في خطوة مهمة، كشفت وزارة الزراعة عن البدء في تنفيذ العديد من مشروعات استصلاح الأراضي خلال الفترة الماضية برعاية من القيادة السياسية وذلك لزيادة مساحة الأراضي الزراعية بنحو 3 ملايين فدان.
يشار إلى مساحة الزمام في مصر بلغت 10.3 مليون فدان، منها 9.2 مليون فدان مزروعة و1.1 مليون فدان تتمثل في السكن والأجران والمنافع العمومية وأراضي التالف والفساد وأكل النهر والسكك الحديدية، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصـاء.
وقال الدكتور محمد القرش، معاون وزير الزراعة، إن الدولة جادة في اتخاذ الإجراءات وتنفيذ المشروعات بهدف زيادة المساحات المزروعة في مصر، وكذا زيادة إنتاجية الأراضي القديمة، موضحا أن هناك الكثير من المشروعات التي نفذتها الدولة مثل الدلتا الجديدة ومستقبل مصر بواقع 2.2 مليون فدان لخدمة مناطق الوجه البحري.
وأضاف، أن مشروع توشكى الخير يمتد على مساحة 1.1 مليون فدان، والريف المصري الجديد يمتد على مساحة 1.5 مليون فدان، بخلاف مناطق سيناء والتي تصل لـ500 ألف فدان، لافتًا إلى وجود مناطق بدأت تكون منتجة.
وتابع القرش، أن هناك مشروعات عديدة في الدلتا الجديدة أعطت إنتاجية بأرقام كبيرة، وهذا أنه خلال المستقبل القريب ستكون هناك إضافة لأكثر من 3 مليون فدان من الأراضي الزراعية الجديدة، فضلاً عن تعظيم الإنتاجية من الأراضي القديمة.
وأوضح معاون وزير الزراعة، أن هدف الوزارة من المشروعات القومية التي تطلقها هو إتاحة الفرصة لسكان الدلتا القديمة في العثور على فرص استثمارية جديدة وأماكن جديدة لزراعتها والعمل فيها، متابعًا أن الوزارة كرمت مزارعي القمح التي أعطت أراضيهم إنتاجية كبيرة.
وقال الدكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بالتعاون في مجال الزراعة مع الأشقاء في القارة الأفريقية، لافتًا إلى أن مصر تعتبر قلب القارة.
وأضاف موسى، أن القارة السمراء غنية جدًا بالموارد الطبيعية سواء كانت أراضي خصبة أو مياه، إضافة إلى توافر المورد البشرية، كاشفًا عن أن 60% من سكان القارة السمراء من الشباب.
ولفت موسى إلى استهداف مصر خلال الثلاث سنوات المقبلة استصلاح من 3.5 إلى 4 ملايين فدان، إضافة إلى تبطين الترع والقنوات لتوفير مياه الري، كاشفًا عن استثمار الدولة ما يقرب من 120 مليار جنيه في هذا الأمر.
من جهته، قال المهندس محسن البلتاجي، رئيس جمعية تنمية وتطوير المحاصيل البستانية، إن مشروع المليون ونصف فدان الذي أطلقته الدولة مؤخراً سيساهم في تحقيق الوفرة لمصر من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، كالقمح وسكر البنجر والحبوب الزيتية، حيث يمكن لفدان واحد إنتاج أكثر من 20 أردب قمح.
وأضاف، أن وفرة الإنتاج للمحاصيل الزراعية الاستراتيجية ليست الهدف أو العائد الوحيد من استصلاح تلك المساحات من الأراضي، فمن خلال زراعتها سيتم توفير آلاف فرص العمل للشباب من عمال ومهندسين زراعيين، كما سيتم توسيع رقعة الأراضي المأهولة بالسكان وبناء العديد من المدن والقرى المجاورة والموازية.
وأشار البلتاجي إلى أن مشروع الري الخاص بالمليون ونصف فدان، من خلال تحلية المياه وخلطها بالمياه الجوفية، مضيفاً، أن الدولة بدأت في توزيع الأراضي بالفعل وتسويق أفدنة بمساحة نصف مليون فدان بعد وضع خريطة لتحلية المياه ودعم المنتفعين.
وتابع، أن الدولة تهتم بمشاريع الاستزراع السمكي التي تضم صغار المنتجين، وجميع تلك المشروعات المشار إليها تساهم في تشغيل الشباب وتوفير فرص العمل لأصحاب المؤهلات العليا والمتوسطة وأصحاب الحرف من عمال ومزارعين.
وأكد رئيس جمعية تنمية وتطوير المحاصيل البستانية، على فتح تلك المشروعات لآفاق عديدة من استثمارات وزيادة حصة مصر من الصادرات الزراعية وحصيلة النقد الأجنبي وتقليل فاتورة الاستيراد وجذب استثمارات أجنبية أيضاً ومحلية، ورؤوس الأموال تلك يمكن ضخها في مشروعات قائمة بغرض توسيعها أو إنشاء مشروعات جديدة، مثل المناحل، وتصنيع المواد الغذائية، وتجفيف الفاكهة والخضروات، وجميعها يعتمد على الإنتاج الزراعي.