استمرت الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني، ليل الأحد في إيران وخارجها، بعد أن فشلت المسيرات التي ترعاها الدولة في عدد قليل من المدن في الحصول على دعم كبير.
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية إن 54 متظاهرا على الأقل قتلوا، لكن لا يوجد رقم واضح متاح.
وبدأ العديد من أساتذة جامعة شريف للتكنولوجيا المرموقة في طهران، الإثنين، إضرابًا للمرة الأولى، مطالبين بالإفراج عن جميع الطلاب المحتجزين.
وقال علي شريفي زارجي، أستاذ المعلوماتية الحيوية والذكاء الاصطناعي، على تويتر اليوم الاثنين: "لن أحضر أي دروس قبل أن يتم إطلاق سراح طلاب جامعة الشريف المحتجزين حتى آخر شخص".
وبدأ العام الدراسي الإيراني في 23 سبتمبر، لكن السلطات ألغت جميع الفصول الدراسية في العديد من الجامعات الكبرى بما في ذلك جامعة طهران، حيث نظم بعض الطلاب مع ذلك مسيرات احتجاجية كبيرة.
وقدمت السلطات دروسًا عبر الإنترنت على الرغم من أن الحكومة أغلقت أو أبطأت الوصول إلى الإنترنت منذ بدء الاحتجاجات قبل ثمانية أيام. كما اعتقلوا عشرات الطلاب.
وأصدر الطلاب في عدة جامعات بيانات تدعو إلى الإضراب وطالبوا بالإفراج عن جميع الطلاب الناشطين والعودة إلى الفصول الدراسية الشخصية، كما حث الطلاب أساتذتهم على الانضمام إلى الإضراب.
وأعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين الأحد إضرابًا يومي الاثنين والأربعاء لدعم المحتجين.
وهذه هي أول دعوة رئيسية للإضراب، على الرغم من أن الناس على وسائل التواصل الاجتماعي كانوا يحثون العاملين في القطاعات الاقتصادية الحكومية الرئيسية على عدم الحضور إلى العمل.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت إيران تظاهرات - في عام 2017 (أواخر ديسمبر) و2019 (أكتوبر ونوفمبر).
وقد تأثر كلاهما بالظروف الاقتصادية السيئة والزيادات الحادة في أسعار الوقود التي أضرت بالطبقة المتوسطة الدنيا والأسر الأكثر فقرًا.
ولم تكن التظاهرات التي حدثت بسبب مقتل مهسا أميني وبخصوص الحجاب هي الأولى، فطالما كان الحجاب قضية جدلية في طهران منذ الثورة الإيرانية وتسببت في كثير من الاحتجاجات.
وفي احتجاجات عام 2017، أثار مقطع فيديو لفتاة إيرانية تخلع حجابها وتلوح به على خشبة، وسط شوارع إيران، كنوع من الاحتجاج على فرض السلطات ارتداء الحجاب، رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعدها تم اعتقالها على يد قوات الأمن حسب ما نقلت مصادر خاصة، وما بين التصريح والنفي.
وفي نفس العام، قامت نساء إيران في شن حملة جديدة أطلقوا عليها اسم “الأربعاء الأبيض”، ظهرن من خلالها بالحجاب الأبيض والملابس البيضاء، وكان ذلك احتجاجًا على قانون ارتداء اللباس الإلزامي في البلاد، وهو الشادور الأسود.
وفي حملة أخرى قام بها رجال إيرانيون حين ظهروا وهم يرتدون الحجاب فيما تجلس زوجاتهم من دون حجاب، تلك الحملة التي لاقت رواجًا كبيرًا على موقعي التواصل الاجتماعي.