تعاني العديد من المدن الألمانية في التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من بلادهم في ظل الحرب بين روسيا وأوكرانيا متوجهين إلى أوروبا بحثا عن اللجوء في مختلف دول القارة العجوز وبشكل خاص دول شرق القارة.
وذكرت هيئة الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، أنه بينما يصل المزيد من طالبي اللجوء من مناطق أخرى عبر جنوب شرقي أوروبا، بدأت السلطات المحلية في ألمانيا تشعر بالإرهاق وهي تدق ناقوس الخطر.
وأشارت الهيئة إلى أن العديد من الساحات الرياضية في مختلف المدن الألمانية تم تحويلها إلى مراكز لإيواء اللاجئين. لكن بحسب تقديرات القس فرانك أونجراثين الذي تستقبل كنيسته في مدينة هرتسوجنراث عددا من اللاجئين، فإن المدينة تلقت مؤخرا 400 لاجئ من حرب من أوكرانيا في غضون ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن المدينة تأوي نحو 530 لاجئا في الوقت الحالي.
وأضاف أونجراثين أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية تلقت المدينة أيضا حوالي 850 شخصًا فروا من 20 دولة أخرى، لافتا إلى أن بعضهم وجد وظائف في غضون وقت قليل، لكن العديد منهم لم يجدوا، محذرا من أن السلطات المحلية لا تستطيع التعامل مع هذا بمفردها.
وأوضحت شبكة "دويتشه فيله" أن اللاجئين يتلقون مساعدة في ملء الاستمارات وتنظيم دورات اللغة الألمانية والبحث عن سكن وترتيب دروس الطبخ وعقد اجتماعات دورية، سواء كان بغرض التعلم أو التشجيع والنصيحة والراحة.
وذكرت الشبكة أن مدينة آخن أيضا، على بعد 20 كيلومترًا فقط، تعاني من وضعا مشابها، حيث منذ بداية شهر أغسطس، قامت العمدة سيبيل كوبين بإعلان حالة الطوارئ بعدم قبول المدينة للمزيد من لاجئي الحرب أو طالبي اللجوء في الوقت الحالي، وذلك بعد امتلاء كل مراكز إيواء الطوارئ بالمدينة، بما في ذلك 8 صالات رياضية، حيث تأوي المدينة أكثر من 4000 لاجئ أوكراني.
وقالت عمدة المدينة سيبيل كوبين: "نحن الآن في وضع ندرك فيه أن هذه الحرب ستستمر على الأرجح لفترة طويلة، وسيبقى الناس هنا، وهم بحاجة إلى شيء آخر غير قاعة الرياضة (للسكن)"، مضيفة: "هذه عائلات من مجموعات عرقية مختلفة وفئات عمرية مختلفة، وتصطدم جميعها هنا".
وأوضحت كوبين أنها تدعم فكرة عقد قمة لبحث قضية اللاجئين على مستوى الحكومات المحلية في ألمانيا، مشيرة إلى اعتقادها بأن الحكومة الفيدرالية يتوجب عليها التحكم بشكل أفضل في توزيع اللاجئين على مختلف مدن البلاد بدلا من التدخل ماليًا.