مصر مهد الحضارات صاحبة أعظم وأقدم حضارة في التاريخ فيها ظهر كل شيء فهى مهد الكتابة وأقدم الكلمات التي كتبها البشر صنعت في مصر، على حاوية ( الجرة ) ويمكن قراءتها لفظيا، وهي أقدم مثال في تاريخ الإنسانية على التقليد الحالي لكتابة اسم الجهة المصنعة او المنطقة الجغرافية أو البلد الذي جاء منه المنتج وصنع فيه كما يكتب اليوم على الحاويات والمنتجات على اختلافها مكان صنعها، فتؤرخ هذه الحاوية والكتابة التي خطت بالحبر عليها إلى حضارة نقادة الثانية التي سبقت عصر الاسرة الأولي في مصر بعدة قرون.
تم تحديد تاريه هذه الكلمات بين عامي 3400 و3300 قبل الميلاد، أي أن عمرها الآن حوالي ٥٤٠٠عام تقريبا، وانها أقدم كلمة كتبها الإنسان ويمكن قراءتها ونطقها لغويا، وأقدم مثال للكتابة بالحبر الأحمر الذي نعرفه اليوم عثر عليها في قبر عتيق بمدينة أبيدوس المصرية التي تعد (مهد الكتابة) كما يقول العلماء، تقرأ الكلمة الاولى هذه وتنطق حسب اللغة المصرية التي تعد أقدم اللغات المكتوبة قاطبة وتلفظ الكلمة “جرح” وتعني منطقة الظلام غروب الشمس أي الجهة الغربية حيث تغرب الشمس.
يقول عالم المصريات والآشوريات (جونتر درير) الكتابة على هذه الحاوية تفيد أنها أتت من منطقة انتاج غرب مدينة ابيدوس التي كانت تشرف عليها مجموعة من الكتبة والاداريين وهي تسبق اي كتابة في ثقافات الشرق القديم بكثير جدا، ويؤكد العالم (مارتن ايسلر) من جامعة اوكلاهوما ان هذه الكتابة المبكرة تسبق بقرون الكتابة البدائية التي ظهرت فيما بعد في ثقافات الشرق القديمة الاخري .
وقال ؤكد العالم (جيمس ألن) خبير اللغات القديمة : “اللغة المصرية هي أقدم اللغات المدونة في التاريخ، كما أننا نرى هنا أقدم مثال على التقليد الحالي لكتابة اسم الجهة المصنعة.. وهو التقليد الذي اخذته الشعوب من مصر لاحقا و نراه من حولنا اليوم فهو تقليد مصري يرجع لمهد الكتابة، وعلى هذه الحاوية نري أقدم مثال للكتابة بالحبر الأحمر الذي مازلنا نستخدمه فهنا نرى بداية قصة الكتابة ومهدها الأول"، والحاوية التي كتبت عليها أقدم كلمة خطها الانسان متواجدة بالمتحف المصري بالقاهرة.
