أن عادة ارتسام المسيحيّين بإشارة الصليب المقدّس باليد اليمنى من الجبهة إلى أسفل وعلى جانبيه الأيمن والأيسر: «باسم الآب والابن والرّوح القدّس» مصدرها التقليد الرسوليّ نفسه كما يبرهن القدّيس باسيليوس الكبير في العدد 66 من الرأس من كتابه الرّوح القدس وهي مأخوذة من صورة سرّ العماد المرسومة من يسوع المسيح عينه بقوله لتلاميذه: «وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس» (مت28: 19).
إطلالة على نشأة إشارة الصليب المقدّس فرسم الصليب المقدّس هو صورة إيمان مختصرة بالديانة المسيحية واستُعمل هكذا منذ وجود المؤمنين الأولين في كلّ آن وأوان في بداءة كلّ أعمالهم كما يوضّح المعلّم ترتليانوس في الرأس الرابع من كتاب إكليل الجندي، قائلاً: «نحن في كل من أعمالنا حينما ندخل أو نخرج وعندما نلبس أثوابنا وإذ نمضي إلى الحمّام وحينما نتكئ على مائدة الاغتذاء أو حينما نذهب إلى الرقاد وعندما نأخذ كرسيًا أو سراجًا إلخ نرسم الصليب على جبهاتنا. فهذا التقليد الذي هو نوع من العبادة العمومية ليس بمأمور به من شريعة واضحة مرسومة من الكتاب الإلهيّ ولكن قد علمناه التقليد وأثبته لنا السلوك العام وحفظه لنا الإيمان نفسه».
وكذلك المعلّم أوريجانيوس في الرأس 9 من تفسيره نبوءة حَزقيال والقدّيس كيرلّس الأورشليميّ في كتابه الموعوظين والآباء القدّيسين في تحدثهم عن إشارة الصليب التي ترسم بزيت الموعوظين على جباههم قبل تعميدهم وبزيت الميرون بعد عمادهم أوردوا ما تقدّم شرحه وأنّه بقوة هذا الرسم كانت تصنع عجائب مختلفة وبرسم إشارة الصليب المقدّس كانت تخرج الشياطين من الممسوسين وتتلاشى مفاعيل السحر وأضراره فضلاً على أن هذه الإشارة ترسم في توزيع الأسرار المقدّسة وفي منح البركة للمؤمنين وفي تكريس الأواني وغيرها
ممّا يختص بخدمة الديانة في الأمور الخارجة لكي نتعلّم أن ما من عمل من الأعمال الصالحة يمكنه أن يصدر من ثمرة مفيدة للنفوس إلّا بقوّة استحقاقات موت مخلّصنا يسوع المسيح، معلّقًا على الصليب المقدّس وأن النعم كلّها والمواهب بأسرها إنّما تفاض علينا من الله بهذا المجرى الصادر من ينبوع آلام خلاصنا. إذًا عادة إشارة الصليب لمن التقليدات الرسوليّة حقًّا.
يذكر أن الاقباط حول العالم يحتفلون بعيد الصليب اليوم .