الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

عقب مصرع 86 شخصًا في كارثة غرق مركب مهاجرين غير شرعيين بالسواحل السورية.. طبيب نفسي: الظروف الاقتصادية الدافع الأول.. والداخلية تكثف جهودها لمنع رحلات الموت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جهود كبيرة تبذلها وزارة الداخلية من أجل مكافحة رحلات الهجرة غير الشرعية، حيث أعلنت الوزارة في بيان رسمي نجاحها في وضبط 7 قضايا في مجال مكافحة جرائم الهجرة غير الشرعية.

وقال البيان الصادر عن وزارة الداخلية، مساء أمس الجمعة: "كثف قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية جهوده خلال الـ 24 ساعة الماضية في مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية بشتى صورها، وتمكن من تحقيق العديد من النتائج الإيجابية.

ولفت البيان إلى أن جهود الإدارات العامة التابعة لقطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية خلال 24 ساعة أسفرت عن ضبط 7 قضايا في مجال مكافحة جرائم الهجرة غير الشرعية وتزوير المستندات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وجارٍ مواصلة الحملات الأمنية على جميع منافذ الجمهورية لإحكام السيطرة الأمنية عليها.

فاجعة لبنانية قبالة السواحل السورية 

وجاء بيان الداخلية بالتزامن مع وقوع فاجعة كبرى قبالة السواحل السورية، حيث لقي 86 شخصًا حتفهم في كارثة غرق مركب كان يقلّ مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل السورية، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري، مساء اليوم السبت في حصيلة جديدة للحادث الذي وقع قبل ساعات معدودة. 

وتعد حصيلة الحادث هي الأعلى منذ بدء ظاهرة الهجرة غير الشرعية انطلاقًا من لبنان الغارق في أزماته، حيث ازداد عدد رحلات الهجرة في أعقاب الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بلبنان منذ نحو ثلاث سنوات والذي دفع لبنانيين كثر الى المخاطرة بأرواحهم بحثًا عن بدايات جديدة.

ووفقًا للأمم المتحدة، غادر أو حاول ما لا يقلّ عن 38 زورقًا يحمل أكثر من 1500 شخص مغادرة لبنان عن طريق البحر في الفترة الممتدة بين يناير ونوفمبر 2021.

ولا تزال السلطات السورية تكثف من جهودها للبحث عن مفقودين بعد العثور على عشرات الجثث قبالة مدينة طرطوس الساحلية، بينما تم إنقاذ قرابة 20 شخصًا، من ركاب المركب الذي أبحر من شمال لبنان، وتراوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و150 شخصًا، من دون أن تتضح بعد ملابسات غرقه.

شهادات الناجين 

وأوضح عدد من الناجين أن مركبهم انطلق منذ عدة أيام من منطقة المنية في لبنان، باتجاه السواحل الإيطالية بقصد الهجرة. ووفق حمية، لم يتم التعرف بعد على هوية غالبية الجثث لعدم العثور على أوراق ثبوتية.

ولم يكن هذا هو الحادث الأول وقد لا يكون الأخير، حيث تكرر خلال العام الحالي غرق زوارق في عرض البحر بعد انطلاقها من شمال لبنان، ما أودى بعشرات الأشخاص.

وفي هذا الشأن، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الظروف الاقتصادية هي الدافع الأول لإقدام المهاجرين على المخاطرة بأرواهم وارتكاب هذه السلوكيات التي تتسم بالمخاطرة.

وأضاف "فرويز" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" إن ما لا يعلمه الكثير من الشباب المصري والعربي أن المواطن الأوروبي لم يعد مرفها كما كان الحال في السنوات الماضية مشيرا إلى أن القارة العجوز تعاني من أزمة اقتصادية تعصب بكبرى دولها وتؤثر على حياة الملايين من سكان القارة الذين افتقدوا الأمن الغذائي خلال الأشهر القليلة الماضية في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

أما حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية، فقال إن عدد سفن الهجرة غير الشرعية في ازدياد شديد خلال الفترة الماضية، ولعل من أبرزها ارتفاع عدد السفن التي انطلقت من السواحل الليبية بنسبة 290 %، أي 6629 محاولة كل ٤ شهور وبنسبة 156% من السواحل التونسية.

ولفت "عرفة" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن هذه النتائج صادر عن دراسة علمية موثقة أكدت أن مراكب الموت تبحر ١٧ ساعة وأن بعض المراكب يصل عدد ركابها إلى ٣٥٠ فرد، لافتا إلى أن متوسط ما يدفعة الفرد للقائمين على منراكب الهجرة غير الشرعية والتي وصفها بـ "تذكرة الموت" يبلغ ٤ الاف دولار.

وأضاف عرفة أن ما يزيد من مخاطر الهجرة هو أن المراكب تلقي ركابها قبل الشواطئ ب ٢ كم في عرض البحر، وبعضهم بالطبع لا يجيد السباحة فبالتالي تزيد حصيلة الضحايا نتيجة الغرق في البحر قبل الوصول لسواحل أوروبا، حيث يبلغ عدد ضحايا الهجرة سنويًا نحو ٣٨٠٠ قتيل في البحر المتوسط.

ودعا "عرفة" إلى تكوين "شرطة دولية" من قبل الأمم المتحدة في المياه الإقليمية لمواجهه عصابات الهجرة غير الشرعية، مشددا على أنه "واجب دولي وإنساني لإنقاذ المئات من الضحايا الذين يموتون سنويًا في عرض البحر".