نجحت مصر في القضاء على فيروس "سي"، حيث أنها تقدمت بشكل رسمي لمنظمة الصحة العالمية بإعلانها خالية من الفيروس بعد أن كانت نسبة المصابين تقدر فى مصر بحوالى 14%.
حققت الدولة المصرية تقدمًا كبيرًا فيما يتعلق بإنتاج أدوية علاج فيروس سي، الأمر الذي نتج عنه انخفاض تكلفة العلاج من 64 ألف دولار لكل مريض عام 2013 إلى 100 دولار حاليًا، وساعد ذلك فى توفير أكثر من 2.5 مليار دولار فى عملية استيراد الأدوية، وفقًا لوزارة التخطيط.
كان مقررا أن تنتهي الحملة المصرية لمواجهة فيروس " سى" في 2030، فقد تم فحص جميع المواطنين وعلاج كل الحالات التى تم اكتشاف إصابتها على نفقة الدولة، لتصبح مصر خالية من فيروس «سى» بنسبة أقل من1%.
98.6% نسبة الشفاء من فيروس سي في مراكز العلاج التابعة لوزارة الصحة
وقالت وزارة الصحة والسكان، إن نسبة الشفاء من فيروس سى فى مراكز العلاج التابعة للوزارة بلغت 98.6%، مشيرة إلى أن العلاجات تصرف للمريض مجانا.
572 مليار جنيه لقطاع الصحة
كما أوضح تقرير لوزارة التخطيط، أن الدولة خصصت حوالى 572 مليار جنيه من الموازنة العامة للإنفاق الحكومي على قطاع الصحة خلال الـ 8 سنوات السابقة (14/2015-21/2022)، وذلك بمعدل نمو بلغ 285% مقارنةً بالسنوات الثمانية التي سبقتها (06/2007- 13/2014)، وارتفع الإنفاق الحكومي السنوي المُوجه للقطاع من 31 مليار جنيه عام 13/2014 إلى 109 مليارات جنيه عام 21/2022 بمعدل نمو بلغ 252 %.
مبادرة 100 مليون صحة
حققت مبادرة 100 مليون صحة التى تبنتها مصر نجاحًا عالميًا فى العديد من الجوانب الصحية، وأشادت بها منظمة الصحة العالمية بسبب دورها فى القضاء على فيروس سى، وأصبحت تجربة مصر فى القضاء على فيروس سى نموذجًا يحتذى به.
وأشاد الدكتور تيدروس ادهانوم، مدير عام منظمة الصحة العالمية بالتجربة المصرية فى مواجهة التهاب الكبد الوبائى فيروس "سي"، موضحًا أن مصر قامت باختبار ملايين المصريين كما وفرت العلاج مجانا للمصابين.
مبادرة الكشف عن فيروس سي لطلاب المدارس في مصر
أعلنت وزارة الصحة، نجاحها في الكشف على 11 مليون و635 ألفًا، وهذا إجراء صحي غير مسبوق، لم تتخذه دولة في العالم وحصد إشادات من مختلف المنظمات الدولية، التي أقرت بنجاح التجربة، وأكدت أن الدولة المصرية لديها مشروع صحي على أعلى مستوى، ويدار وفق أحدث النظم والأساليب العلمية، وتم توفير كل الإمكانيات اللازمة لنجاحه.
الصحة العالمية: "تحول لمرض يمكن علاجه في 12 شهرًا"
وكشف تقرير منظمة الصحة العالمية، فى اليوم العالمى للالتهاب الكبدى، انخفاض نسبة الأطفال المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائى المزمن من فئة ( B ) إلى أقل من 1 % فى عام 2019 نزولا من 5 % في فترة ما قبل اللقاح (الفترة بين 1980 وأوائل عام 2000 ) وذلك وفقا للتقديرات الجديدة للمنظمة.
وأكد أن الأدوية الجديدة حولت مرض فيروس (C) من مرض خطير إلى مرض يمكن علاجه في 12 شهرا.. مشيرا إلى أن العالم اليوم قد حقق إنجازا هاما وهو الوصول للهدف العالمى بالحد من انتشار الفيروس الكبدى بين الأطفال أقل من خمس سنوات بحلول عام 2020، وهو الأمر الذي يقضي على حالات تليف الكبد وسرطان الكبد للأجيال القادمة.
وأكد التقرير، أن اللقاح يوفر حماية بنسبة تصل إلى أكثر من 95 % ضد العدوى ولذلك توصى المنظمة بأن يتلقى جميع الرضع جرعة أولى من لقاح التهاب الكبد ( بى ) فى أقرب وقت بعد الولادة ويفضل خلال 24 ساعة تليها جرعتان إضافيتان على الأقل، مشيرًا إلى أن تغطية ثلاث جرعات من اللقاح أثناء الطفولة وصلت إلى 85 % فى جميع أنحاء العالم وذلك ارتفاعا من حوالي 30 % في عام 2000.
ومن ناحيته، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية تعد تحولًا تاريخيًا في مسار مصر للقضاء على فيروس سي، مشيرًا إلى أن تلك المبادرة مهدت الطريق أمام ظهور مبادرات أخرى تستهدف صحة المواطن المصري بجميع أعماره، تحقيقًا لأهداف الدولة المتماشية مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
جهود الدولة للقضاء على فيروس سي
انطلقت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي فى أكتوبر 2018 من خلال حملة قومية للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى (سى) والأمراض غير السارية (السكرى وارتفاع ضغط الدم والسمنة)، ونجحت الحملة في فحص 80 مليون مواطن مصري للكشف عن الفيروس وأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة وتقديم خدمة المتابعة والتقييم والعلاج من خلال مراكز العلاج بمختلف المحافظات.
ووصلت إجمالي تكلفة المبادرة للقضاء على فيروس سى والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية حوالى 4 مليارات جنيه، من بينهم 2.5 مليارات جنيه تكلفة المسح و1.5 مليار جنيه تكلفة العلاج، وساهمت المبادرة في إعفاء الدولة من تحمل تكلفة علاج فيروس سى ومضاعفاته التي تصل سنويا إلى 64 مليارات جنيه من خلال الكشف المبكر عن المرض وعلاجه، وقد اعتمدت وزارة الصحة المصرية على قاعدة البيانات الموجودة ونحو 5 آلاف وحدة صحية بأنحاء الجمهورية بهدف معرفة من يملك أجساما مضادة لفيروس سى، كونه معرضا للإصابة بالمرض.
علاج مليون إفريقي من فيروس سي
عملت الدولة على علاج الأشقاء الأفارقة من فيروس سي، بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل عامين مبادرة لعلاج مليون إفريقي في دول جنوب السودان وتشاد واريتريا من الفيروس، وتم بالفعل الكشف عن آلاف الأفارقة، لدعم مصر للدول الإفريقية الشقيقة، وتسعى مصر لتعميم مبادرة "100 مليون صحة" على الدول الأفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في إطار أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063، وتم إرسال فرق الطبي المصري لمتابعة عملية المسح والفحص لفيروس "سي" و"بي" والكشف عن الأمراض غير السارية والتدريب على بروتوكولات العلاج بكل من دول جنوب السودان وتشاد، وإريتريا.