نجم من طراز خاص، قدم لنا شخصية من أجمل شخصيات مسلسل "ليالى الحلمية" فهو عادل سليم البدري ابن الباشا والهانم، الذي شارك فى حرب أكتوبر، وعمل فى مصنع البدري ثم تولى إدارته وتزوج من قمر السماحي.
وكما رفض مع الدكتور مفيد أبوالغار رفع “الراية البيضا” أمام فضة المعداوي، أبى الرد على أي استفسارات خاصة بحالته الصحية، عقب إعلانه عن إصابته بمرض السرطان، وفضل أن يكون بمفرده في تلك المحنة بعيدا عن الأضواء و"مانشيتات" الصحف حتى رحل عن عالمنا أمس الخميس، تاركا حزنا كبيرا داخل قلوب كل محبيه.
إنه النجم الكبير هشام سليم، الذي ولد فى ٢٧ يناير ١٩٥٨، وهو أسطورة الكرة المايسترو صالح سليم، وتخرج في كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، وكان أول ظهور له من خلال أدائه دور ابن فاتن حمامة في فيلم "إمبراطورية ميم" من إخراج حسين كمال، كما خاض تجربة تقديم البرامج من خلال البرنامج الأسبوعي الحواري "حوار القاهرة" في سكاي نيوز عربية.
فى يوليو الماضى، تدهورت الحالة الصحية للفنان هشام سليم، الذى أوضح فى ٢٦ مايو الماضى، من خلال تسجيل صوتى لأحد البرامج أن حالته الصحية جيدة، وقال: "أنا الحمد لله كويس وكله تمام الحمد لله، وبيتهيألى السرطان اللى بتقولوا عليه دلوقتى أحسن من كوفيد والحاجات اللى بتضيع البنى آدمين في ٣ أيام، كل اللى يجيبه ربنا كويس وأنا بخير لحد دلوقتى والحمد لله وقاعد فى السخنة".
وفضل هشام سليم بعد ذلك التصريح بأن يكون بمفرده فى محنته منذ مايو الماضى، واختفى واختار عدم الكلام وعدم الرد والابتعاد، لدرجة أن هناك تصريحا نشر مؤخرا للدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، والفنانة نهال عنبر، عضو مجلس النقابة، بأنهما فشلا فى الوصول إلى أى أنباء عن النجم الغائب، وأكدا أنهما لا يستطيعان الوصول إليه رغم محاولاتهما العديدة، وبذلك فضل هشام سليم الابتعاد عن الأضواء ومواجهة معاناته بمفرده.
ويبدو أن "عادل البدري" قرر أن يتعامل مع مرض السرطان بشجاعة ورضا تام، كما تعامل معه المايسترو صالح سليم، الذى كشف "هشام" خلال لقاء سابق ببرنامج "معكم مع منى الشاذلى"، عن أن والده الراحل أصيب بنفس المرض عام ١٩٩٨، وتعامل مع إصابته بنفس الرضا والهدوء.
وأشار إلى أن صالح سليم وقت إصابته بالسرطان قبل وفاته كان لا يشتكي وتعامل مع الأمر بشكل بسيط، وقال: «حياته كانت صعبة لكنه عمره ما اشتكى ولا عمره اتكلم ولا أي حاجة، حاجته هي حاجته ميدخلش حد فيها خالص، حتى لما جاله سرطان كانت بنتي موجودة وكان المفروض ياخدها للسينما في لندن، وراح للدكتور قاله انت عندك سرطان، قاله لازم أمشي دلوقتي عشان عندي ميعاد مع حفيدتي هوديها السينما، ودا يوم ما بلغه وخدها فعلا وداها السينما، ومكنش بيتكلم خالص، واتعامل عادي جدا، دا قضاء وقدر، وقال هيمشي في الإجراءات مش أكتر ولا أقل».
وانتهج "هشام" طريق وسلوك والده "صالح" فى الصمت والتعامل مع المرض، "فابن الوز عوام" حتى في السرطان، وفجأة يستيقظ الوسط الفني وجمهوره أمس على صدمة فراقه، راحلا وتاركا إرثا من الأعمال الجميلة التي لا يمكن نسيانها بالسينما والدراما.
وشاءت الأقدار أن يكون شهر سبتمبر هو شهر الميلاد والوفاة والذكريات للفنان الكبير، ففي هذا الشهر تحل الذكرى الـ٩٢ لميلاد المايسترو صالح سليم الذي ولد يوم ١١ سبتمبر عام ١٩٣٠، وبعد مرور ١١ يوم فقط وتحديدا في ٢٢ سبتمبر يرحل نجله الفنان هشام سليم عن الحياة عن عمر يناهز ٦٤ عاما بعد صراع مع المرض.
لنتذكر دائما "هشام أنيس" فى "الراية البيضا"، و"الشيخ هشام" فى "ما زال النيل يجري"، و"فتح الله الحسينى" في "المصراوية"، و"حسني" فى "أرابيسك"، و"عمر" فى "لقاء ع الهوا"، و"أشرف" فى "امرأة من زمن الحب" و"بكر جمعة وبيكر" فى "أماكن فى القلب"
إضافة إلى أدواره فى "طيور الشمس والسيرة العاشورية ولما بابا ينام وآخر المشوار واليقين ولحظات حرجة وظل المحارب وفى أيد أمينة وطايع"، وأخيرا كان "هجمة مرتدة".
أيضا قدم الراحل هشام سليم مجموعة من الأفلام محفورة فى الوجدان منها دوره في "اغتيال مدرسة وعندما يتكلم الصمت وتزوير فى أوراق رسمية مع النجم الكبير الراحل محمود عبد العزيز وميرفت أمين وحارة الجوهرى والناظر والجبلاوى وشروع فى قتل والأراجوز ويا دنيا يا غرامى وميت فل ولا تسالني من أنا".