توحي بأن روسيا على وشك استخدام السلاح النووي.
ويرى الكاتب أنه يجب على الغرب التعامل مع تهديد الرئيس بوتين في هذا السياق على أنه جد وليس بالهزل حيث إن استخدام السلاح النووي في أي صراع مسلح يعد جزءًا لا يتجزأ من العقيدة العسكرية الروسية كما أنه أيضًا جزء لا يتجزأ من المخططات الأمريكية.
واستشهد الكاتب بتصريحات القيادات العسكرية الروسية التي يؤكدون فيها أنه في حالة تعرض القوات الروسية للهزيمة فإن روسيا تلجأ دون تردد إلى السلاح النووي لإجبار القوات المعادية على التراجع.
وأوضح الكاتب أن تلك الاستراتيجية، التي يتبناها الجانب الروسي، يطلق عليها استراتيجية التصعيد لتحقيق النصر أو استراتيجية التصعيد من أجل التمكن من التهدئة وحسم المعركة.. قائلًا إن هناك العديد من السيناريوهات التي قد تتبعها روسيا في حالة استخدام السلاح النووي فبإمكانها إطلاق سلاح نووي في منطقة غير آهلة بالسكان مثل البحر الأسود على سبيل المثال في محاولة لإثبات جديتها في استخدام السلاح النووي على أمل أن يتراجع الغرب عن موقفه المعادي لموسكو.
وأضاف الكاتب أن هناك سيناريو آخر وهو أن تطلق روسيا سلاحًا نوويًا محدودًا على أحد الأهداف الأوكرانية بحيث يؤدي إلى مقتل بضع مئات وآلاف ويتسبب في أضرار مادية جسيمة، معربًا عن اعتقاده أن هذا السيناريو قد يكون الاحتمال الأكثر ترجيحًا.
وأشار الكاتب إلى أن روسيا قد تطلق قنبلة نووية تعادل في قوتها ثلاثة إلى ستة أضعاف القنبلة التي ألقيت على هيروشيما وفي هذه الحالة سوف تتسبب في مقتل عشرات الآلاف وإحداث أضرار بالغة وهو ما سوف يدفع واشنطن أو دول حلف شمال الأطلسي إلى توجيه ضربات عسكرية بأسلحة تقليدية متطورة للوحدات الروسية التي قامت بتلك العملية، وهي أسلحة تكفي لتدمير القوات الروسية في أوكرانيا.
ويختتم الكاتب مقاله مؤكدًا أن جميع تلك السيناريوهات مرعبة وهو الأمر الذي يجب أن يدفع الدول الغربية إلى العمل على اتخاذ موقف سياسي واسع النطاق يحول دون استخدام بوتين للسلاح النووي.